وصلت أمس الطائرة الثانية التي تقلّ جنود الجيش الألماني الذين أُصيبوا خلال هجوم انتحاري في مالي، إلى ألمانيا.
وحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية، هبطت الطائرة، وهي من طراز «إيرباص إيه 310»، في مدينة شتوتغارت جنوبي ألمانيا أول من أمس. وأضافت المعلومات أنه من المقرر نقل الجنود المصابين بعد ذلك إلى مستشفى الجيش الألماني بمدينة أولم. وبذلك تمت إعادة جميع الجنود الألمان الذين أُصيبوا جراء الهجوم والبالغ عددهم 12 جندياً إلى ألمانيا. وكانت طائرة تابعة للجيش الألماني قد وصلت إلى مدينة كولونيا بعد ظهر أول من أمس، وعلى متنها ثلاثة من الجنود الألمان المصابين. وتم نقلهم إلى المستشفى المركزي التابع للجيش الألماني في مدينة كوبلنتس الألمانية.
يُذكر أن وزيرة الدفاع الألمانية أنيجرت كرامب كارنباور، كتبت عن الجنود الثلاثة على «تويتر» أن «حالتهم مستقرة».
وكان انتحاري قد فجّر سيارته المفخخة صباح الجمعة في دورية تابعة للأمم المتحدة تقودها قوات ألمانية شمال مدينة جاو في مالي، مما أسفر عن إصابة 13 جندياً جميعهم من الألمان عدا جندي واحد من بلجيكا، وفقاً لمصادر وكالة الأنباء الألمانية. في غضون ذلك، شهدت مالي يوماً دامياً آخر، إذ استهدفها هجومان أحدهما على موقع عسكري في وسط البلاد خلّف ستة قتلى، والآخر على موقع مؤقت للأمم المتحدة في الشمال أسفر عن 15 جريحاً. وأسفر الهجوم على موقع عسكري في قرية بوني (وسط) عن مقتل ستة جنود وجرح واحد. وكان عشرة جنود ماليين قد قُتِلوا في فبراير (شباط) في القرية نفسها. ومنذ عام 2012 واندلاع حركات تمرد انفصالية وجهادية في شمال البلاد، غرقت مالي في أزمة متعددة الأشكال أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا من مدنيين ومقاتلين رغم دعم الأسرة الدولية وتدخل قوات أممية وأفريقية وفرنسية. ووقع الانفصاليون اتفاق سلام في 2015. إلا أن مالي لا تزال هدفاً لهجمات جماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» وعنف بين الجماعات المحلية وعمليات تهريب متنوعة. وتوسعت رقعة أعمال العنف لتطال بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. وغالباً ما تتعرض مينوسما التي تضم 18300 عضو بينهم 13200 عسكري، لهجمات على غرار القوات المالية والفرنسية. وقد تكبدت مينوسما أكبر عدد ضحايا بين كل بعثات الأمم المتحدة في العالم.
وقالت الخارجية الفرنسية من جهتها إن فرنسا التي قُتل 50 من جنودها في مالي «تُدين بحزم كبير الهجوم، وتجدد دعمها الكامل لمينوسما التي تقوم بدور أساسي في ضمان استقرار مالي».
وتنشر فرنسا، قوة الاستعمار السابقة في مالي والتي تدخلت عسكرياً في هذا البلد عام 2013 لمحاربة المتطرفين، نحو 5100 جندي حالياً في منطقة الساحل. لكنّ الرئيس إيمانويل ماكرون أعلن في وقت سابق هذا الشهر أنه سيُنهي مهام عملية «برخان». لكنّ وزارة الخارجية الفرنسية أكدت أن «فرنسا تبقى إلى جانب كل شركائها في الساحل لمكافحة آفة الإرهاب». وسبق لفرنسا أن علقت عملياتها المشتركة مع القوات المالية إثر انقلاب عسكري هو الثاني في غضون تسعة أشهر أوصل إلى الرئاسة الكولونيل أسيمي غويتا. وتعتزم فرنسا تركيز جهودها على تعزيز قوة دولية من القوات الخاصة في مالي تحمل اسم «تاكوبا».
من جهة أخرى، قُتل نحو مائة «إرهابي» في يونيو (حزيران)، خلال عملية مشتركة لجيشي بوركينا فاسو والنيجر على حدود البلدين اللذين يواجهان هجمات جهادية متكررة، حسب بيان مشترك لجيشي البلدين تسلمت وكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس نسخة منه. وقالت هيئة أركان جيش بوركينا فاسو إن مئات من جنود الجيشين نفّذوا على مدى أسبوعين عملية مشتركة ضد الجماعات المسلحة الإرهابية على جانبي حدود البلدين. وأضاف جيشا النيجر وبوركينا فاسو في بيانهما المشترك أن «التقييم غير الشامل للعملية هو شل حركة أكثر من مائة إرهابي ومصادرة أسلحة (أسلحة الحرب وبنادق الصيد) أو تدميرها، وتدمير موارد آلية (مائة دراجة نارية ومركبة)». وسمحت العملية التي سُميت «تانلي» -التحالف أو التلاحم بلغة محلية في شرق بوركينا فاسو- أيضاً «بإبطال مفعول عبوات ناسفة تُستخدم لإبطاء عمل قواتنا» و«تدمير جزء كبير من معداتهم اللوجيستية»، على قول رئيس أركان جيش النيجر الجنرال ساليفو مودي، خلال زيارة لمعسكر فوج المشاة في دوري، كبرى مدن منطقة الساحل في شمال بوركينا فاسو. وقال إن «هذه النتائج جاءت بمستوى توقعاتنا»، مؤكداً أنه «تم اعتقال إرهابيين أيضاً». وتابع أن الوحدات المشاركة وبدعم من القوات الجوية نفّذت «عمليات استطلاع وتطويق وتفتيش» لا سيما في بلدات تيرا وتورودي في النيجر ودوري ومانسيلا ودياباغا في بوركينا اسو». وأكد رئيس أركان جيش بوركينا فاسو الجنرال مويس مينينغو أنه «في هذه المناطق سيكون السكان هادئين على الأقل لفترة. نعتقد أن هذا هو الأمر الأساسي». وأضاف: «نحن دول فقيرة ومستقبلنا يكمن في أن نكون قادرين على تجميع مواردنا الشحيحة» وبالتالي «سيكون لدينا مزيد من النتائج. هذا ما تم إنجازه ولا نعتزم التوقف في هذا الطريق الصحيح». وتواجه بوركينا فاسو الدولة الفقيرة الواقعة في غرب أفريقيا مثل جارتها النيجر هجمات إرهابية منتظمة ودموية منذ 2015. وأدت هذه الهجمات التي نُسبت إلى الجماعات الجهادية التابعة لتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، إلى مقتل مئات من سكان البلدين ونزوح مئات الآلاف من مناطقهم.
برلين: عودة جميع الجنود الألمان المصابين في الهجوم الانتحاري بمالي
100 «إرهابي» قُتلوا في بوركينا فاسو والنيجر في يونيو
برلين: عودة جميع الجنود الألمان المصابين في الهجوم الانتحاري بمالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة