وضع رحيم سترلينغ المنتخب الإنجليزي على المسار الصحيح ضمن مسعاه للقبه الأول على الإطلاق منذ تتويجه بطلاً للعالم عام 1966 على أرضه، وذلك بقيادته للفوز على نظيره الكرواتي 1 - صفر في مواجهة ثأرية أمس بالجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة لكأس أوروبا، والتي تستكمل اليوم بلقاء تشيكيا ضد مضيفتها اسكوتلندا.
وبمؤازرة الجمهور الحاضر بأعداد محدودة في مدرجات «ويمبلي» الذي يستضيف مباريات إنجلترا في دور المجموعات من النسخة الحالية الموزعة مبارياتها على 11 مدينة أوروبية احتفالاً بالذكرى الستين لانطلاقها، أهدى سترلينغ بلاده النقاط الثلاث بهدف في الدقيقة 57، وذلك في أول ظهور لها على أرضها ضمن بطولة كبرى منذ نهائيات كأس أوروبا 1996 حين وصلت إلى نصف النهائي. وهو الفوز الأول لإنجلترا في مباراتها الافتتاحية من أصل 10 مشاركات لها في البطولة القارية. وكانت المواجهة ثأرية لإنجلترا التي خسرت أمام كرواتيا 2 - 1 بعد وقت إضافي في نصف نهائي مونديال روسيا 2018، علماً بأن المنتخبين تواجها بعدها في مسابقة دوري الأمم الأوروبية الجديدة الأقل أهمية، وتعادلا ذهاباً صفر - صفر وفازت إنجلترا إياباً 2 - 1 على ملعب «ويمبلي» أيضاً.
وفي حال تصدرها للمجموعة الرابعة، ستلعب إنجلترا في ثمن النهائي أيضاً على «ويمبلي» الذي يستضيف كذلك مباراتي نصف النهائي والمباراة النهائية، ما يعزز حظوظها بإمكانية فك النحس الذي لازمها في البطولات الكبرى منذ تتويجها الأول والأخير عام 1966 على أرضها في كأس العالم على حساب ألمانيا الغربية.
وبدأ رجال المدرب غاريث ساوثغيت اللقاء بقوة وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل منذ الدقيقة السادسة لكن الحظ عاند فيل فودن بعدما ارتدت تسديدته من القائم. واستمرت إنجلترا على ضغطها وتدخل الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش هذه المرة للوقوف في وجه تسديدة كالفن فيليبس بالدقيقة التاسعة، لكن الأداء تراجع لينتهي الشوط الأول سلبياً. ولم يختلف الوضع في مستهل الشوط الثاني حيث بدا المنتخبان عاجزين تماماً عن الوصول إلى المرمى حتى الدقيقة 57 حين نجح رحيم سترلينغ في الوصول إلى الشباك الكرواتية بفضل تمريرة متقنة من كالفين فيليبس الذي كان أفضل لاعبي بلاده والمباراة، وقد ترجم ذلك في النهاية بالتمريرة الحاسمة.
ورفع سترلينغ مهاجم مانشستر سيتي رصيده إلى 13 هدفاً في مبارياته الـ17 الأخيرة مع منتخب بلاده. وكان هذا الهدف كافياً لكي تخرج إنجلترا منتصرة من مباراتها الأولى بعدما عجزت كرواتيا عن العودة وحتى أنها فشلت في تهديد مرمى بيكفورد رغم جهود القائد لوكا مودريتش والتبديلات التي أجراها المدرب زلاتكو داليتش، لتصبح بالتالية مطالبة بالتعويض في مباراتها الثانية المقررة يوم الجمعة المقبل ضد تشيكيا في جلاسجو.
وكانت المباراة تاريخية للإنجليزي جودي بيلينغهام الذي دخل في الدقيقة 82 بدلاً من القائد هاري كين، إذ بات عن 17 عاماً و349 يوماً أصغر لاعب يشارك في النهائيات القارية على الإطلاق، والأصغر في تاريخ إنجلترا على صعيدي كأس أوروبا وكأس العالم.
وتستكمل مباريات المجموعة الرابعة اليوم بلقاء تشيكيا ضد مضيفتها اسكوتلندا التي تخوض غمار بطولة كبرى للمرة الأولى منذ 23 عاماً. وتدخل تشيكيا ملعب «هامبدن بارك» بشعور من الضغينة، بعدما اضطرت إلى تغيير المعسكر التدريبي في اللحظة الأخيرة ويغيب عن صفوفها مدافعها الموقوف أوندري كوديلا.
