محمد محيي: لم أظلم نفسي غنائياً

أكد لـ «الشرق الأوسط» تحضيره لطرح 12 أغنية جديدة

الفنان المصري محمد محيي
الفنان المصري محمد محيي
TT

محمد محيي: لم أظلم نفسي غنائياً

الفنان المصري محمد محيي
الفنان المصري محمد محيي

قال الفنان المصري محمد محيي إنه لم يتسبب يوماً في ظلم نفسه غنائياً، وإن تغيرات سوق الغناء خلال الأعوام العشرة الماضية كانت وراء تغيبه عن الساحة الفنية، وكشف في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه يمتلك عدداً كبيراً من الأغنيات سيطرحها خلال الفترة المقبلة قبل طرح ألبومه الغنائي الجديد «بتاع زمان».
في البداية قال محيي: «أرفض اتهامي بالتسبب في ظلم نفسي فنياً، ولكن سوق الغناء في مصر والوطن العربي شهد تغيرات كبيرة خلال السنوات الماضية، ففي بداية ظهوري بتسعينات القرن الماضي كان يوجد العشرات من شركات الإنتاج، أمام عدد قليل من المطربين، لذلك كان المطرب قادراً على الإبداع وتقديم أعمال فنية كل عام، وبدأت هذه الظاهرة في التراجع مع مرور السنين، ورغم ذلك كنت حريصاً على تقديم ألبوم غنائي كل عام أو عامين، إلى أن حدثت تغيرات جذرية بالصناعة مع بداية ثورات الربيع العربي، حيث تدهورت الأوضاع واختفت معظم شركات الإنتاج، ولم يتبقَّ منهم سوى شركتي (مزيكا) و(روتانا)، وجاء ذلك بالتزامن مع تضاعف عدد المطربين، وأصبح النجاح يقاس بمدى الانتشار عبر المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب».
وكشف محيي عن خطته الغنائية للشهور المقبلة من العام الجاري، قائلاً: «خطة العودة للغناء بدأت منذ نهاية العام الماضي بإطلاق 6 أغنيات بطريقة السينغل مع شركة (مزيكا)، من بينها أغنيات حققت نجاحاً لافتاً على غرار (سهرانين) و(فوضت أمري) و(قضية)، وقبل شهر رمضان الكريم أيضاً طرحت أغنية (مبقتش شبهي) بالتعاون مع شركة إنتاج أخرى تدعى (أتش أر برودكشن)».
وأكد أنه «يمتلك 12 أغنية لم يطرحها بعد، ستكون نواة ألبومه الغنائي الجديد الذي سوف يحمل عنوان (بتاع زمان)».
وأشار محيي إلى أن «أغنيتي (سهرانين) و(أنت في دمي) هما أقرب أغنيتين لشخصيته الحقيقية، كل الأغنيات التي أطرحها تعبر عن حالة خاصة بي، وكل تلك الأغنيات الجديدة لمست جزءاً في شخصيتي».
وعن كواليس أغنية «مبقتش شبهي»، يقول الفنان المصري إن «المخرج نبيل مكاوي وضع تصوراً مبدعاً للأغنية، لذلك تحمّست للعودة إلى الكليبات من جديد، وتم التصوير في يومين تقريباً، وهذه الأغنية ترصد حالة شخص يتعرض لأزمات نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها، تؤثر فيه بشدة، وهي ربما انعكاس حقيقي لما عايشته خلال السنوات الماضية».
أما أغنية «أنت في دمي» فكان الفنان المصري عمرو دياب قد غنى جزءاً من مطلعها عام 2003 خلال حفل غنائي كبير أحياه في العاصمة السورية دمشق، ولكنه لم يطرحها بشكل رسمي وبعد 14 عاماً، قام محيي بطرحها بصوته بعد أن قام الشاعر أيمن بهجت قمر بتغيير كلمات مطلعها، بحسب محيي، الذي يضيف: «أحببت ألحان الأغنية التي وضعها الموسيقار وليد سعد، كما أن الموزع فهد بذل فيها مجهوداً رائعاً، لذلك أشكرهما جداً على تلك الهدية».
وعن تعاونه مع الفنان المصري محمد منير، قال محيي إنه «عقد جلسات عمل مطولة معه لتقديم ديو غنائي بعنوان (جوابي الأخير)»، لافتاً إلى أن «الأغنية أعجبته للغاية، لكن حتى الآن لم نستقر بعد على شكل التعاون بيننا، وأتمنى أن يتحقق هذا التعاون لأنه سيكون شرفاً كبيراً لي الغناء مع ملك الأغنية المصرية والعربية».
وكشف المطرب المصري أن «هناك أغنيتين يعمل حالياً على الانتهاء منهما لطرحهما قبل عيد الأضحى المبارك؛ الأولى بعنوان (واحدة) من كلمات أشرف أمين، وألحان مصطفى عوض، أما الأغنية الثانية بعنوان (ورقة وقلم) وهي من كلمات إيهاب عبده، وألحان مصطفى عوض».
يذكر أن الفنان محمد محيي قد طرح آخر ألبوماته الغنائية عام 2008 بعنوان «مظلوم» بالتعاون مع شركة «ميلودي»، واقتصر ظهوره الفني خلال السنوات الماضية على طرح عدد بسيط من الأغنيات السينغل، حتى عاد مجدداً في نهاية العام الماضي عبر أغنية «سهرانين».



جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
TT

جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)

يعرفه اللبنانيون إعلامياً، يبهرهم بين فينة وأخرى، بموهبة جديدة يتمتع بها. يعمل في الكواليس بعيداً عن الأضواء، يأخذ جان نخول وقته في إبراز مواهبه. وكما في إعداد البرامج المنوعة، يبرع أيضاً في تقديم فقرات سياسية. حالياً، يعدّ برنامج «كأنو مبارح» على شاشة «إم تي في»، ويطلّ في برنامج «صار الوقت» مع مارسيل غانم على الشاشة نفسها. أما آخر ما فاجأ به متابعيه، فهو تعاونه مع الفنانة إليسا. غنّت له «حبّك متل بيروت» التي كتبها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، ولحّنها بمشاركة صديقه محمد بشّار.

يقول لـ«الشرق الأوسط» بأن إبراز مواهبه يقف وراءها أحاسيس تنتابه، فتحضّه على الكشف عنها بصورة تلقائية. كيف دخل مجال تأليف الأغاني؟ وما قصة تعاونه مع واحدة من أهم الفنانات في العالم العربي إليسا؟ يردّ نخول: «إذا ما نظرنا إلى المهمات الإعلامية التي أقوم بها، فنلاحظ بأنها تدور جميعها في الفلك نفسه. وكما في فقرات خاصة بالانتخابات النيابية وأخرى ترتكز على الأرقام والدراسات، أقدم محتوى يرتبط بالكتب والتاريخ. اليوم دخلت مجال الموسيقى التي أهواها منذ الصغر، لكن كل مواهبي تخرج من منبع واحد ألا وهو حبي للبنان. وطني يحثّني على الكتابة والتأليف وتقديم المحتوى، الذي من شأنه أن يسهم في تحسين صورة بلدي».

{حبك متل بيروت} أول تعاون فني بين نخول وإليسا (جان نخول)

تقول أغنية «حبّك متل بيروت»: «شمس وسما وشطوط مضوية، لحظة سعادة بتأثر فيي. حلم الطفولة اللي بعده عم يكبر، حبك متل بيروت. كل ما حنله عم حبه، وكل ما لقيته بلاقي السعادة، وكل ما بيعاني عم حبه أكتر».

ويروي نخول قصة ولادة الأغنية: «لقد كتبتها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، عندما خفق قلبي حزناً وحباً ببلدي. فلو كان لبنان شخصاً لكان يمثل أسوأ علاقة عاطفية سامة يمكن أن تحصل معي».

يوم كتب هذا الكلام، كان يقوم بزيارة لبيت صديقه المنتج طارق كرم الواقع في منطقة المرفأ. وكان كرم يقوم بترميمه وقتها، وخالياً من أي أثاث أو روح حياة، راح جان يتنقل في أرجائه. ومن على شرفة المنزل شاهد المرفأ المهدّم. ويعلّق: «حضرت أمامي مشهدية كنت أحاول نكرانها في أعماقي. وأدركت حجم الخسارة التي تكبدتها العاصمة، وتحدثت مع نفسي بأنه وبالرغم من كل ما يحصل في بلدي لم تقنعني فكرة هجرته. ويا ليتني أستطيع أن أقع في قصة حبّ تشبه تلك التي أعيشها مع بيروت، فرحت أكتب الكلمات النابعة من مشاعري في تلك اللحظة».

