مخاوف من اعتقال مئات العرب في إسرائيل عقاباً على مشاركتهم في الاحتجاجات

رجال شرطة بمدينة اللد في مواجهة محتجين يطالبون بالعدالة في قضية موسى حسونة الذي قُتل يوم 11 مايو الحالي على أيدي يهود مشتبه بهم. وأفرج القضاء الإسرائيلي بكفالة عن الموقوفين اليهود الذين يقولون إنهم تصرفوا انطلاقاً من «مبدأ الدفاع عن النفس». ويرفض المواطنون العرب في اللد هذا المبرر ويشيرون إلى أن حسونة كان أعزل عندما قُتل (أ.ب)
رجال شرطة بمدينة اللد في مواجهة محتجين يطالبون بالعدالة في قضية موسى حسونة الذي قُتل يوم 11 مايو الحالي على أيدي يهود مشتبه بهم. وأفرج القضاء الإسرائيلي بكفالة عن الموقوفين اليهود الذين يقولون إنهم تصرفوا انطلاقاً من «مبدأ الدفاع عن النفس». ويرفض المواطنون العرب في اللد هذا المبرر ويشيرون إلى أن حسونة كان أعزل عندما قُتل (أ.ب)
TT

مخاوف من اعتقال مئات العرب في إسرائيل عقاباً على مشاركتهم في الاحتجاجات

رجال شرطة بمدينة اللد في مواجهة محتجين يطالبون بالعدالة في قضية موسى حسونة الذي قُتل يوم 11 مايو الحالي على أيدي يهود مشتبه بهم. وأفرج القضاء الإسرائيلي بكفالة عن الموقوفين اليهود الذين يقولون إنهم تصرفوا انطلاقاً من «مبدأ الدفاع عن النفس». ويرفض المواطنون العرب في اللد هذا المبرر ويشيرون إلى أن حسونة كان أعزل عندما قُتل (أ.ب)
رجال شرطة بمدينة اللد في مواجهة محتجين يطالبون بالعدالة في قضية موسى حسونة الذي قُتل يوم 11 مايو الحالي على أيدي يهود مشتبه بهم. وأفرج القضاء الإسرائيلي بكفالة عن الموقوفين اليهود الذين يقولون إنهم تصرفوا انطلاقاً من «مبدأ الدفاع عن النفس». ويرفض المواطنون العرب في اللد هذا المبرر ويشيرون إلى أن حسونة كان أعزل عندما قُتل (أ.ب)

بالإضافة إلى 1700 عملية اعتقال جرت حتى الآن، تعد المخابرات الإسرائيلية لاعتقال 500 شخص آخرين من صفوف المواطنين العرب في إسرائيل، وذلك للتحقيق معهم حول مشاركتهم في نشاطات التضامن مع أهل القدس في مواجهة مشاريع التشريع والاعتداءات على المسجد الأقصى.
وقال الخبير في الشؤون القضائية الدولية من مركز «عدالة» القانوني، المحامي محمد دحلة، إن مراجعة ملفات التحقيق في المحاكم تؤكد أن الحديث لا يجري أبداً عن تحقيقات حول خرق القوانين، بل هي اعتقالات متجنية تتم لغرض آخر هو استعادة هيبة الشرطة المفقودة. وقال: «الاعتقالات تمت بطرق ترهيب مكشوفة، إذ إنهم داهموا بيت كل مطلوب في ساعات الليل المتأخر أو ساعات الفجر وسط هجوم عسكري كبير يضم مئات رجال الشرطة والمخابرات والشرطة السرية. وتم تعذيبهم والتنكيل بهم من دون تحقيق. وغالبية المعتقلين لم توجه إليهم تهمة وتم إطلاق سراحهم بشروط معينة، بينها تم دفع كفالات دسمة (تصل إلى نحو 20 ألف دولار)، وكل هذه هي طرق مكشوفة الهدف منها «ردع المواطنين العرب حتى لا يجرؤوا على الخروج إلى الشوارع ضد الدولة وتخريب الممتلكات العامة والاعتداء على العرب».
وكانت الشرطة والمخابرات قد اعتقلت في الأسبوعين الأخيرين، خلال الحرب وبعدها، نحو ألفي شخص 85 في المائة منهم عرب، بمعدل 100 معتقل في اليوم. ولكنها لم تقدم لوائح اتهام سوى ضد 175 شخصاً، ما يدل على أنها اعتقالات بغالبيتها تمت بشكل عشوائي. وحذر دحلة قائلاً: «إنهم يحاولون إنقاذ هيبة الشرطة ولا يدركون أن هذه الاعتقالات الظالمة، هي التي تحطم هيبة الشرطة عندنا وتجعل المواطنين يفقدون أي ثقة بها ويرفضون أي صلة بها، فيأخذون القانون بأيديهم ويمارسون العنف المجتمعي ضد شعبنا». فيما قالت الشرطة إنها تستعد لاعتقال 500 آخرين للتحقيق.
من جهتها، أعلنت «الهيئة العربية للطوارئ» أنها بدأت حملة توثيق لحوادث الاعتداء التي تعرض لها عرب في إسرائيل بأيدي يهود متطرفين، فتبين لها أنه إضافة إلى الشهيدين موسى حسونة (اللد) ومحمد كيوان محاميد (أم الفحم)، اللذين قتلا بأيدٍ يهودية، تم توثيق أكثر من 150 حالة اعتداء على أشخاص عرب، إما بواسطة عناصر الشرطة وإما بواسطة عصابات المستوطنين. علاوة على ذلك، تم الاعتداء على 29 صحافياً، غالبيتهم في منطقة القدس وكلها بواسطة عناصر من الشرطة. وإضافة إلى ذلك تم تدوين 72 حالة اعتداء على بيوت و128 حالة اعتداء على سيارات و7 حالات اعتداءات على متاجر ومصالح تجارية. كما تم تدوين ملاحقة أكثر من 50 عاملاً بعد الإضراب العام الذي أعلنت عنه لجنة المتابعة العليا، يوم 18 الجاري، إلا أن أكثرية هذه الحالات انتهت بالمضايقة ولم تصل إلى الفصل إلا في حالات معدودة، وتبين أيضاً أن حالات الاعتداءات والمضايقات في أماكن العمل قد تلاشت جداً في الأيام الأخيرة.
وأكد رئيس «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية»، محمد بركة، أن «رصد وتدوين وتوثيق هذه الاعتداءات والانتهاكات هو عمل ضروري يسهم مساهمة بالغة في تثبيت روايتنا وتفنيد رواية المؤسسة الكاذبة التي تحاول تشويه نضالنا العادل». وأضاف أن «التوثيق أصبح أمراً ذا أهمية مضاعفة، في أعقاب إقرار مجلس حقوق الإنسان في جنيف، تشكيل لجنة تقصي حقائق للأحداث الأخيرة تشمل الجرائم التي ارتكبت داخل إسرائيل». وقال: «ما حدث هو أن قطعان المستوطنين وقوات من الشرطة هم من داهموا وهاجموا المواطنين العرب وعاثوا فساداً في الأرض، وليس كما تدعي الدولة بمؤسساتها وأذرعها وأبواقها المختلفة وعلى رأسها الإعلام المجند».
وناشد بركة الجماهير واللجان الشعبية «التواصل مع هيئة الطوارئ القطرية وتزويدها بالمعطيات اللازمة لهدف بناء قاعدة بيانات تكون مرجعية للجماهير العربية وفعالياتها المختلفة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.