المقدسيون يترقبون «مسيرة أورشليم» ومخاوف من {استفزازات}

متظاهرون يلوحون بالعلم الفلسطيني في القدس مساء الاثنين احتفالاً بإزالة الحواجز (إ.ب.أ)
متظاهرون يلوحون بالعلم الفلسطيني في القدس مساء الاثنين احتفالاً بإزالة الحواجز (إ.ب.أ)
TT

المقدسيون يترقبون «مسيرة أورشليم» ومخاوف من {استفزازات}

متظاهرون يلوحون بالعلم الفلسطيني في القدس مساء الاثنين احتفالاً بإزالة الحواجز (إ.ب.أ)
متظاهرون يلوحون بالعلم الفلسطيني في القدس مساء الاثنين احتفالاً بإزالة الحواجز (إ.ب.أ)

يترقب المقدسيون ما الذي ستفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي، في يوم 10 مايو (أيار) القادم، الذي ينظم فيه الإسرائيليون هذا العام، ما يعرف بـ«مسيرة أورشليم»، التي يشارك فيها عشرات الألوف من اليهود ومعهم حوالي ألف شخص من الأنغليكانيين الأميركيين، الذين سيصلون إلى إسرائيل خصيصاً للمشاركة في هذا الحدث، وسط مخاوف من استفزازات ضد الفلسطينيين.
وتتضمن هذه الفعالية السنوية، عادة، استفزازاً للفلسطينيين، يقوم مشاركون فيها بتنفيذ اعتداءات على المارة وعلى الحوانيت، ويسيئون إلى رجال الدين المسيحيين من الرهبان والراهبات. وسيصادف هذا الموعد يوم 28 رمضان، الذي يبلغ الوجود الفلسطيني فيه، أوجاً جديداً في كل في المدينة المقدسة. ويعتبر عبور هذا اليوم امتحاناً أساسياً لمدى تحقيق الهدوء في المدينة.
في هذه الأثناء، كشف مصدر أمني إسرائيلي رفيع، أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، هو الذي ضغط على شرطة الاحتلال في القدس، لإزالة الحواجز التي وضعتها عند مدرج باب العامود، وذلك بعد تحذيره من انفجار في القدس، وتقديره بأن التراجع عن هذه الحواجز سيخفض من التوتر في المدينة. وفي أعقاب نشر انتقادات واسعة للشرطة بسبب إزالتها الحواجز، خصوصاً من قوى اليمين السياسي، توجه مسؤول رفيع في الشرطة إلى مراسل القناة الرسمية للتلفزيون الإسرائيلي «كان 11»، بالقول، إن «كبار المسؤولين في الشاباك بعثوا برسالة واضحة لا مكان لتأويلها، يؤكدون فيها ضرورة إزالة الحواجز التي نصبت في المنطقة، «لأسباب أمنية عليا». وأوضحت الرسالة بما لا يقبل الشك، أن نصب الحواجز أسهم في زيادة التوترات في القدس بين الفلسطينيين والشرطة، ويهدد بتفجير الأوضاع».
وأكد «الشاباك» رواية الشرطة واعتبر الأمر «تنسيقاً مهنياً جيداً بين الشاباك وجهاز الشرطة». واتضح أن تقديرات المخابرات الإسرائيلية، أشارت إلى أن المقدسيين مصممون هذه المرة على خوض المعركة مع السلطات الإسرائيلية والمستوطنين، حتى النهاية. ورصدت ما ينشره الشباب المقدسي في الشبكات الاجتماعية من مواقف غاضبة يرتفع فيها منسوب العداء لإسرائيل إلى أعلى المستويات. وكيف يتنادون عبر هذه الشبكات للخروج إلى الشوارع والاحتجاج، وكيف يكثر استخدام جملة «لم يعد لدينا الكثير مما سنخسره». كما لاحظوا في الشاباك، أن شباناً فلسطينيين من سكان القدس يعرفون أن هناك كاميرات للشرطة الإسرائيلية في كل الشوارع والأزقة، ومع ذلك يخرجون بوجوه مكشوفة ويقذفون حجارة وكراسي مخلعة على الشرطة والمستوطنين وينزلون علم إسرائيل ويرفعون مكانه العلم الفلسطيني.
كما لوحظ أنه في الآونة الأخيرة، لوحظ اندماج فلسطينيو 48، أي المواطنين العرب في إسرائيل، نشاطات مساندة لأهل القدس، أكان ذلك عبر مظاهرات في بلداتهم، مثلما فعل أهل بلدة أم الفحم الذين خرجوا بمظاهرات وأغلقوا شارع وادي عارة، أو من خلال التدفق على القدس بعشرات الألوف.
يذكر أن الفلسطينيين، الذين احتفلوا ليلة الاثنين - الثلاثاء وحتى فجر أمس، بنجاحهم في إجبار الاحتلال على إزالة الحواجز من باب العامود، اعتبروا «المعركة في أولها» وحذروا من خدع الاحتلال القادمة. وقال أحد قادة حركة «فتح» في المدينة، الذي ساهم في تنظيم الاحتجاج في باب العامود منذ مطلع شهر رمضان المبارك، إنه لا يثق بأن الأحداث «ستنتهي على ما آلت عليه من إزالة الحواجز الحديدية في باب العمود، لأن الاحتلال معروف بخبثه وعدم التزامه بالاتفاقيات التي يوقعها، فكيف عندما لا يكون هناك اتفاق». وأضاف القائد الفتحاوي: «نحن أيضاً لن نكتفي بهذا. فالهدف من المواجهات كان إعادة الوضع إلى طبيعته السابقة، قبل رمضان، ومن دون فرض شروط على مدخل باب العمود. لكن الاحتلال يمارس ضد القدس وأهلها، حملة تهويد جنونية ويطلق مستوطنيه ليعربدوا في شوارعنا وأحيائنا، وينفذ في كل يوم وكل ليلة حملات مداهمات لبيوتنا واعتقال لأبنائنا وبناتنا. وهذه أمور لا يمكن أن نقبل باستمرارها. وتراكمها على صدورنا سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانفجارات».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.