بعد 12 سنة متواصلة من الحكم في إسرائيل... نتنياهو خارج مقاعد السلطة

بنيامين نتنياهو يجلس وحيداً بعد إلقاء خطابه أمام الكنيست قبل التصويت على الحكومة الائتلافية الجديدة (إ.ب.أ)
بنيامين نتنياهو يجلس وحيداً بعد إلقاء خطابه أمام الكنيست قبل التصويت على الحكومة الائتلافية الجديدة (إ.ب.أ)
TT

بعد 12 سنة متواصلة من الحكم في إسرائيل... نتنياهو خارج مقاعد السلطة

بنيامين نتنياهو يجلس وحيداً بعد إلقاء خطابه أمام الكنيست قبل التصويت على الحكومة الائتلافية الجديدة (إ.ب.أ)
بنيامين نتنياهو يجلس وحيداً بعد إلقاء خطابه أمام الكنيست قبل التصويت على الحكومة الائتلافية الجديدة (إ.ب.أ)

أطلق على بنيامين نتنياهو لقب «الساحر» و«الملك»، لكن سحره انتهى إزاء تحالف غير متوقَّع جمع كل خصومه، وانتهى «ملكه» بعد مدة قياسية في رئاسة الحكومة بلغت 15 عاماً، منها 12 متتالية، وهو أمر يعود جزئياً إلى نجاحه في إقناع ناخبيه بأنه وحده القادر على حماية الدولة العبرية والدفاع عنها.
خلال السنة الأخيرة من حكمه، نجح نتنياهو (71 عاماً) في إبرام أربع اتفاقيات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، ونجح أيضاً في إخراج البلاد من الإغلاق بعدما أطلق حملة تطعيم طموحة ضد فيروس «كورونا».
لكنه خلال كل السنوات الماضية، ركّز السلطة حول شخصه، ما أوجد له خصوماً كثيرين، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وفشل في مارس (آذار) الماضي في حسم انتخابات كانت الرابعة خلال نحو عامين، لصالحه. وانتهى حكمه اليوم (الأحد)، بعدما منح البرلمان الإسرائيلي ثقته للحكومة الجديدة التي تمكن زعيم المعارضة الوسطي يائير لبيد من جمع الأصوات اللازمة لها لإقصاء زعيم الليكود من السلطة.
وينص الاتفاق الذي شكّل الائتلاف على أساسه، على التناوب في رئاسته، إذ سيكون زعيم حزب «يمينا» المتطرف نفتالي بينيت رئيسا للوزراء لعامين قبل أن يتسلّم لبيد، النجم التلفزيوني السابق، بدوره رئاسة الوزراء.
وفي خطابه أمام البرلمان قبل التصويت قال نتنياهو: «إذا قُدّر لنا أن نكون في المعارضة، فسوف نفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نسقط هذه الحكومة السيئة، ونعود لقيادة البلاد على طريقتنا. (...) سنعود قريباً».
ولد نتنياهو في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 1949 في تل أبيب، وورث عن والده بن تسيون عقيدة متشددة، إذ كان الأخير المساعد الشخصي لزئيف جابوتنسكي، زعيم تيار صهيوني يقدّم نفسه على أنه «تصحيحي» ويسعى إلى تأسيس «إسرائيل الكبرى».
في عام 1976، كان شقيقه يوناتان الجندي الإسرائيلي الوحيد الذي قتل أثناء مشاركته في عملية عسكرية نفذتها الوحدة التي كان يشرف عليها لتحرير الرهائن المحتجزين في طائرة خطفتها منظمتان فلسطينية وألمانية في أوغندا. ويقول نتنياهو إن مقتل شقيقه كانت له «تداعيات شخصية كبيرة» عليه.
ونشأ نتنياهو في جزء من حياته في الولايات المتحدة وتخرّج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا العريق.
وبفضل طلاقته باللغة الإنجليزية، ركّزت القنوات التلفزيونية الأميركية عليه أثناء دفاعه عن إسرائيل بين أواخر ثمانينات ومطلع تسعينات القرن الماضي، وهو ما ساهم في صعود نجمه كشخصية سياسية على الصعيدين المحلي والدولي. في الثمانينات، شغل منصباً دبلوماسياً في سفارة بلاده في واشنطن.
وتولى نتنياهو الذي لطالما شكّك في اتفاقيات أوسلو للسلام، زعامة حزب الليكود العام 1993 وقاده إلى الفوز في الانتخابات ليكون أصغر رئيس وزراء لإسرائيل سناً، عام 1996، عندما كان يبلغ من العمر 46 عاماً.
خسر السلطة سنة 1999. لكنه استعادها بعد عشر سنوات ليبقى على رأسها مذاك.
ويدافع نتنياهو عن رؤيته لإسرائيل بوصفها «دولة يهودية» يجب أن تمتد حدودها من الجهة الشمالية الشرقية وصولاً للأردن. ومن هنا يأتي وعده بضمّ غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة.
في خطابه أمام «منتدى المحرقة العالمي» العام الماضي، قال إن على الشعب اليهودي «أن يأخذ تهديدات أولئك الساعين لتدميرنا على محمل الجد دائماً».
وأضاف أنه على اليهود «أن يوجهوا التهديدات حتى الصغيرة منها، وقبل كل شيء؛ أن نمتلك القدرة على حماية أنفسنا بأنفسنا». ولنتنياهو، مدخن السيجار ذي الصوت الخشن، ولدان من زوجته سارة، وابنة من زواج سابق.
وهو متهم اليوم بثلاث قضايا تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، لكنه ينفيها جميعها.
ويجسد نتنياهو إلى حد كبير إرث اليمين الإسرائيلي.
لم ينخرط في محادثات سلام جوهرية مع الفلسطينيين خلال فترة حكمه، بينما أشرف على توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. ساهم في دفن عملية السلام مع الفلسطينيين التي بدأت في 1990. وارتفع عدد المستوطنات في الضفة الغربية خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة خمسين في المائة. فبات عدد المستوطنين 475 ألفاً يعيشون وسط 2.8 مليون فلسطيني.
وقاد مؤخراً النزاع العسكري ضد قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس». وكانت المرة الأولى في المواجهات بين الطرفين التي تطلق فيها «حماس» صواريخ بهذه الكثافة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقد وصلت إلى مدن ومناطق مأهولة وبعيدة، ما تسبب بمقتل 13 شخصاً، بينهم جندي. بينما قصف الطيران والمدفعية الإسرائيلية بكثافة قطاع غزة ما تسبب بمقتل 260 فلسطينياً بينهم مقاتلون، وبدمار كبير في الأبنية والبنى التحتية.
وكثيرا ما يتحدث عن المخاطر التي تواجهها إسرائيل من «حزب الله» اللبناني، بينما يصف النظام الإيراني بأنه أكبر تهديد واجه الشعب اليهودي منذ ألمانيا النازية. وركّزت سياسته الخارجية على وضع حد لبرنامج إيران النووي المفترض.
في إحدى محطات عهده الدبلوماسية الأكثر إثارة للجدل، ألقى نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس الأميركي سنة 2015 دان فيه المفاوضات النووية التي كانت تجريها إدارة الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما مع إيران.
وكتب أوباما في مذكراته الرئاسية «الأرض الموعودة» أن «رؤية (نتنياهو) لنفسه على أنه المدافع الأبرز عن الشعب اليهودي في وجه المحن سمحت له بتبرير أي أمر من شأنه إبقاؤه في السلطة».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.