تونس تكشف عن إصابات بالمتحور الجنوب أفريقي

حملة تلقيح المعلمين في تونس (إ.ب.أ)
حملة تلقيح المعلمين في تونس (إ.ب.أ)
TT

تونس تكشف عن إصابات بالمتحور الجنوب أفريقي

حملة تلقيح المعلمين في تونس (إ.ب.أ)
حملة تلقيح المعلمين في تونس (إ.ب.أ)

أعلن عضو اللجنة العلمية لمجابهة انتشار فيروس كورونا ومدير معهد «باستور تونس»، الهاشمي الوزير، عن اكتشاف ثلاث إصابات جديدة بالسلالة الجنوب أفريقية المتحورة لفيروس كورونا، وقال إن المصابين (رجلين وامرأة) وافدون على تونس من الخارج. وأشار إلى حاجة السلطات التونسية لمجهودات مضاعفة خلال هذه الفترة، للتعرف على حلقة المتصلين بالمصابين والتعرف على أي عدوى محتملة بهذا المتحور الذي يدخل تونس ليضاف إلى المتحور البريطاني الذي يسيطر على نحو 90 في المائة من الإصابات.
وبالنظر لخطورة الوضع الوبائي في تونس، فقد دعت وزارة الصحة التونسية الوافدين من الخارج إلى الالتزام بكافة الإجراءات الصحية بعد أن أعفت كل الوافدين من الحجر الصحي الإجباري واستثنت القادمين من البلدان التي تنتشر بها السلالات المتحورة. وذكرت بضرورة توخي الحذر ومواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة واحترام للتباعد الجسدي وتجنب للتجمعات.
وكان الهاشمي الوزير قد أكد على تفشي السلالة البريطانية من فيروس كورونا في تونس، وأوضح أنها تهيمن على الوضع الوبائي بنسبة تفوق 90 في المائة، مقارنة بالسلالات الأخرى، خاصةً البرازيلية والجنوب أفريقية والهندية التي بقيت محدودة الانتشار، على حد تعبيره. وأكد أن الوضع الوبائي لا يزال دقيقاً نتيجة تواصل الضغط الملحوظ على المستشفيات العمومية، حيث يقيم نحو 2000 مريض في المستشفيات العمومية والخاصة، وهو ما يقتضي تكثيف عمليات التلقيح والالتزام بالإجراءات الوقائية.
وأشار إلى أن اللقاحات ضد الوباء أثبتت نجاعتها في مقاومة السلالات المتحورة، وتوفير حماية ضد الحالات الخطيرة، كما أسهمت في التقليص من الوفيات التي تجاوزت في تونس حدود 12 ألف وفاة منذ الكشف عن أول إصابة بالفيروس في شهر مارس (آذار) من السنة الماضية.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة التونسية عن تسجيل 61 وفاة بتاريخ 28 مايو (أيار) الحالي، وهو ما جعل العدد الإجمالي للوفيات يرتفع إلى 12574 وفاة منذ بدء الجائحة. وفي السياق ذاته، تم تسجيل 1422 إصابةً جديدةً بفيروس ليستقر العدد الإجمالي للإصابات عند 343374 إصابة، مؤكدة أن عدد المتعافين يقدر بنحو 301273 متعاف، لتكون نسبة التعافي في حدود87.7 في المائة. وتتكفل المستشفيات حاليا بنحو 1973 مصابا من بينهم 1714 في القطاع العمومي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».