وتلقى كوديلا عقوبة الإيقاف لعشر مباريات من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» بعد توجهه بإساءات عنصرية إلى لاعب وسط رينجرز الاسكوتلندي غلين كامارا عندما زار فريقه سلافيا براغ اسكوتلندا في الدور الـ16 من الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» في 16 مارس (آذار) الماضي.
الإدانة الواسعة لكوديلا في بريطانيا لم تنعكس على موطنه، حيث وقف سلافيا والعديد من زملائه في النادي والمنتخب إلى جانب لاعبهم كوديلا معتبرين أن هناك نقصاً في الأدلة ضده. وقال توماس سوتشيك الذي يلعب في صفوف وستهام الإنجليزي: «أقاتل من أجل أوندرا طوال الوقت. أؤمن بأنه لم يقل شيئاً عنصرياً، لم يكن هناك دليل، ولكن العديد من الأشخاص في بريطانيا أدانوه وتلقى عقوبة قاسية».
على أرض الملعب، ستفتقد تشيكيا حتماً لجهود كوديلا. وفي غيابه، سقط سلافيا براغ برباعية نظيفة أمام آرسنال في إياب ربع نهائي يوروبا ليغ، ولا يملك المنتخب خيارات عدة في مركز قلب الدفاع. وقال جيري سيتري مساعد مدرب المنتخب التشيكي هذا الأسبوع: «عندما يتعلق الأمر بكوديلا، يشعر كل الفريق بغيابه، كنا نتمنى أن يكون معنا». إلا أن إيقافه لم يشكل فقط نكسة في استعدادات منتخب تشيكيا، التي كانت اتخذت مدينة إدنبره كقاعدة أساسية لتدريباتها قبل أول مباراتين لها في المجموعة في جلاسجو ضد اسكوتلندا وكرواتيا، قبل أن تلاقي إنجلترا في ويمبلي في لندن، لكن هذا المخطط تغير بعد رفض الحكومة الاسكوتلندية تخفيف قيودها الصارمة المتعلقة بجائحة فيروس «كورونا» للأشخاص المخالطين لحالة إيجابية؛ لذا عاد المنتخب التشيكي لعاصمته براغ للتدريب وعليه أن يسافر إلى بريطانيا من أجل مبارياته الثلاث في دور المجموعات.
ولزيادة الطين بلّة، فشل الاتحاد التشيكي في محاولة متأخرة لنقل المباراة من هامبدن بسبب قيود السفر الصارمة التي تمنع المشجعين المسافرين من الحضور من دون قضاء 10 أيام في الحجر الصحي.
واتخذ المنتخب التشيكي قراراً جدليا أمس بأن لاعبيه لن يجثوا على ركبتهم قبل المباريات في لفتة مناهضة للعنصرية، على أن يكتفي الفريق بشعار «يويفا» على الجانب الأيسر من قمصان الفريق مثلما فعل خلال مواجهة ويلز خارج أرضه في تصفيات كأس العالم في مارس الماضي. وقالت التشيك إنها تريد إعلان «موقفها مسبقاً» قبل مواجهة اسكوتلندا وإنجلترا ضمن المجموعة الرابعة.
في المقابل، ستحظى اسكوتلندا بدعم جماهيري للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 حيث سيوجد 12 ألف مشجع في المدرجات. ولم يسبق لاسكوتلندا أن تجاوزت دور المجموعات في أي بطولة كبرى، لكن لن تحظى ربما بفرصة أفضل حيث تخوض مباراة أخرى على أرضها ضد كرواتيا في بطولة ستخرج فيها ثمانية منتخبات فقط من أصل 24 من الدور الأول.
قال مدرب اسكوتلندا ستيف كلارك: «الفوز في المباراة الأولى سيكون مهماً جداً. ثلاث نقاط قد تضمن لك مقعداً في الدور ثمن النهائي، لذا سيشكل ذلك بداية جيدة».
هدف سترلينغ يضع إنجلترا على المسار الصحيح بفوز افتتاحي مهم على كرواتيا
تشيكيا «الغاضبة» تتوعد اسكوتلندا في مواجهة أولى بالمجموعة الخامسة وللثأر لكوديلا ورفض معسكرها الإعدادي
هدف سترلينغ يضع إنجلترا على المسار الصحيح بفوز افتتاحي مهم على كرواتيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة