«جبهة تيغراي» تعلن موافقة مشروطة على وقف للنار

أسرى من الجيش الإثيوبي يصلون إلى مركز لإعادة التأهيل في عاصمة تيغراي الجمعة (أ.ف.ب)
أسرى من الجيش الإثيوبي يصلون إلى مركز لإعادة التأهيل في عاصمة تيغراي الجمعة (أ.ف.ب)
TT

«جبهة تيغراي» تعلن موافقة مشروطة على وقف للنار

أسرى من الجيش الإثيوبي يصلون إلى مركز لإعادة التأهيل في عاصمة تيغراي الجمعة (أ.ف.ب)
أسرى من الجيش الإثيوبي يصلون إلى مركز لإعادة التأهيل في عاصمة تيغراي الجمعة (أ.ف.ب)

أعلنت «جبهة تحرير شعب تيغراي» الإثيوبية، أمس، القبول بـ«وقف إطلاق نار مبدئي» في الإقليم الذي استعادت السيطرة على أجزاء كبيرة منه، وسط تراجع الجيش الإثيوبي، لكنها وضعت شروطاً قد تصعّب التوصل إلى اتفاق نهائي.
وبين الشروط انسحاب القوات الإريترية من الإقليم الإثيوبي الشمالي، وكذلك القوات الآتية من إقليم أمهرة المجاور بعد انتشارها فيه دعماً للجيش الإثيوبي في عمليته العسكرية على سلطات الإقليم، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. كما طالبت الجبهة بإعادة الحكومة المحلية.
وكان رئيس الوزراء آبي أحمد أرسل الجيش إلى تيغراي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لاعتقال ونزع سلاح قادة الجبهة الحاكمة في الإقليم آنذاك. وأعلن النصر بعد أسابيع بعدما استولت قواته على مكيلي. ولكن بعد شهور من إعادة تجميع صفوفهم، شن مقاتلو الجبهة هجوماً مضاداً واسع النطاق الشهر الماضي سمح لهم باستعادة المدينة وتأكيد سيطرتهم على غالبية الإقليم. وأعلنت الحكومة وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد وصفته قوات دفاع تيغراي بأنه «مزحة».
ودعت الأمم المتحدة ودول عدة إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار إفساحاً في المجال أمام أولوية إيصال المساعدات الإنسانية. وقال بيان موقّع من «حكومة تيغراي» أمس: «نوافق على وقف إطلاق نار مبدئي بشرط حصولنا على ضمانة موثوقة بعدم المساس بأمن شعبنا». وأضاف: «رغم ذلك وقبل إضفاء طابع رسمي على اتفاق لوقف إطلاق النار، يتوجب حل المسائل الشائكة».
وكانت بعض الشروط الواردة في البيان عسكرية الطابع، فيما أخرى سياسية، على غرار عودة قوات أمهرة والقوات الإريترية إلى «مواقعها حيث كانت قبل الحرب» واستئناف عمل «حكومة تيغراي المنتخبة ديمقراطياً، وإعادة صلاحياتها ومسؤولياتها الدستورية كافة». وترفض أديس أبابا أي حوار مع قادة الجبهة التي صنّفها البرلمان الإثيوبي «منظمة إرهابية» في مايو (أيار) الماضي.
وطالبت «الجبهة» بـ«إجراءات كفيلة بمساءلة آبي أحمد و(الرئيس الإريتري) آسياس أفورقي بشأن الأضرار التي تسببا بها»، إضافة إلى تشكيل الأمم المتحدة «هيئة تقصي حقائق مستقلة» حول «الجرائم المريعة» التي ارتكبت خلال النزاع. ووردت كذلك شروط ذات طابع إنساني على غرار «توزيع المساعدات الإنسانية بلا عراقيل، من جميع الجهات وبوسائل النقل كافة... وعودة سكان تيغراي» النازحين.
وجددت التأكيد على توفير «المساندة التامة لجميع الملتزمين بإيصال المعونة الإنسانية». وحذّرت الأمم المتحدة قبل أيام من أنّ أكثر من 400 ألف شخص «يعانون المجاعة» في الإقليم، منبهة إلى أن 1.8 مليون آخرين يقفون «عند حافة المجاعة».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».