ليبيا: بحريني يظهر في مسقط رأس القذافي كأمير لـ«داعش»

عمره 30 عاما وعمل مدرسا بعد طرده من إمامة مسجد

ليبيا: بحريني يظهر في مسقط رأس القذافي كأمير لـ«داعش»
TT

ليبيا: بحريني يظهر في مسقط رأس القذافي كأمير لـ«داعش»

ليبيا: بحريني يظهر في مسقط رأس القذافي كأمير لـ«داعش»

«تركي البنعلي»، اسم غريب لمواطن بحريني برز اسمه أخيرا في مدينة سرت مسقط رأس العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وتحول إلى أحد أشهر قادة تنظيم داعش في نسخته الليبية الجديدة.
لم ينتبه الكثيرون إلى هذا الاسم، إلى أن بثت إذاعة «سرت» المحلية التي أصبحت تحت سيطرة تنظيم داعش عقب سيطرته على المدينة بأكملها خطبا له تطالب الليبيين «ضرورة الانقياد لأوامر الشرع بمبايعة خليفة المسلمين».كما حذر في دروسه الناس من «الموت ميتة الجاهلية» إذا لم ينضووا تحت راية الخلافة.
واحتفت صفحات على موقع «تويتر» تابعة لتنظيم داعش بوصول البنعلي البحريني إلى ليبيا موفدا من تنظيم داعش، إذ يعتبر من أهم آبائه الروحيين.
البنعلي البالغ من العمر 30 عاما، أسقطت عنه الجنسية البحرينية في نهاية يناير (كانون ثاني) 2013 ضمن 72 شخصا بدأ نشاطه خطيبا ضمن الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا قبل أن يعلن النفير في مارس (آذار) 2014، والدعوة للقتال ضمن صفوف «داعش» ليصبح من الشخصيات الدعوية البارزة في التنظيم.
وكتب أبو أسامة الغريب عضو تنظيم داعش الذي يقدم نفسه كأحد تلاميذ البحريني، في أحد المواقع المحسوبة على التنظيم، كاشفا النقاب عن نشأة تركي في مسقط رأسه المحرق (البحرين) حيث درس في المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة دينية خاصة، ثم درس الثانوية في القسم الأدبي بمدرسة الهداية، وانتقل لاحقا إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، فأكمل فيها سنة ونصف السنة، قبل أن تعتقله الحكومة الإماراتية وتعيد ترحيله إلى البحرين.
ولفت إلى أن تركي اضطر إلى الدراسة بكلية الإمام الأوزاعي في بيروت، كما درس في معهد البحرين للعلوم الشرعية. وقال إنه حضر مئات الدورات الشرعية في البحرين وخارجها، كما رحل لبعض الوقت عدة إلى دول عربية من بينها اليمن والعراق وسوريا وليبيا والمغرب.
ومن بين مؤلفته، كتاب بعنوان «العتاب لمن تكلم بغير لغة الكتاب»، يتحدث فيه عن فضل وأهمية اللغة العربية، بالإضافة إلى كتاب يتناول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. كما كتب أبو أسامة أيضا عن «الأقوال المهدية إلى العمليات الاستشهادية» و«سير أعلام السجناء». وعمل تركي إماما لمسجدي سوق المحرق والعمال قبل أن يجري طرده ليعمل مدرسا بمدرسة عمر بن عبد العزيز في مدينة الحالة.
وتقول سيرته إنه اعتقل مرات كثيرة في البحرين وخارجها، كما منع من السفر لفترة من الزمن، كما أنه ممنوع حاليا من دخول الإمارات والكويت ومصر وقطر.
وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن البنعلي برز عندما مثل تنظيم داعش في التفاوض الذي خاضته الولايات المتحدة من أجل الإفراج عن «بيتر كاسيغ» المختطف لدى التنظيم والذي أعدم في وقت لاحق.
ويشير انتقال البنعلي إلى ليبيا لمرحلة جديدة للتنظيم في هذا البلد الشمال أفريقي، يسعى فيها لتجنيد عناصر ليبية وبناء قاعدة أوسع له في البلاد، حيث ظهر اعتماده على العناصر الأجنبية في كل العمليات التي نفذها في السابق.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.