يبدي نخول إعجابه بفنانين عدة وبمقدمهم ملحم زين (جان نخول)

وكي تكتمل قصة الحب هذه، فقد توّجها نخول بتعاون مع أحب الفنانات إلى قلبه إليسا. «عادة ما أعمل معها في خياراتها الغنائية، فأحمل لها مجموعة ألحان كي تستمع إليها. في ذلك اليوم زرتها في منزلها الذي يقع في محيط المرفأ. وكان عمر كلمات (حبك متل بيروت) قد بلغ العام الواحد، فبادرتني وهي تنظر إلى بيروت (شو حلوة بيروت وكم أحب هذه المدينة)، فشعرت وكأنها أعطتني إشارة لأحدثها عن الأغنية».

وبالفعل، أخبر جان إليسا عن الأغنية، وبأن أحد الأشخاص من ذوي المواهب الجديدة كتبها. وما أن سمعت كلماتها وهو يدندنها، حتى طالبته بالاتصال الفوري بالمؤلّف. «لم أكن قد اتخذت قراري بعد بالإعلان عن اسمي كاتباً لها. فجاوبتها (اعتبريها أصبحت لك)».

برأيه الفن كتلة أحاسيس (جان نخول)

أصرّت إليسا على التحدث مع مؤلف كلمات الأغنية. وطلبت من جان نخول أكثر من مرة الاتصال به كي تتحدث معه. عندها اضطر إلى أن يخبرها بأنه صاحب هذا الشعر، وكانت مفاجأتها كبيرة، وردّت تقول له: مواهبك كثيرة. لمن كنت تنوي إعطاء هذه الأغنية؟

يملك جان نخول موهبة الشعر متأثراً ببيته العابق بالأدب. «جدّي يكتب الشعر وله دواوين عدة. والدتي أستاذة تدرّس العربية. لا شعورياً كنت أمسك بقلمي وأكتب نصوصاً وخواطر وأشعاراً، لن أحوّلها مشروعاً تجارياً بالتأكيد، لكنها ستبقى موهبة أترجم فيها أفكاري».

لن تشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي... قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة

جان نخول

في رأي جان نخول، فإن الفن هو كتلة أحاسيس، ولا بد أن يطفو الجميل منها على السطح. «لن يشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي. قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة. فالزمن يحدد الوقت المناسب وأترك للصدف هذا الأمر».

فنانون كثر اتصلوا بجان إثر انتشار أغنية «حبك متل بيروت». ويعلّق: «حماسهم كان كبيراً مع أن التعاون معي كاسم جديد في عالم الأغنية أعتبره مخاطرة».

يبدي نخول إعجابه بأصوات عدد من الفنانين اللبنانيين: «أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة. أما إليسا، فأنا معجب بأدائها وصوتها وأغانيها بشكل كبير. وأعتبر تعاوني معها هدية من السماء».

أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة

جان نخول

يملك جان نبرة صوت لافتة، يمكن التعرف إليها بين مئات من الأصوات الأخرى. وقد لاقت شهرة واسعة من خلال إطلالاته الإعلامية، لكنه يرفض أن يطرح نفسه مغنياً. «لدي بعض التجارب، من خلال مشاركتي الغناء مع فريق كورال الكنيسة. لكنني بعيداً كل البعد عن موضوع ممارسة هذه المهنة».

لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء... فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل

جان نخول

وعن سبب بقائه بعيداً عن الأضواء، يردّ: «لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء، وإطلالاتي تنحصر بفقرات خاصة بالانتخابات النيابية الفائتة. فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل. كما أنه خيار اعتمدته منذ صغري. وأعتبر نجاحي في كتابة (حبك متل بيروت) يكمن في تتويجها بإحساس إليسا».

يستهوي جان نخول العمل في البرامج الوثائقية. «أعتبرها من أجمل وأهم التجارب. وتضعني على تماس مع نخبة المجتمع اللبناني. فعندما نتحدث عن التاريخ والوقائع نضطر إلى التعاون مع هذا النوع من الناس. وهم بالنسبة لي الهدف الأساسي الذي أطمح للتواصل معه». يحضّر جان نخول لبرنامج تلفزيوني جديد ينكبّ على تحضيره حالياً، لتنفيذه بعد موسم رمضان، ويتألف من محتوى رياضي وسياسي وتاريخي».