الكاظمي يبدأ غداً زيارته «الحاسمة» إلى أميركا

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ب)
TT

الكاظمي يبدأ غداً زيارته «الحاسمة» إلى أميركا

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ب)

يبدأ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي غداً (السبت) زيارة «حاسمة» إلى الولايات المتحدة الأميركية للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن. وفيما سيكون الكاظمي ثاني زعيم عربي بعد الملك الأردني عبد الله الثاني، يلتقي بايدن في البيت الأبيض، فإن الملفات التي سيناقشها الكاظمي مع بايدن وباقي أركان الإدارة الأميركية تتسم بـ«الأهمية البالغة»، طبقاً لما أبلغ به مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء «الشرق الأوسط». وبيّن أن «الوفد فني 100%، كون الكاظمي ركز على الوفد في الحوار الاستراتيجي العراقي - الأميركي، وبالتالي عمله ليس سياسياً بل فني يحاول مناقشة الأمور والفرص والتحديات والشراكات بصورة فنية مهنية معيارها الأول هي المصلحة الوطنية العراقية والاحتياج الوطني للتعاون والشراكة».
وبشأن الوفد العسكري المرافق للكاظمي، يقول المصدر إن «وجود عدد من القادة العسكريين ضمن تشكيلة الوفد يأتي في سياق أن الحوار الاستراتيجي سينتهي بنتيجة كبرى للقطاع الأمني وهي وضع جدول زمني لانسحاب الأميركيين من العراق، وسيتوسع الحوار نحو تفعيل تفاهمات مشتركة في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي تتمثل في العودة بالعلاقات العراقية - الأميركية إلى مرحلة ما قبل سقوط الموصل عام 2014 وتفعيل برامج الشراكة والتعاون في التدريب وتبادل المعلومات الاستخبارية واستدامة السلاح العراقي ذي المنشأ الأميركي». ويرى المصدر أن «هناك أموراً مهمة سوف يبحثها الكاظمي مع الجانب الأميركي مثل الكهرباء، سواء من حيث الشراكة في برامج تأهيل الطاقة وجذب الاستثمارات والحوار مع شركة (جنرال إلكتريك) أم من حيث مسألة التسوية للدفوعات المالية للغاز الإيراني وقضية الإعفاء والعقوبات الدولية على إيران، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات في مجال الطاقة».
وطبقاً لهذا التوصيف سواء للوفد أو جدول المباحثات، فإن الكاظمي الذي سبق أن أجرى ثلاث جولات حوار سابقة مع الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، يسعى في الحوار الذي سيجريه مع بايدن إلى العودة إلى مرحلة ما قبل دعوة الحكومة العراقية خلال عهدي رئيسي الوزراء السابقين نوري المالكي وحيدر العبادي، الولايات المتحدة لإرسال قوات عسكرية لمحاربة «داعش» في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقّعة بين البلدين عام 2008 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، حين كان يشغل بايدن منصب نائب الرئيس. وحيث إن بايدن كان مسؤول الملف العراقي في إدارة أوباما طوال 8 سنوات وكان قبلها سيناتوراً مهتماً بالشأن العراقي وزار العراق عشرات المرات وهو صاحب الدعوة الشهيرة لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات (سنية، شيعية، كردية)، فإن الكاظمي يراهن على حسم ملف العلاقة مع واشنطن بصورة لا تدع مجالاً لمزيد من الصراعات والخلافات والنقاشات التي يمكن أن تلي هذه الزيارة التي تأتي بعد أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات العراقية. وطبقاً للمراقبين والخبراء العراقيين، فإن الكاظمي ليس مسؤولاً عن دعوة الحكومات العراقية السابقة للأميركيين إلى العودة إلى العراق لمحاربة «داعش» وهي الدعوة التي نفّذتها واشنطن خلال حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي. كما أن الكاظمي ليس هو مَن وقّع اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع واشنطن بل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، لكنه مسؤول عن كيفية التعامل معهما كونهما تمثلان التزاماً سياسياً وسيادياً على حكومته.
وفي هذا الإطار، فإن الكاظمي -والكلام للمصدر المقرب- «سوف يعود بالعلاقة إلى سابق عهدها مع واشنطن طبقاً للاتفاقيات السابقة، في وقت سيتم تحديد جدول واضح للانسحاب الأميركي من العراق»، مبيناً أن «السياقات الأخرى في العلاقة بين البلدين كانت قد وضّحتها اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تتضمن الاتفاق على الكثير من القضايا الخاصة بالتعاون المشترك بين البلدين».
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الذي يرافق الكاظمي في هذه الزيارة، أن لقاء رئيس الوزراء والرئيس الأميركي سيناقش مجمل العلاقات بين البلدين، ومن بينها عدم الإبقاء على أي قاعدة أميركية في العراق. وفي تصريحات صحافية، قال حسين إن جولة الحوار ستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأميركي من كل الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن الأميركيين يوجدون في معسكرات عراقية وليست أميركية. وبيّن الوزير العراقي أن الإدارة الأميركية الحالية تفهم الأوضاع في العراق بشكل يخالف الإدارة السابقة، لافتاً إلى أن الجانبين قد يعودان لاتفاق 2008.



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».