اغتيال عضو في مجلس محافظة دمشق.. و«الآسايش» تجبر 200 شاب على الالتحاق بوحداتها

اتفاق بين «شام الرسول» و«النصرة» بريف دمشق الجنوبي بانسحاب الأخيرة من المنطقتين

اغتيال عضو في مجلس محافظة دمشق.. و«الآسايش» تجبر 200 شاب على الالتحاق بوحداتها
TT

اغتيال عضو في مجلس محافظة دمشق.. و«الآسايش» تجبر 200 شاب على الالتحاق بوحداتها

اغتيال عضو في مجلس محافظة دمشق.. و«الآسايش» تجبر 200 شاب على الالتحاق بوحداتها

اتفقت الأطراف المتنازعة في بلدتي ببيلا وبيت سحم بريف دمشق الجنوبي؛ «لواء شام الرسول» و«المدنيون» من جهة، و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، على إيقاف القتال فيما بينها يوم أمس، بوساطة من لجنة قضائية وفصائل عسكرية في جنوب دمشق، فيما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مسلحين اغتالوا عضوا في مجلس محافظة دمشق أمام منزله في حي التجارة، وسط العاصمة، بينما نفذت قوات النظام عمليات دهم لمنازل مواطنين في حي ركن الدين، ولم ترد أنباء عن اعتقالات حتى اللحظة، بحسب نشطاء من المنطقة.
ونص الاتفاق في بلدتي بييلا وبيت سحم، وفق ما كشف مصدر مسؤول لـ«الشرق الأوسط» على السماح لعناصر النصرة المحاصرين في بلدة بيت سحم، بعد تقدم ميداني أحرزه «شام الرسول»، أول من أمس، أجبر عناصر النصرة على التكتل ضمن منطقة صغيرة في البلدة، على الخروج سالمين مع أسلحتهم منها مقابل تعهد الهيئة الشرعية وعدة فصائل عسكرية أهمها حركة «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» بإعادة المسروقات التي استولت عليها النصرة من «شام الرسول» عند التسلل لمقراته في بلدة ببيلا، السبت الماضي، كما نص الاتفاق أيضا على تسليم «شام الرسول» أسرى الجبهة إلى لجنة قضائية تتولى البت بأمرهم إضافة لتوليها التحقيق والحكم بمجمل الأحداث التي جرت أخيرا في البلدتين.
وخرج عناصر «النصرة» بعد الاتفاق بشكل نهائي من بلدة بيت سحم، حيث أقلتهم سيارات لـ«جيش الإسلام» و«أحرار الشام» إلى خارج بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم.
ويذكر أن أحداث دامية شهدتها بلدتا ببيلا وبيت سحم منذ يوم الجمعة الماضي، بدأت بإطلاق عناصر تابعين للتنظيم الرصاص بشكل مباشر على حشود من المدنيين خرجت بمظاهرة ضدهم.
ويوم أمس، أعلن قيام قوات الشرطة الكردية (الآسايش) بإجبار 200 شاب من العرب والكرد على الالتحاق بصفوف وحدات حماية الشعب الكردية، بعد توقيفهم عند أحد الحواجز في ريف الحسكة الشمالي.
وأشار مكتب أخبار سوريا إلى أنه تم توقيف الشباب الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما، على أحد حواجز القحطانية شمال الحسكة، وتم نقلهم إلى مركز التجنيد الإجباري التابع لحكومة الإدارة الذاتية في الحسكة، حيث احتجزوا لفترة قصيرة، ثم أطلق سراحهم بعد أخذ بطاقاتهم الشخصية، وطلب منهم مراجعة المركز خلال 3 أيام.
وكانت الإدارة الذاتية قد أقرت في يوليو، العام الماضي، قانون التجنيد الإجباري في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال وشمال شرقي سوريا، ألزمت فيه كل أسرة بتقديم أحد أفرادها الذين يتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما لأداء ما وصفته بـ«واجب الدفاع» عن تلك المناطق.
في موازاة ذلك، سجلت وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من الجيش السوري الحر تقدما، بالريف الجنوبي لمدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب، وذلك بعد اشتباكات دارت بينها وبين تنظيم داعش، انتهت بتراجع الأخير إلى مشارف جسر قره قوزاق الخاضع لسيطرته بريف حلب الشرقي.
وأفاد المكتب بوقوع اشتباكات عنيفة اندلعت ليلا بين الطرفين أدت إلى سيطرة القوات المشتركة على قرية السبت الواقعة جنوب مدينة كوباني بـ25 كيلومترا، حيث تراجع التنظيم إلى منطقة جسر قره قوزاق.
ولفت إلى أن حالة من «الخوف» تنتشر بين أهالي بلدة القبة القريبة من جسر قرقوازق، خشية أن يقوم التنظيم بتفجير الجسر الواصل بين مدينتي منبج وعين العرب على الطريق الدولي حلب - الحسكة، وذلك لمنع تقدم القوات المشتركة.
ويعد جسر قره قوزاق المنفذ البري الوحيد المتبقي لأكثر من 15 قرية عربية تقع على الشريط المحاذي لنهر الفرات، ويقطنها نحو 7000 نسمة يعانون أوضاعا معيشية «صعبة» في ظل حصار «خانق» يفرضه التنظيم بعد منعه السكان من استخدام الجسر، حيث يضطرون إلى عبور نهر الفرات بقوارب صغيرة لشراء حاجياتهم بطرق «محفوفة بالمخاطر» من القرى الواقعة على الضفة الأخرى من النهر، حسبما وصف المصدر.
ونقل مكتب أخبار سوريا عن مصدر أمني من جيش الإسلام في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أن قواته داهمت، أمس، مقرات «سرية» تابعة لتنظيم داعش في عدة مدن وبلدات في الغوطة، واقتحمت 3 مقرات بالقوة، مما أدى إلى مقتل قيادي بارز في التنظيم فلسطيني الجنسية، واعتقال العشرات منهم.
وأشار إلى أن العملية نُفذت بناء على «معلومات أمنية» وردت إلى قادة جيش الإسلام، أكدت انتماء أولئك العناصر للتنظيم، وتخطيطهم لتنفيذ اغتيالات تستهدف قيادات المعارضة بالغوطة، مشيرا إلى أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين قبل أن يحاول أحد انتحاريي التنظيم تفجير نفسه قبل أن يقتل ليسلّم البقية أنفسهم، لافتا إلى أن عنصرا واحدا من المعارضة قُتل جراء العملية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».