6 طرق فعالة للتغلب على الأرق

تأثير الأدوية الموصوفة للمساعدة في علاج الأرق لا يستمر لفترة طويلة (الغارديان)
تأثير الأدوية الموصوفة للمساعدة في علاج الأرق لا يستمر لفترة طويلة (الغارديان)
TT

6 طرق فعالة للتغلب على الأرق

تأثير الأدوية الموصوفة للمساعدة في علاج الأرق لا يستمر لفترة طويلة (الغارديان)
تأثير الأدوية الموصوفة للمساعدة في علاج الأرق لا يستمر لفترة طويلة (الغارديان)

يمكن أن تتسبب مشاكل النوم في عدد لا يحصى من المشكلات الصحية من بينها مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والألم والاكتئاب.
وبحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية، فقد كشفت دراسة علمية تم نشرها مؤخراً أن تأثير الأدوية الموصوفة للمساعدة في علاج الأرق لا يستمر لفترة طويلة، بل يتوقف بعد مرور 6 أشهر على تلقيها.
ونقلت «ذا صن» عن عدد من خبراء الصحة قولهم إن هناك عدة طرق فعالة تمكن الأشخاص من التغلب على القلق دون استخدام العقاقير الطبية.
وهذه الطرق هي:
1 - التقليل من استخدام التكنولوجيا:
يقول الخبراء إن تقليل استخدام التكنولوجيا قبل النوم يمكن أن يساعد بشكل كبير في علاج الأرق.
وتقول تيفيندر جيل، المسؤولة عن برنامج Somnus Therapy لعلاج الأرق، إن «جائحة كورونا فاقمت أزمة الأشخاص الذين يعانون من الأرق».
وأضافت: «بعد أن انفصلنا عن أحبائنا بسبب عمليات الإغلاق وإجراءات التباعد الاجتماعي، اعتمد الكثير منا على تطبيقات الهواتف الذكية للبقاء على اتصال مع الغير».
وتابعت: «هذا الوقت الذي نقضيه أمام الشاشة، خاصة في الليل، يمكن أن يتسبب في إفساد إيقاع الساعة البيولوجية لدينا تماماً. فالأبحاث تظهر أن قضاء ساعة واحدة فقط أمام الشاشة يمكن أن يؤخر إنتاج هرمون الميلاتونين المرتبط بالنوم، لمدة ثلاث ساعات».
2 - تجنب نوم القيلولة:
قالت الدكتورة فيرينا سين، التي أجريت سلسلة من الأبحاث استغرقت 15 عاماً حول الدماغ وأنماط النوم والسلوك النفسي: «نوم القيلولة يمكن أن يؤثر في الواقع على قدرتك على النوم ليلاً».
وأضافت: «تزداد حدة هذه الأزمة حين تأخذ قيلولة في وقت قريب من موعد نومك المعتاد، وكذلك عندما يكون وقت القيلولة طويلاً».
ومع ذلك، أشارت فيرينا إلى أنه، إذا شعر الشخص بالتعب والإرهاق الشديدين خلال اليوم، فيمكنه أن يأخذ قيلولة لا تتجاوز 20 دقيقة.
3 - تبريد الغرفة:
قالت الدكتورة فيرينا إن «الكثير من الشخاص يفضلون النوم في غرفة دافئة في الأيام الباردة، إلا أن هذا الأمر قد يؤثر على نومهم».
وأضافت أن تبريد الغرفة هو خطوة أساسية لمساعدتنا على النوم، مشيرة إلى أن درجة الحرارة المثلى لغرفة النوم تتراوح بين 15.5 و19 درجة مئوية.
4 - ارتداء الجوارب:
قالت فيرينا إن ارتداء الجوارب يبقي أقدام الأشخاص دافئة ويمكن أن ينشط الدورة الدموية ويوسع الأوعية الدموية.
وأضافت: «ونتيجة لذلك، يمكن أن تنخفض درجة حرارة الجسم بسهولة أكبر وهو أمر مفيد للنوم، حيث تحتاج درجة حرارة الجسم الأساسية إلى الانخفاض بنحو درجة مئوية واحدة حتى نغفو ونبقى نائمين».
5 - ممارسة التمارين الرياضية:
تعتبر التمارين طريقة رائعة للحفاظ على لياقتك، لكنها قد تساعدك أيضاً على التغلب على الأرق - خاصة إذا كان بإمكانك القيام بذلك خارج المنزل.
وقال ستيف باترسون، المدرب بإحدى صالات الألعاب الرياضية إن «التمرينات تعزز مزاجنا، وتقلل من التوتر، وتحسن مستويات طاقتنا، وتركيزنا، ويمكن أن تساعد حتى في النوم».
وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في ضوء النهار الطبيعي، يمكن أن تساعد في إعادة ضبط دورات النوم الطبيعية في الجسم، والتي تعد أساسية في تنظيم نومنا ومزاجنا وشهيتنا».
إلا أنه أشار إلى ضرورة عدم ممارسة التمارين قبل النوم، لأن ذلك الأمر قد يأتي بنتائج عكسية ويدفع الجسم للاستيقاظ ليلاً.
6 - البابونغ وزيت اللافندر:
تشير نتائج الدراسات الإكلينيكية إلى أن شرب البابونغ (الكاموميل) يساعد في علاج الأرق وتخفيف القلق والاكتئاب.
كما نصحت الدكتورة فيرينا بدهن الجسم بزيت اللافندر قبل النوم، مؤكدة أنه يعزز الاسترخاء ويقاوم الأرق.



التشكيلية الكردية يارا حسكو تحتفي بالمرأة وتُجسِّد مآسي الحرب

التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)
التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)
TT

التشكيلية الكردية يارا حسكو تحتفي بالمرأة وتُجسِّد مآسي الحرب

التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)
التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)

تشقّ يارا حسكو مسارها بثبات، وتُقدّم معرضها الفردي الأول بعد تجربة فنّية عمرها 5 سنوات. فالفنانة التشكيلية الكردية المتحدّرة من مدينة عفرين بريف محافظة حلب، تناولت في لوحاتها مجموعة موضوعات، ووظَّفت ألوان الطبيعة وخيوطها لتعكس حياتها الريفية التي تحلم بالعودة إليها؛ فتمحورت أعمالها بشكل رئيسي حول حياة المرأة خلال سنوات الحرب السورية بآمالها وآلامها.

بأسلوب تعبيري مميّز، جسّدت حسكو بريشتها معاناة النساء من مآسي الحروب، إلى يوميات اللجوء والتهجير. فالمعرض الذي لم يحمل عنواناً ضمّ 26 لوحة أقامته في قاعة «كولتورفان» ببلدة عامودا غرب مدينة القامشلي؛ وهو الأول من نوعه خلال مسيرتها.

تفتتح حديثها إلى «الشرق الأوسط» بالقول إنها ابنة المدرسة التعبيرية وفضَّلت الابتعاد عن الواقعية. وتتابع: «أنا ابنة الريف وأحلم بالعودة إلى مسقطي في قرية عرشقيبار بريف عفرين، للعيش وسط أحلام بسيطة، لذلك اخترتُ الفنّ للتعبير عن حلمي وبساطتي في التعامل مع زخم الحياة».

يضمّ معرضها مجموعة أعمال دخلت من خلالها إلى روح النساء، رابطةً ظروف حياتهنّ الخاصة برسومها، لتعيد سرد قصة كل لوحة بحركات وتعابير تحاكي الحرب السورية وتقلّباتها الميدانية التي انعكست بالدرجة الأولى على المرأة؛ أكثر فئات المجتمع السوري تضرراً من ويلات الاقتتال.

إنها ابنة المدرسة التعبيرية وفضَّلت الابتعاد عن «الواقعية» (الشرق الأوسط)

تشير حسكو إلى ابتعادها عن فنّ البورتريه بالقول: «اللوحة ليست صورة فحسب، فمفهومها أعمق. لم يكن لديّ فضول للرسم فقط؛ وإنما طمحتُ لأصبح فنانة تشكيلية». وتسرد حادثة واجهتها في بداية الطريق: «أخذتُ قميص أخي الذي كان يُشبه قماش اللوحة، وبعد رسمي، تساءلتُ لماذا لا يستقر اللون على القميص، وصرت أبحثُ عن بناء اللوحة وكيفية ربط القماش قبل بدء الرسم».

المعرض ضمّ لوحات حملت كل منها عنواناً مختلفاً لترجمة موضوعاتها، بينها «نساء الحرب»، و«امرأة وحبل»، و«المرأة والمدينة». كما برزت ألوان الطبيعة، إلى جانب إضفاء الحيوية لموضوعاتها من خلال اختيار هذه الألوان والحركات بعناية. وهو يستمر حتى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وفق الفنانة، مؤكدةً أنّ التحضيرات لإقامته استمرّت عاماً من الرسم والتواصل.

المعرض الذي لم يحمل عنواناً ضمّ 26 لوحة (الشرق الأوسط)

يلاحظ متابع أعمال حسكو إدخالها فولكلورها الكردي وثقافته بتزيين معظم أعمالها: «أعمل بأسلوب تعبيري رمزي، وللوحاتي طابع تراجيدي يشبه الحياة التي عشناها خلال الحرب. هذا هو الألم، ودائماً ثمة أمل أعبّر عنه بطريقة رمزية»، مؤكدةً أنّ أكبر أحلامها هو إنهاء الحرب في بلدها، «وعودة كل لاجئ ونازح ومهجَّر إلى أرضه ومنزله. أحلم بمحو هذه الحدود ونعيش حرية التنقُّل من دون حصار».

في سياق آخر، تعبِّر يارا حسكو عن إعجابها بالفنان الهولندي فنسينت فان غوخ، مؤسِّس مدرسة «ما بعد الانطباعية» وصاحب اللوحات الأغلى ثمناً لشهرتها بالجمال وصدق المشاعر والألوان البارزة. أما سورياً، فتتبنّى مدرسة فاتح المدرس، وتحبّ فنّ يوسف عبدلكي الأسود والفحمي. وعن التشكيلي السوري الذي ترك بصمة في حياتها، تقول: «إنه الفنان الكردي حسكو حسكو. تعجبني أعماله عن القرية، وكيف اشتهر بإدخال الديك والدجاجة في رسومه».

خلال معرضها الفردي الأول بعد تجربة فنّية عمرها 5 سنوات (الشرق الأوسط)

بالعودة إلى لوحاتها، فقد جسّدت وجوه نساء حزينات يبحثن عن أشياء ضائعة بين بيوت مهدّمة، وشخصيات تركت مدنها نحو مستقبل مجهول بعد التخلّي عن الأحلام. تتابع أنها متأثرة بمدينة حلب، فبعد وصول نار الحرب إلى مركزها بداية عام 2014، «انقسمت بين شقّ خاضع للقوات الحكومية، وآخر لمقاتلي الفصائل المسلّحة، مما فاقم مخاوفي وقلقي».

من جهته، يشير الناقد والباحث أرشك بارافي المتخصّص في الفنّ والفولكلور الكردي، إلى أنّ المعرض حمل أهمية كبيرة لإضاءته على النساء، أسوةً بباقي فئات المجتمع السوري الذين تضرّروا بالحرب وتبعاتها. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «استخدمت الفنانة رموزاً تُحاكي موضوعاتها مثل السمكة والتفاحة والمفتاح، لتعكس التناقضات التي عشناها وسط هذه الحرب، والثمن الذي فرضته الحدود المُحاصَرة، والصراع بين الانتماء واللاانتماء، وبين الاستمرارية والتأقلم مع الظروف القاسية».

يُذكر أنّ الفنانة التشكيلية يارا حسكو عضوة في نقابة اتحاد الفنانين السوريين، وهي من مواليد ريف مدينة عفرين الكردية عام 1996، تخرّجت بدايةً في كلية الهندسة من جامعة حلب، ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة لشغفها بالفنّ. بدأت رسم أولى لوحاتها في سنّ مبكرة عام 2010، وشاركت في أول معرض جماعي عام 2019، كما شاركت بمعارض مشتركة في مدينتَي حلب والعاصمة دمشق.