مرصد مصري: «داعش» يواصل حشد «الذئاب المنفردة»

قال إن التنظيم «يشوه» الواقع في أعين الشباب

TT

مرصد مصري: «داعش» يواصل حشد «الذئاب المنفردة»

أكد مرصد مصري أن «تنظيم (داعش) الإرهابي يواصل حشد (الذئاب المنفردة) لتنفيذ عمليات إرهابية في الدول». وقال المرصد إن «استهداف الهوية الوطنية لدى الشباب يُعد جزءاً من (الخطاب التحريضي) للتنظيم، الذي يسعى إلى (تشويه) الواقع في أعين الشباب، وهذه هي الخطوة الأولى على طريق تحويل الشباب إلى (ذئاب منفردة)». ورصد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالقاهرة عدداً من المقالات والمواد الإعلامية لـ«داعش» على بعض منصات التنظيم تزعم أن «الإسلام انتشر بالسيف». وقال مرصد الأزهر في تقرير له أمس، إن «التنظيم يسعى بكل قوة لتصدير هذا الزعم وترسيخه في الأذهان، في جميع إصداراته وخصوصاً المرئية، وعلى لسان جميع متحدثيه وقادته، وكأنه قالب محفوظ يرددونه في بداية جميع إصداراتهم». ويرى المرصد أن «هذا الأمر يقع في إطار استراتيجية التنظيم الإعلامية التي تهدف إلى تجريد الإسلام من قيم الرحمة والتسامح، وإضفاء صفة العنف عليه؛ وكان نتيجة ذلك أن تعرضت الكثير من مفاهيم دين الإسلام إلى ظلم وتحريف على لسان أفراد التنظيم الإرهابي، وكان لمصطلح (الجهاد) النصيب الأكبر من التحريف».
كما رصد مرصد الأزهر بالقاهرة في تقريره «ادعاء التنظيم بأن قادته ومنظريه مجددون لأمور الدين». وأكد المرصد أن «هذا الادعاء يتعارض مع ما توصلت إليه الكثير من البحوث التي تؤكد أن تنظيم (داعش) الإرهابي ليس لديه منظرون قادرون على إضفاء شرعية على جرائمه الإرهابية، بخلاف التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل (القاعدة) التي تهتم بالجانب التنظيري وتربية المنظرين».
ويرى مرصد الأزهر أن «التنظيم الإرهابي يُقصر على نفسه فهم (الجهاد)، بهدف استمالة مقاتلي التنظيمات الإرهابية الأخرى إليه»، لافتاً إلى أن «(داعش) يسعى إلى استهداف الهوية الوطنية لدى الشباب من خلال وضع حاجز من الفوارق بين الهويتين (الوطنية) و(الدينية)، ومحاولة إثبات أنه لا يمكن أن يجتمع حب الوطن والإيمان في قلب واحد - على حد زعم التنظيم». وأكد مرصد الأزهر أمس أن «مكافحة كافة التنظيمات المتطرفة واتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون انتشار فكرها المتطرف في المجتمعات بات ضرورة ملحة، خصوصاً مع استغلال هذه التنظيمات لرموزها في استقطاب الشباب والتأثير على أفكارهم وتحويلهم إلى (قنابل موقوتة) تهدد أمن واستقرار المجتمعات وتشوه الصورة السمحة للإسلام بما يؤثر سلباً على كافة المسلمين في المجتمعات الغربية على وجه الخصوص».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».