حقوقيون يعتبرون اشتباكات طرابلس «فشلاً» لحكومة «الوحدة» الليبية

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (رويترز)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (رويترز)
TT

حقوقيون يعتبرون اشتباكات طرابلس «فشلاً» لحكومة «الوحدة» الليبية

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (رويترز)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (رويترز)

لليوم الثاني على التوالي، تجاهل عبد الحميد الدبيبة، رئيس «حكومة الوحدة» الليبية، الاشتباكات التي جرت، مساء الخميس، بوسط العاصمة طرابلس، بين ميليشيات مسلحة موالية لحكومته.
وأجرى الدبيبة، مساء أول من أمس، زيارة ميدانية إلى مسقط رأسه مدينة مصراتة (غرب)، رفقة وزير المواصلات محمد الشهوبي، وعميد وأعضاء المجلس البلدي للمدينة وبعض المسؤولين بالقطاعات، حيث استمع، وفقاً لما قاله مكتبه في بيان، إلى «شرح مفصل بخصوص المشاريع المتوقفة، وآلية الإنجاز بها، والحلول المقترحة للبدء بتنفيذها».
من جهتها، اعتبرت «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا» أن «الاشتباكات المسلحة وإثارة العنف التي وقعت مساء الخميس بوسط العاصمة طرابلس بين دوريات تابعة لميليشيا (دعم الاستقرار) وميليشيا (الردع) بمثابة فشل ذريع للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة».
وانتقد بيان للجنة اندلاع الاشتباكات المسلحة في الشوارع، وداخل الأحياء السكنية المكتظة بالسكان المدنيين، و«تحويلها إلى ساحة حرب في استهتار صارخ بحياة المدنيين الأبرياء، بالإضافة إلى تعريض أمن وسلامة وحياة المواطنين للخطر، وترويع السكان، والإخلال بالأمن والاستقرار الوطني».
ورصدت «الوطنية لحقوق الإنسان» مقتل شخص، وإصابة اثنين من المدنيين جراء الاشتباكات المسلحة و«إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي وكثيف».
وطالبت السلطات بفتح تحقيق شامل في ملابسات الواقعة، وتحديد المسؤولين عنها بشكل مباشر، مع ضمان تقديمهم للعدالة ومحاسبتهم، وذلك من أجل إنهاء الإفلات من العقاب، وضمان عدم تكرارها في المستقبل.
وأكدت اللجنة أن تجدد أعمال العنف والاشتباكات المسلحة بين الفترة والأخرى بين الجماعات والتشكيلات المسلحة، التي تحظى بشرعية حكومة الوحدة، «يمثل فشلاً كبيراً للمجلس الرئاسي في ضمان أمن وسلامة وحياة المواطنين وحمايتهم، ما يستوجب العمل بشكل سريع على إعادة هيكلة قطاع الأمن، وإصلاحه من خلال حل وتفكيك الجماعات والتشكيلات المسلحة، غير المنضبطة والخارجة عن القانون»، داعية إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن، التي تنص على ملاحقة «كل مَن يخطط أو يوجه، أو يرتكب أفعالاً تنتهك القانون الدولي أو حقوق الإنسان، أو يدعم أعمالاً تهدد السلام أو الاستقرار أو الأمن، أو تعرقل أو تقوض عملية الانتقال السياسي في البلاد».
وأعادت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة الوحدة، نشر مقاطع بثتها وزارة الدفاع التركية «تظهر مواصلة عناصر من الجيش التركي التدريب (القتالي الأساسي) للقوات المحسوبة على الحكومة، ضمن اتفاقية التدريب والتعاون العسكري المثيرة للجدل، التي أبرمتها حكومة (الوفاق) السابقة برئاسة فائز السراج مع تركيا».
وترددت، أمس، معلومات عن تعرض مدير أمن بني وليد لمحاولة اغتيال، ما أدى إلى إصابة أحد حراسه بعيار ناري، نقل على أثرها إلى مصحة ابن سينا بالمنطقة.
من جهة أخرى، نشرت حسابات تابعه لتنظيم «داعش» الإرهابي صوراً لعناصره خلال عيد الأضحى في الجنوب الغربي لليبيا، على مقربة من الحدود المشتركة مع الجزائر.
ويشن «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، عملية عسكرية واسعة النطاق منذ أسابيع لمطاردة فلول التنظيم في هذه المناطق. ومن المقرر أن تبدأ اللجنة العسكرية المُشتركة للجيش، برئاسة رئيس أركانه العامة الفريق عبد الرازق الناظوري، جولات ميدانية لتفقد المُعسكرات كافة، والثكنات العسكرية بمناطق جنوب البلاد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.