«ضد الكسر» يكشف «زيف» الحياة في زمن «السوشيال ميديا»

عبر قالب درامي مصري غامض ومشوق

نيللي كريم في كواليس تصوير المسلسل
نيللي كريم في كواليس تصوير المسلسل
TT

«ضد الكسر» يكشف «زيف» الحياة في زمن «السوشيال ميديا»

نيللي كريم في كواليس تصوير المسلسل
نيللي كريم في كواليس تصوير المسلسل

في أجواء غامضة ومشوقة تأخذنا «سلمى» نجمة «السوشيال ميديا» إلى محطات من حياتها بين الحاضر والماضي، عبر أحداث سريعة متلاحقة بدأت بحادث مروع، تعرضت فيه لمحاولة قتل داخل فيلتها، تدخل على أثرها المستشفى وتعاني من غيبوبة، ما يضع كل مَن حولها في محل شك، لا سيما زوجها (كريم)، لا سيما بعد وجود خلافات حادة بينهما.
انطلاقاً من هذا الخط الدرامي البوليسي تدور أحداث مسلسل «ضد الكسر» الذي تقوم ببطولته نيللي كريم، وتأليف عمرو الدالي، وإخراج أحمد خالد. لكن لا يقتصر غموض المسلسل كما يبدو في حلقاته الأولى على محاولة قتل سلمى، إذ سرعان ما تنجح الشرطة في الكشف عن تفاصيل هذا الحادث ومَن يقف وراءه. ليجد المشاهد نفسه أمام غموض من نوع آخر يكتنف شخصيات المسلسل، وفي مقدمتهم «سلمى» مدونة الطعام Food blogger التي تقدم وصفات للطبخ عبر تطبيقات «السوشيال ميديا»، ليُكتشف أنها في الواقع تقدم «طبخة حياتها» بمختلف مكوناتها وإضافاتها وخطواتها الزائفة!
ويزيح المسلسل الستار عما يعاني منه المجتمع العصري في ظل انتشار المنصات والتطبيقات الإلكترونية، مسلطاً الضوء على الحياة الزائفة ذات المسافات الواسعة بين الواقع الموجع أحياناً والمظاهر الخادعة دوماً، فيفاجئنا المؤلف بأن «اللمة العائلية» التي نظمتها سلمى احتفالاً بالانتقال إلى منزلها الجديد ما هي إلا لمّة مغلفة بدفء كاذب، حين نكتشف أن زوجها (محمد فراج) غارق في خيانته لها، وأن أختها (تارا عماد) تكن لها كل الحقد، وقد تأتي الخيانة أيضاً من جانب صديقتها المقربة (نادين) التي تجسدها لقاء الخميسي!
ويقول عمرو الدالي، مؤلف المسلسل لـ«الشرق الأوسط»: «إن البعد البوليسي ما هو إلا مدخل لمسلسل اجتماعي من الطراز الأول، أناقش من خلاله قضايا مجتمعية مختلفة، لكن تبقى القضية الأساسية هي التأثير الطاغي للسوشيال ميديا التي أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا، لكنه في معظمه الجزء الزائف».
ربما للمرة الأولى في الدراما المصرية تأتي بطلة العمل صاحبة مدونة طعام، وهو اختيار جاء متعمداً من جانب المؤلف الذي يضيف قائلاً: «اخترت أن تكون فوود بلوجر Food blogger كمدخل جديد ورمزي ومُوحٍ للعالم الكبير للسوشيال ميديا، فالطبخ إلى جانب معناه الذي يشير إلى الطهي، هي كلمة مصرية ترمز إلى المهارة في صنع شيء ما، وسلمى لا تقدم طعاماً فقط، إنما تقدم الحياة التي تريد أن يعتقد الناس أنها تعيشها».
لكن لا يقتصر الزيف الذي يكشفه المسلسل على «الزيف الإلكتروني» وحده، فإلى جانب ذلك يجد المشاهد نفسه محاصراً بالخيانات والعلاقات الأسرية المضطربة، وأبرزها ازدواجية الرجل الشرقي التي برع محمد فراج في تجسيدها عبر دور الزوج متعدد العلاقات النسائية وشديد الغيرة في الوقت نفسه على زوجته، بجانب ما سيكشف عنه المسلسل في الحلقات القادمة من التشوه في علاقتها المعقدة مع شقيقتها ودور الجار الذي يبتزهما، ما يدعو المتلقي إلى التساؤل «هل أصبح المجتمع بهذا السوء والتراجع الأخلاقي؟».
