المعارضة التركية تضغط على إردوغان مجدداً للتوجه إلى انتخابات مبكرة

تقارير دولية ترصد ممارساته ضد المجتمع المدني

جانب من مظاهرة ضد انسحاب تركيا من «اتفاقية إسطنبول» لحماية النساء الثلاثاء الماضي (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرة ضد انسحاب تركيا من «اتفاقية إسطنبول» لحماية النساء الثلاثاء الماضي (إ.ب.أ)
TT

المعارضة التركية تضغط على إردوغان مجدداً للتوجه إلى انتخابات مبكرة

جانب من مظاهرة ضد انسحاب تركيا من «اتفاقية إسطنبول» لحماية النساء الثلاثاء الماضي (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرة ضد انسحاب تركيا من «اتفاقية إسطنبول» لحماية النساء الثلاثاء الماضي (إ.ب.أ)

جددت المعارضة التركية ضغوطها على الرئيس رجب طيب إردوغان للتوجه إلى الانتخابات المبكرة، وذلك بعد دعوته التجار لمسامحته بسبب الأضرار التي ربما تكون قد لحقت بهم جراء الإغلاق العام الذي فرض منذ 29 أبريل (نيسان) الماضي في إطار تدابير مواجهة فيروس «كورونا»، والذي يبدأ تخفيفه اعتباراً من اليوم (الاثنين) وحتى عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً في الأول من يونيو (حزيران) المقبل.
وتوجه إردوغان، في رسالة بمناسبة عيد الفطر، إلى التجار في معرض حديثه عن الصعوبات التي رافقت الإغلاق الكامل قائلاً: «إن كان هناك تجار قد تعرضوا لصعوبات بسبب الحظر، فإننا نطلب منهم جميعاً المسامحة».
وعلق زعيم المعارضة، رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، في مقابلة تلفزيونية قائلاً: «من المؤكد أننا نسامح بعضنا، أدعو إلى انتخابات مبكرة من أجل تركيا... انتخابات فورية». وفي لقاء مع فرع النساء في حزبه عبر تقنية «الفيديو كونفرنس»، قال كليتشدار أوغلو إنهم مستمرون في العمل «وكأن هناك انتخابات غداً»، مضيفاً «سننقذ تركيا من الدوامة التي سقطت فيها... لا يوجد مخرج آخر». وتابع أن الشباب الأتراك هم من سيقضون على نظام إردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية، قائلاً إن «الشباب لا يريد نظاماً مستبداً في الدولة».
من جانبها، قالت ميرال أكشنار رئيسة حزب «الجيد» الحليف لحزب الشعب الجمهوري ضمن «تحالف الأمة»، عبر «تويتر»: «السيد إردوغان يبدو أنك نسيت أن السياسي يتسامح مع الشعب عبر صناديق الاقتراع، وليس من كرسي الحكم، وبما أنك تطلب المسامحة، فلا تخف وضع صناديق الاقتراع أمام الناس ولنتسامح، تسامح مع المزارع والتاجر والشباب العاطلين الذين تعرضوا لمصاعب، تعال لنتسامح مع إرادة الشعب المباركة».
وعلق رئيس حزب «المستقبل» رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، قائلاً: «حديث إردوغان عن المسامحة يفهم منه أنه حان وقت وداعه ورحيله عن الحكم، نعم ستأتي صناديق الاقتراع، وسيكتب الشعب فاتورة الإدارة السيئة وسترحلون (إردوغان وحزبه)، الكوادر المؤهلة قادمة، ووجه الشعب سيبتسم مجدداً».
بدوره، كتب المرشح الرئاسي السابق محرم إنجة عبر «تويتر» «لا يمكن للدولة أن تطلب الضرائب والمسامحة في الوقت نفسه... بعد مقولات تتعلق بالاعتبار، وصلتم (إردوغان وحزبه) إلى مرحلة طلب المسامحة... حرام عليكم».
وتقول المعارضة التركية إن حكومة إردوغان لا تملك خططاً واضحة من أجل مواجهة تبعات وباء «كورونا»، وتسعى للضغط على إردوغان بالدعوة لانتخابات مبكرة، قبل موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في يونيو 2023. لكن إردوغان يرفض بشدة. وأعلن مؤخراً عن البدء في الإعداد لدستور جديد للبلاد لإقراره قبل عام 2023، بهدف تثبيت النظام الرئاسي في مواجهة دعوات المعارضة إلى العودة إلى النظام البرلماني.
في غضون ذلك، اعتبر تقرير للرابطة الدولية لحقوق الإنسان أن سياسات إردوغان في مجال الحريات المدنية، تهدد بنسف المجتمع المدني المستقل في تركيا، وإنشاء مجتمع مدني بديل موالٍ للسلطة. وقد نُشر التقرير بالتزامن مع محاكمة 3 صحافيين بارزين ومدافعين عن حقوق الإنسان متهمين بالإرهاب ويواجهون عقوبة تصل إلى السجن 14 عاماً، من بينهم شبنام كورور فينجانجي، الرئيس السابق لمنظمة حقوق الإنسان التركية.
واتهم التقرير الحكومة التركية بالفشل في ضمان بيئة مواتية للمجتمع المدني، ومحاولة تقويض أنشطتها بشكل مكثف عبر خطاب وصورة نمطيين يقدمان منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان كعملاء لجهات أجنبية تشكل تهديداً للأمن القومي، ويعززون أهداف المنظمات الإرهابية.
في سياق متصل، قال معهد صحافة الحرب والسلام في مذكرة حديثة إن انسحاب تركيا من اتفاقية مجلس أوروبا لحماية المرأة ومناهضة العنف المنزلي، المعروفة بـ «اتفاقية إسطنبول» كان بسبب السياسات الداخلية لحزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان، والذي يتحرك الآن لإرضاء الأغلبية المحافظة.
وأشارت المذكرة إلى تحول الحزب الآن إلى خطاب استقطابي يهدف إلى دعم التسلسلات الهرمية الاجتماعية. ولا يحظى هذا بالضرورة بتأييد واسع النطاق، حيث إنّه وفقاً لمركز أبحاث «ميتروبول» التركي، يعارض 52.3 في المائة من الأتراك الانسحاب من الاتفاقية، ومع ذلك، فإن مجموعة صغيرة من الناخبين المحافظين الذين كانوا يؤيدون انسحاب تركيا يشكلون جزءاً مهماً من قاعدة ناخبي حزب العدالة والتنمية.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.