أسواق الحبوب العالمية تواجه أزمة محتملة

روسيا تلوّح بتعديل قيود تصدير الأغذية

لوّحت روسيا بدراسة تعديل قيود تصدير الأغذية ما قد يربك أسواق الحبوب عالمياً (رويترز)
لوّحت روسيا بدراسة تعديل قيود تصدير الأغذية ما قد يربك أسواق الحبوب عالمياً (رويترز)
TT

أسواق الحبوب العالمية تواجه أزمة محتملة

لوّحت روسيا بدراسة تعديل قيود تصدير الأغذية ما قد يربك أسواق الحبوب عالمياً (رويترز)
لوّحت روسيا بدراسة تعديل قيود تصدير الأغذية ما قد يربك أسواق الحبوب عالمياً (رويترز)

تواجه أسواق الحبوب العالمية، خصوصاً القمح، أزمة محتملة في الأفق، بعدما قال وزير الاقتصاد الروسي مكسيم ريشيتنيكوف إن الوزارة تدرس «إجراءات محتملة» للحد من صادرات الأغذية، التي تشهد زيادات قوية وسط ارتفاع أسعار الغذاء والسلع الأولية.
وتتنافس روسيا مع الاتحاد الأوروبي على صدارة مصدري القمح في العالم، وخلال السنوات الأخيرة تمكنت الأولى من الاستحواذ على أكثر من نصف سوق القمح العالمية، بعد أن تضاعفت حصتها في سوق القمح العالمية أربع مرات في الفترة بين عامي 2018 و2020 بفضل زيادة الأراضي المزروعة ودعم القطاع الزراعي.
وفي المقابل، تشهد روسيا، خلال الشهور الأخيرة، بالفعل ارتفاعات مطردة في أسعار أغلب السلع الأساسية، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات بقبضة حديدية مثل فرض رسوم على تصدير القمح والعديد من منتجات الحبوب، والتفكير في وضع قيود على تصدير البنزين.
وقال الوزير ريشيتنيكوف، مساء الخميس، إن وزارة الاقتصاد ستدرس مدى الحاجة إلى تعديل القيود القائمة في ضوء تسارع معدلات التضخم عالمياً. وأبلغ الصحافيين أن «مبعث قلقنا الحقيقي هو أن أسعار الغذاء والسلع، عموماً، قد عاودت ارتفاعها في أبريل (نيسان) الماضي». وأضاف أن روسيا واصلت تصدير الأغذية في أبريل رغم «زيادة كبيرة» على رسوم التصدير.
وتابع أن الوزارة لم تغير توقعها لمعدل تضخم روسي سيبلغ 4.3 في المائة بنهاية العام، وهو ما يقل عن توقع البنك المركزي الذي يدور بين 4.7 و5.2 في المائة. وكان ارتفاع التضخم، بفعل تراجع الروبل، حدا بالبنك المركزي إلى التراجع عن سياسة التيسير النقدي، ليرفع أسعار الفائدة مرتين هذا العام، ويلوح بمزيد من الزيادات المحتملة، رغم المخاطر التي يفرضها التشديد النقدي على النمو الاقتصادي.
من جانبه، دعا النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي أندريه بيلوسوف وزراء الحكومة إلى تسريع وتيرة العمل في إنشاء نظام يهدف إلى متابعة أسعار المواد الغذائية في العالم، حتى تتمكن الحكومة من تحليل التداعيات على الأسواق الروسية، واتخاذ رد فعل سريع، بحسب ما نقلته وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن بيان حكومي.
ورغم تأثر التجارة الدولية بسبب إجراءات عزل «كوفيد – 19» خلال العام الماضي، فقد عززت روسيا صادراتها السنوية من القمح بنسبة 20 في المائة خلال 2020، وفقاً لأحدث تقرير صدر عن هيئة الرقابة الزراعية الروسية.
وارتفعت صادرات الحبوب الروسية إلى 57.5 مليون طن، واحتلت صادرات القمح، البالغة 38.3 مليون طن، صدارة قائمة صادرات الحبوب الإجمالية. وبلغت صادرات الشعير والذرة 6.1 مليون طن و3.7 مليون طن على التوالي.
بينما بلغت صادرات بذور عباد الشمس نحو 1.4 مليون طن.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.