يرد عمرو الدالي: «لا ينبغي أن ندفن رؤوسنا في الرمال، ليس صحيحاً أن الدراما تفتعل أو تبالغ في تناول القضايا المجتمعية، من وجهة نظري نحن نُستفز كصناع دراما مما نصطدم به حولنا، فنسلط الضوء عليه، كي ننبه المشاهدين إلى خطورة ما يحدث».
ما بين الحارة بأزقتها الصاخبة وعشوائيتها البارزة وأثاث منازلها المتواضعة والكمبوند بمفرداته الهادئة وتنسيقه المعماري شديد التأنق وديكور فيلاته الأنيقة وتوابعه من مطاعم ونوادٍ ليلية فاخرة يتنقل أبطال العمل ومعهم المشاهدون الذين يرصدون التطلعات الواضحة بالمسلسل، لا سيما تطلعات سلمى وشقيقتيها، ما بين الثراء السريع وأحلام الانسلاخ عن طبقتهن الاجتماعية قفزاً إلى طبقة أخرى، ويُعد المشهد الأكثر تعبيراً عن ذلك حتى الآن هو مشهد تارا عماد مع زوجها السعيد، بسهرة هادئة أمام التلفزيون، وكل حلمه تناول وجبة مشويات من الحاتي، بينما تنشغل هي بمتابعة فيديو لأختها تبثه من سهرة صاخبة بنادٍ ليلي، وقد ظهر على ملامحها الانبهار الشديد بسعادة أختها التي يصفها المؤلف بـ«البراقة الخادعة»، في حين تقع الأخت الصغرى في مشكلة كبيرة خلال الحلقات القادمة بسبب انخداعها هي أيضاً بالمظاهر.
كذلك انتقل المؤلف ببراعة من الكوميديا التي قدمها العام الماضي عبر مسلسل «بـ100 وش» إلى دراما الغموض والتشويق، يقول الدالي: «لا أنكر قلقي، لكني لست كاتباً كوميدياً في الأساس، لقد اجتهدت العام الماضي، واجتهدت هذا العام، والحكم يكون للجمهور والنقاد، ولا يسعني سوى احترام رأي الجميع، ولا أنكر قلقي وسعادتي في آن واحد من الوجود في موسم رمضاني (مرعب) ومزدحم بكبار نجوم التمثيل والمخرجين والمؤلفين».
وعن تعاونه للمرة الثانية مع الفنانة نيللي كريم، يؤكد: «هي ممثلة موهوبة يمكن للمؤلف الاستناد إليها مطمئناً حين يقدم شخصية صعبة ومركبة مثل سلمى، تتلون وتتشكل وفقاً للدور وفي الوقت نفسه مريحة للغاية في العمل تحترم الورق والجميع».
تميز أيضا أداء محمد فراج لشخصية زوجها (كريم الدمنهوري) بكل تناقضاته وصراعاته الداخلية وازدواجيته المستفزة، وتأتي إطلالة تارا عماد بالحجاب والانتماء لمنطقة شعبية مفاجأة للمشاهد الذي اعتاد رؤيتها في إطلالات أخرى، ويعلق الدالي: «كل فريق العمل تم اختياره بشكل موفق للغاية، لكن كان هشام إسماعيل مفاجأة كبيرة فرغم أنني كنت أعرف مسبقاً موهبته وطاقته التمثيلية، فإنه قدم دور الضابط بشكل رائع، وأداء سلس غير تقليدي».



الذكاء الاصطناعي يكشف عن أولى علامات سرطان الثدي

تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
TT

الذكاء الاصطناعي يكشف عن أولى علامات سرطان الثدي

تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)

أظهرت طريقة فحص جديدة تجمع بين التحليل بالليزر والذكاء الاصطناعي إمكانية التعرف على أولى علامات الإصابة بسرطان الثدي؛ ما قد يُسهم في تحديد الإصابة في مرحلة مبكرة جداً من المرض.

