نفت مصادر الفصائل المعارضة في سوريا أمس ما تردّد عن بدء مفاوضات مع النظام لتبادل الأسرى في جبهات ريف حلب بشمال البلاد، بل أعلنت النفير العام للسير قدما في معركة حلب متوعدة النظام بمفاجأة كبيرة في الساعات المقبلة.
في موضوع تبادل الأسرى، بعدما أشارت وسائل الإعلام الموالية للنظام أن مفاوضات لتبادل الأسرى انطلقت بالفعل بين طرفي النزاع، معتبرة أنّ هناك تضخيما في العدد المتداول به من أسرى النظام، نفى مصدر في المعارضة الأمر تماما، واعتبر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّ ما أشيع ليس إلا محاولة للقول إن النظام يهتم لأسراه وسيعمل على تحريرهم، على عكس الواقع الذي يؤكّد أنه لم يعد يهتمّ لكل العناصر المعتقلين في صفوفه، ولا يقوم بالتفاوض عليهم إلا إذا كانوا أسرى لبنانيين من حزب الله أو إيرانيين أو ضباطا علويين من آل الأسد، وأوضح أنّ المفاوضات وإن كانت ستحصل فهي لن تبدأ الآن في ظل استمرار المعركة.
وقال ورد الفراتي، مدير المكتب الإعلامي في الجبهة الشامية، إحدى الفصائل المعارضة المشاركة في المعارك، إنّ «النظام بعد الهزيمة الكبرى التي مني بها والخسائر البشرية التي تكبّدها في هجومه على حلب أصبح اليوم يعتمد على (حرب الشائعات)». وتابع الفراتي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الفصائل «لا تعتقد أن النظام قادر في الوقت الحالي على فتح أي جبهة جديدة... وأن الخريطة على الأرض اليوم عادت إلى ما كانت عليه قبل انطلاق معركة الشمال مع تقدم في بعض النقاط للمعارضة»، لافتا إلى تحوّل الأخيرة إلى موقع الهجوم الذي لن يكون محور بلدة باشكوي، الذي اشتدت المعارك في محيطه، بعيدا عنه. وباشكوي هي القرية الأخيرة بين المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام في محاولة لقطع طريق الإمداد الرئيسي على مقاتلي المعارضة الموجودين في أحياء مدينة حلب الشرقية وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي الغربي.
يذكر أن المعارضة تمكنت من السيطرة على بلدة رتيان بالكامل، إضافة إلى بلدات أخرى قريبة من باشكوي كانت قوات النظام تقدمت إليها. وفي هذا الإطار، قال أبو جاد، القيادي الميداني في حلب، إنّ قوات النظام منذ بعد ظهر يوم الخميس تأخذ مدنيين وعائلات دروعا بشرية في مبنيين داخل باشكوي، وقد جرت مفاوضات بينهم وبين الفصائل المعارضة لأخلائهم، لكنها لم تنجح لغاية الآن، مشيرا إلى أنّهم يعانون حالة تخبّط وينتظرون وصول مؤازرة لهم. ويوم أمس، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» وجبهة «أنصار الدين»، تمكنت من التقدم في مزارع الملاح والسيطرة على عدة نقاط فيها، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام المدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من جنسيات إيرانية وأفغانية، ترافقت مع قصف عنيف ومتبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات، وقصف من قبل الطيران الحربي على المنطقة.
وأشار المرصد إلى أنّ الاشتباكات أسفرت عن تدمير دبابة على الأقل لقوات النظام، إضافة إلى مقتل 9 من مقاتلي المعارضة بينهم 3 من جنسيات غير سورية، وما لا يقل عن 15 عنصرا من قوات النظام، جثث بعضهم موجودة لدى الكتائب المقاتلة والإسلامية.
ونفى الفراتي المعلومات التي ذكرت أن التوجّه هو لحصر عملية التبادل بأسرى الطرفين في معركة حلب، قائلا: «ننظر إلى سوريا بوصفها أرضا واحدة ولا نميّز بين مدني ومقاتل، وسنتعامل معهم باعتبارهم ملفا واحدا». وأكد أنّ هناك ما لا يزيد على 55 أسيرا من قوات النظام نتيجة معركة حلب، لافتا إلى أنّ المؤكد أنّ 48 منهم اعتقلوا في منطقة رتيان بعدما حوصروا في بناء وأن هناك أكثر من 150 قتيلا سقطوا في جبهة الملاح ونحو 50 آخرين في رتيان ومثلهم في الراشدين.
ويوم أمس، أفادت «غرفة عمليات تحرير حلب» بمقتل من قالت إنه قائد مجموعة الاستطلاع «عبد الله علي عبد الله» في حزب الله في ريف حلب الشمالي. وأعلنت «غرفة عمليات تحرير حلب» في بيان مصور قرأه أحد الضباط ونشر على صفحة «فيسبوك» الخاصة بها، النفير العام، واستمرار المعارك في الريف الشمالي، مؤكدة مقتل نحو 300 عنصر من قوات النظام والموالين له في المعارك الأخيرة في الريف الشمالي، وأسر ما يقارب 100 عنصر من قوات النظام وميلشياته، بينما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع عدد أسرى قوات النظام والمسلحين الموالين لها لدى الفصائل المقاتلة والإسلامية، إلى 51 شخصا، غالبيتهم الساحقة من مدينة حلب وريفها.
وكانت مواقع معارضة نشرت فيديو يقوم خلاله الناشط الإعلامي أبو فراس الحلبي بالتحدث مع أسرى قوات النظام، وجميعهم من السوريين، وقال بعضهم إنّ الضباط، بينهم قياديون من حزب الله كانوا يقودون الهجوم لفك الحصار عن نبل والزهراء، تركوا أرض المعركة بعد توزيع العناصر على نقاط الجبهة.
يُذكر أن غرفة عمليات حلب العسكرية تم تشكيلها منذ 6 فبراير (شباط) 2015، وتهدف إلى منع حصار مدينة حلب واستكمال السيطرة على ما تبقى من مناطق حلب التي تقع تحت سيطرة النظام، وبمشاركة من معظم الفصائل العاملة في حلب وريفها.
المعارضة السورية تنفي بدء المفاوضات لتبادل الأسرى وتنتقل إلى مرحلة الهجوم في ريف حلب
تتحدث عن نحو 100 من قوات النظام قيد الأسر وتأكيد اعتقال 48 عنصرا في رتيان
المعارضة السورية تنفي بدء المفاوضات لتبادل الأسرى وتنتقل إلى مرحلة الهجوم في ريف حلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة