حزب فلسطيني يتجه للانسحاب من الحكومة بسبب «المس بالحريات»

جانب من احتجاج في مدينة الخليل أمس استنكاراً لمقتل معارض خلال توقيفه على أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية (أ.ف.ب)
جانب من احتجاج في مدينة الخليل أمس استنكاراً لمقتل معارض خلال توقيفه على أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية (أ.ف.ب)
TT

حزب فلسطيني يتجه للانسحاب من الحكومة بسبب «المس بالحريات»

جانب من احتجاج في مدينة الخليل أمس استنكاراً لمقتل معارض خلال توقيفه على أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية (أ.ف.ب)
جانب من احتجاج في مدينة الخليل أمس استنكاراً لمقتل معارض خلال توقيفه على أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية (أ.ف.ب)

أعلن الأمين العام لحزب «الشعب» الفلسطيني بسام الصالحي أن حزبه سينسحب من الحكومة الفلسطينية على خلفية ما وصفه بـ«المس» بالحريات العامة والحقوق الديمقراطية والاجتماعية. ويفترض أن يصدر قرار رسمي عن الحزب الذي يجتمع اليوم لهذا الغرض.
وأكد وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب «الشعب»، عبر صفحته على «فيسبوك»، أن حزبه لن يستمر في الحكومة، مضيفاً أن «حزب الشعب يتخذ قراراته حسب النظام الداخلي ولا يخضع لابتزاز اللحظة ومزايدات من بيوتهم من زجاج».
وأوضح أن «المكتب السياسي بحث بعمق الأزمة الشاملة واتخذ القرار بأن الحزب لن يستمر في حكومة لا توفر الحماية لمواطنيها». وتابع: «اللجنة المركزية ستجتمع الأحد وتتخذ القرار الذي ينتظره الناس، كل الناس».
واتخذ الحزب قراره بعد يومين من قتل عناصر أمنية فلسطينية لمعارض أثناء اعتقاله في مدينة الخليل في الضفة الغربية. وقتل نزار بنات، وهو معارض للسلطة الفلسطينية، الخميس، بعد اعتقاله من قبل رجال الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وأثبت التقرير الأولي للطب الشرعي أنه توفي وفاة غير طبيعية نتيجة الضرب، وهو الأمر الذي قاد متظاهرين فلسطينيين إلى المناداة، أيام الخميس والجمعة والسبت، برحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة التي لم تعلق على الاتهامات بقتلها المعارض بنات، لكنها فتحت تحقيقاً.
وأعلن المفوض السياسي العام المتحدث باسم المؤسسة الأمنية اللواء طلال دويكات، أمس، أن لجنة التحقيق ستستكمل أعمالها في أسرع وقت ممكن، وستعلن النتائج فور الانتهاء منها. وأضاف: «الحكومة حريصة على تكريس مبادئ الشفافية والمصداقية كأسلوب عمل».
وطالب دويكات «بعدم الانجراف وراء بعض المغرضين، الذين يحاولون قلب الأمور واستغلال حادثة وفاة نزار بنات بطريقة تنعكس سلبياً على مجتمعنا، وانتظار النتائج التي تتوصل إليها لجنة التحقيق».
لكن عائلة المعارض بنات الذي كان يتهم السلطة الفلسطينية بالفساد في قضايا منها اتفاق لم يدم طويلاً مع إسرائيل بخصوص لقاحات «كوفيد - 19» هذا الشهر، طالبت «بتوقيف المشاركين في عملية الاغتيال البالغ عددهم 27 عسكرياً لدى جهاز الاستخبارات العسكرية ومحاكمتهم محاكمة علنية»، من أجل حقن الدماء.
وحمّل مجلس العائلة المسؤولية المباشرة لاغتيال ابنهم لنائب رئيس جهاز الأمن الوقائي في الخليل كما طالبوا بإقالة جبريل البكري محافظ الخليل وتحويله للجنة تحقيق.
وطالب المجلس بتشكيل لجنة تحقيق أهلية مكونة من كبار وجهاء وعشائر الخليل وفلسطين وبمشاركة من منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية، وقالوا إنهم لا يثقون بالحكومة وبـ«لجانها الورقية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.