وتكشف التقنية غير الجراحية التي طوّرها فريقٌ من الباحثين من جامعة إدنبرة بالتعاون مع عددٍ من باحثي الجامعات الآيرلندية، عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من المرض، التي لا يمكن اكتشافها بالاختبارات الحالية، وفق الفريق البحثي.

وقال الدكتور آندي داونز، من كلية الهندسة في جامعة إدنبرة، الذي قاد الدراسة: «تحدث معظم الوفيات الناجمة عن السرطان بعد تشخيصٍ متأخرٍ بعد ظهور الأعراض، لذلك يمكن لاختبارٍ جديدٍ لأنواع متعدّدة من السرطان أن يكتشف هذه الحالات في مرحلة يُمكن علاجها بسهولة أكبر».

وأضاف في بيان، الجمعة، أن «التشخيص المبكّر هو مفتاح البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، وأخيراً لدينا التكنولوجيا المطلوبة. نحتاج فقط إلى تطبيقها على أنواع أخرى من السرطان وبناءِ قاعدة بيانات، قبل أن يمكن استخدامها بوصفها اختباراً لكثيرٍ من الأورام».

ويقول الباحثون إن طريقتهم الجديدة تُعدّ الأولى من نوعها، ويمكن أن تحسّن الكشف المبكر عن المرض ومراقبته وتمهد الطريق لاختبار فحص لأشكال أخرى من السرطان.

نتائجُ الدراسة التي نشرتها مجلة «بيوفوتونيكس» اعتمدت على توفير عيّنات الدم المستخدمة في الدراسة من قِبَل «بنك آيرلندا الشمالية للأنسجة» و«بنك برِيست كانسر ناو للأنسجة».

ويُمكن أن تشمل الاختبارات القياسية لسرطان الثدي الفحص البدني أو الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو تحليل عينة من أنسجة الثدي، المعروفة باسم الخزعة.

وتعتمد استراتيجيات الكشف المبكّر الحالية على فحص الأشخاص بناءً على أعمارهم أو ما إذا كانوا في مجموعات معرّضة للخطر.

باستخدام الطريقة الجديدة، تمكّن الباحثون من اكتشاف سرطان الثدي في أقرب مرحلة ممكنة من خلال تحسين تقنية التحليل بالليزر، المعروفة باسم مطيافية «رامان»، ودمجها مع تقنيات التعلّم الآلي، وهو شكلٌ من أشكال الذكاء الاصطناعي.

وقد جُرّبت طرق مماثلة لفحص أنواع أخرى من السرطان، ولكن أقرب وقت يمكن أن يُكتشف فيه المرض كان في المرحلة الثانية، كما يقول الباحثون.

وتعمل التقنية الجديدة عن طريق تسليط شعاع الليزر أولاً على بلازما الدم المأخوذة من المرضى. ومن ثَمّ تُحلّل خصائص الضوء بعد تفاعله مع الدم باستخدام جهازٍ يُسمّى مطياف «رامان» للكشف عن تغييرات طفيفة في التركيب الكيميائي للخلايا والأنسجة، التي تُعدّ مؤشرات مبكّرة للمرض. وتُستخدم بعد ذلك خوارزمية التعلم الآلي لتفسير النتائج، وتحديد السمات المتشابهة والمساعدة في تصنيف العينات.

في الدراسة التجريبية التي شملت 12 عينة من مرضى سرطان الثدي و12 فرداً آخرين ضمن المجموعة الضابطة، كانت التقنية فعّالة بنسبة 98 في المائة في تحديد سرطان الثدي في مرحلة مبكرة جداً من مراحل الإصابة به.

ويقول الباحثون إن الاختبار يمكن أن يميّز أيضاً بين كلّ من الأنواع الفرعية الأربعة الرئيسة لسرطان الثدي بدقة تزيد على 90 في المائة، مما قد يُمكّن المرضى من تلقي علاج أكثر فاعلية وأكثر شخصية، بما يُناسب ظروف كل مريض على حدة.