كرَّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الدبلوماسي عبد الله بن محمد الخالدي، القنصل السعودي في عدن، وقلَّده وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة، وذلك بعد استقباله في مكتبه بقصر اليمامة بالرياض، أمس، يرافقه والده وأشقاؤه، بعد عودته إلى وطنه إثر الجهود المكثفة التي بذلتها الدولة، بعد أن كان مختطفًا في اليمن قرابة ثلاث سنوات.
وهنّأ خادم الحرمين الشريفين خلال اللقاء الخالدي بسلامة العودة إلى أهله وذويه، بينما عبّر عبد الله الخالدي عن بالغ تقديره للملك سلمان بن عبد العزيز على حرصه واهتمامه به حتى عودته للوطن سالما.
حضر الاستقبال الأمير مقرن بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب وزير الخارجية.
من جهته قال الدبلوماسي المحرر عبد الله الخالدي، القنصل السعودي في عدن لـ«الشرق الأوسط»، إنه اختطف من أمام منزله في حي المنصورة في مدينة عدن اليمنية، من دون أي ذنب، حيث عاش فترة احتجازه لدى تنظيم القاعدة في اليمن 3 سنوات بلا إنسانية معهم، مؤكدا أنه في الفترة الأخيرة من احتجازه كان يشعر بالطمأنينة بالنفس بأنه سيعود إلى وطنه.
وأوضح الخالدي الذي حررته السلطات السعودية ممثلة بالجهود التي بذلتها رئاسة الاستخبارات العامة، ووصل إلى محافظة شرورة (جنوب غربي المملكة) عبر البر، صباح أول من أمس، أن الأسابيع الأولى من اختطافه كان لديه نوع من التردد بالعودة أو من عدمها، ولكن بعد فترة من الوقت، شعر بالطمأنينة بأن حكومة بلاده ستقف خلفه، حتى يعود إلى أرض الوطن.
وأشار القنصل السعودي في عدن بعد تحريره، في اتصال هاتفي إلى أنه اختطف بلا ذنب من أمام منزله في حي المنصورة، حيث كان يعمل في تيسير أمور مواطني الدولة المضيفة من الحصول على تأشيرات دخول المملكة للحج والعمرة وغيرها، «وتم معاملتي من قبل الخاطفين - عناصر (القاعدة) باليمن - بلا إنسانية».
وأكد الخالدي، أن تشريفه بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وتقليده وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة، هو تكريم غالٍ لشخصه وكذلك لأسرته، وأثنى الملك سلمان بن عبد العزيز عليه، ووصف الخالدي لقاءه بـ«الأبوي» على الرغم من شواغل خادم الحرمين الشريفين اليومية.
من جهتها، أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن انشقاقات ظهرت في صفوف تنظيم القاعدة في اليمن، خلال الفترة الماضية، بسبب هروب عدد منهم إلى العراق بطرق غير مباشرة، للانضمام إلى تنظيم داعش، الذي يعمل تحت مظلة التنظيم الأم للقاعدة في أفغانستان.
وقالت المصادر، إن السلطات السعودية حققت إنجازات عالية جدا منذ فترة، حيث استعادت عددا من عناصرها بعد أن اخترقت عناصر التنظيم، وحددت مواقع عدد من القيادات في اليمن، كما قامت الأجهزة الأمنية في تحرير طفلتين ألمانيتين بعد اختطافهم لمدة 11 شهرا، وذلك بالتنسيق مع السلطات اليمنية في 2010، وساهمت أيضا في الكشف عن مخطط عملية إرسال طردين مفخخين تم اكتشافهما في مطاري دبي ولندن تم إرسالهما من اليمن إلى أميركا في 2010.