حالة نادرة للغاية... أميركية تُفاجأ بحملها بطفلها الثاني قبل أن تلد الأول

فحص بالموجات فوق الصوتية يُظهر الجنينين معاً (سي إن إن)
فحص بالموجات فوق الصوتية يُظهر الجنينين معاً (سي إن إن)
TT

حالة نادرة للغاية... أميركية تُفاجأ بحملها بطفلها الثاني قبل أن تلد الأول

فحص بالموجات فوق الصوتية يُظهر الجنينين معاً (سي إن إن)
فحص بالموجات فوق الصوتية يُظهر الجنينين معاً (سي إن إن)

فوجئت سيدة أميركية بحملها بطفلها الثاني خلال خضوعها لفحوصات بالموجات فوق الصوتية للاطمئنان على جنينها الأول الذي كانت حاملاً فيه منذ 3 أشهر.
وحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد ذهبت الأم التي تدعى ريبيكا روبرتس (39 عاماً) مع زوجها ريس ويفر (43 عاماً) إلى المستشفى للاطمئنان على صحة جنينهما الذي حاولا الحمل به لأكثر من عام.
وفي أثناء خضوع ريبيكا للفحص بالموجات فوق الصوتية، فوجئت بإخبار الطبيب لها بأنها حامل بجنين آخر في الأسبوع التاسع، فيما كانت تحمل جنينها الأول منذ 12 أسبوعاً.
وقالت ريبيكا: «لقد حملتُ في أثناء حملي بالفعل، وكان هذا بالنسبة لي جنوناً تماماً... لأنه من غير المفترض أن يحدث ذلك».
ويعد الحمل في أثناء الحمل أمراً نادراً جداً لدرجة أن إحدى الدراسات التي أُجريت عام 2008 وجدت أقل من 10 حالات مسجلة في العالم.
وأوضحت ريبيكا أن الأطباء أخبروها بأن الطفلين قد حُملوا في الواقع بفارق ثلاثة أسابيع. وأضافت وهي تضحك: «لم أصدق أن ذلك حدث لي. لكنه أمر جميل حق. أشعر كأنني فزت في اليانصيب».

من جهته، قال زوجها ريس ويفر: «لقد كنت سعيداً في البداية لكوني سأُرزق بطفل. أما الآن فأشعر بسعادة أكبر لأننا سنُرزق باثنين دفعة واحدة. نحن نشعر الآن بأننا محظوظان للغاية».
وقالت الدكتورة ليليان شابيرو، طبيبة أمراض النساء في أتلانتا، إن حالة تخصيب بويضة وزرعها في الرحم في أثناء الحمل أمر نادر للغاية.
وأضافت: «في المعتاد، فإنه بمجرد أن يبدأ الحمل، يصبح الرحم مكاناً غير مناسب لزرع بويضة جديدة. وهذا يعني أن الجنين الثاني يجب أن يكون قد تمكن من الانغراس والنمو في مرحلة لم نكن نعتقد أنه سيكون قادراً على النمو فيها».
وتابعت: «لم نتمكن بعد من معرفة كيف يمكن أن يبدأ جنينان في التطور في أوقات مختلفة. هذا شيء مذهل بالنسبة لنا».
وكانت ريبيكا قد تناولت جرعة من أدوية الخصوبة المصممة لتحفيز التبويض قبل أن تحمل بجنينها الأول. وقال الأطباء إنه في حين أن هذا قد يكون أحد أسباب هذا الحدث النادر، إلا أنه قد يكون مجرد «أعجوبة طبية».
وولدت ريبيكا طفليها، وهما نوح (الطفل الأكبر) وشقيقته الأصغر روزلي بعملية قيصرية في سبتمبر (أيلول) 2020، وكان عليهما قضاء بعض الوقت في وحدة عناية مركزة مخصصة لحديثي الولادة، إلا أنهما الآن في صحة جيدة.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».