برلمان ليبيا يتجه لوقف حوار الأمم المتحدة

تنظيم داعش يستهدف السفير الإيراني في طرابلس

برلمان ليبيا يتجه لوقف حوار الأمم المتحدة
TT

برلمان ليبيا يتجه لوقف حوار الأمم المتحدة

برلمان ليبيا يتجه لوقف حوار الأمم المتحدة

علمت «الشرق الأوسط» أن مجلس النواب الليبي المنتخب على وشك اتخاذ قرار غير مسبوق اليوم الاثنين، بوقف الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة، والذي كان مقررا استئناف جولته الثالثة في المغرب يوم الخميس المقبل.
وقال فرج بوهاشم، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية وسياسية في البلاد، لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس الذي سيجتمع اليوم (أمس) بمقره المؤقت في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي قد يعلن وقف الحوار نهائيا بعد التفجيرات الإرهابية التي طالت عشرات المدنيين في مدينة القبة بالشرق. وأضاف بوهاشم في تصريحات خاصة ومقتضبة «اليوم (أمس) سنوقف كل شيء، وسنناقش وقف مسرحية الحوار»، لكنه امتنع عن الخوض في المزيد من التفاصيل.
واستبق عدد من أعضاء مجلس النواب الجلسة المقرر عقدها اليوم بمقرهم في مدينة طبرق، واجتمعوا مساء أمس وسط انقسام حاد حول الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة بين البرلمان المنتخب والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته.
وعبر أعضاء في المجلس علانية في صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعية عن رغبتهم في إنهاء الحوار، حيث قال عيسى العريبي عضو المجلس إنه «لا حوار مع هؤلاء القتلة»، كما طالب بإيقاف الحوار فورًا ودعم الجيش بقوة، مشيرا إلى ضرورة اختيار ما وصفه بـ«حكومة صقور».
من جهته، أعلن تنظيم داعش في ليبيا مسؤوليته عن استهداف السفارة الإيرانية وسط العاصمة الليبية طرابلس، فيما وصفه بـ«عملية مزدوجة بعبوات ناسفة»، بينما أعلن متشددون موالون له على حساب تابع لهم على «تويتر» مسؤوليتهم عن قصف مطار الأبرق العسكري لشرق البلاد بصواريخ غراد.
ووزع التنظيم صورا فوتوغرافية لعملية استهداف عناصره لمقر السفارة الإيرانية، فيما أعلن مسؤول أمني ليبي أن عبوة انفجرت عند بوابة مقر إقامة السفير الإيراني في طرابلس.
ولم يصدر على الفور أي رد فعل رسمي من السلطات الإيرانية، لكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) نقلت عن مصدر مطلع قوله إن السفارة الإيرانية فی لیبیا مغلقة، وإن السفیر یتردد بعض الأحيان علی السفارة لأداء مهامه.
ووقع الانفجار بالقرب من منزل السفير الإيراني في طرابلس، بعد ساعتين من انفجار قنبلة يدوية أمام المنزل نفسه. لكن المصادر نفت أن يكون الانفجار قد تسبب بأي أضرار مادية أو بشرية، لافتة إلى أنه وقع في أرض فناء خالية.
وقال عصام النعاس، المتحدث باسم القوة الأمنية المشتركة، إن «مجهولين ألقوا قنبلة يدوية محلية الصنع أمام منزل السفير الإيراني، ما أدى إلى أضرار في واجهة البوابة الرئيسية للمنزل». وأضاف أنه لا أضرار بشرية سجلت جراء الحادث، كما نفى صحة ما تردد عن تفجير سيارة مفخخة أمام منزل السفير الإيراني.
ونقلت وكالة الأنباء الموالية لما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة عمر الحاسي التي تسيطر على العاصمة، عن العقيد مبروك أبظهير مدير الأمن الدبلوماسي بوزارة الداخلية أن الانفجار لم يسفر عن أضرار بشرية نظرا لخلو المبنى، مشيرا في المقابل إلى أنه تسبب في بعض التصدعات بالواجهة الأمامية للسفارة.
وبحسب شهود، فإن الانفجارين لم يخلفا أضرارا كبيرة في الحي الذي تقع فيه الكثير من المباني الدبلوماسية. وأدى الانفجاران إلى تطاير زجاج مبنى سفارة أوكرانيا.
وكانت البعثة الدبلوماسية الإيرانية قد غادرت العاصمة طرابلس منذ شهر يوليو (تموز) الماضي عند اندلاع الاشتباكات العنيفة بين قوات فجر ليبيا وقوات الزنتان، في مطار طرابلس الدولي والمناطق المحيطة به.
واستهدفت هجمات عدة بعثات دبلوماسية في الأشهر الأخيرة، بينها انفجار سيارتين مفخختين أمام سفارتي مصر والإمارات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما سجل هجوم بالمتفجرات على سفارة الجزائر في يناير (كانون الثاني) الماضي تبناه تنظيم داعش الذي كثف أعمال العنف في الأسابيع الأخيرة في ليبيا.
وتبنى التنظيم خصوصا الهجمات الانتحارية في شرق ليبيا الجمعة والتي خلفت 44 قتيلا.
وتغرق ليبيا في الفوضى منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 بعد ثمانية أشهر من انتفاضة مسلحة ضده، حيث يوجد برلمانان وحكومتان متنافستان إحداهما مقربة من ميليشيات «فجر ليبيا» والثانية معترف بها دوليا.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الليبية أمس عن اغتيال آمر كتيبة الإسناد الأمني في مدينة اجدابيا على يد مسلحين مجهولين، مشيرة إلى أن الجناة أطلقوا وابلا من الرصاص على حسين الزوي في شارع إنتلات بالمدينة قبل أن يلوذوا بالفرار.
من جهته، ادعى محمد الحصان، آمر الكتيبة 166 العسكرية المكلفة من المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق) باستعادة السيطرة على مدينة سرت، أن قواته بدأت التمركز على مداخل المدينة لاستعادتها من المتشددين. وقال الحصان في تصريحات إن الأوامر لم تصدر بعد من رئاسة الأركان ببدء عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة من المتشددين، مشيرا إلى أن قوات كتيبته على كامل استعدادها لخوض معركة استعادة السيطرة على المدينة خلال ساعات.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».