توتر في الأقصى بعد اقتحامات وتعطيل مكبرات المآذن

غضب واحتجاج في عمّان ورام الله... وتحذير من حرب دينية

اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى أمس (وفا)
اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى أمس (وفا)
TT

توتر في الأقصى بعد اقتحامات وتعطيل مكبرات المآذن

اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى أمس (وفا)
اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى أمس (وفا)

ارتفع التوتر في المسجد الأقصى، أمس، في أعقاب اقتحام مستوطنين المسجد في ثاني أيام رمضان، وبعد ساعات من اقتحام الجيش الإسرائيلي المسجد وتعطيله المآذن الخارجية، مما أثار غضب عمّان ورام الله.
واقتحم نحو 60 مستوطناً ساحات المسجد، وتجولوا في المسجد، مستفزين مشاعر المصلين هناك الذين حاولوا التدخل. وأفادت «الأوقاف الإسلامية» بأن الاقتحامات جرت بحماية جيش الاحتلال بعد ساعات من اقتحام مآذن المسجد الأربع وقطع أسلاك السماعات الخاصة بالصلاة وتعطيلها.
وكانت الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المسجد قبل ساعات قليلة في وقت متأخر الثلاثاء، وعطلت بالقوة مكبرات الصوت في مآذن المسجد الخارجية. وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، إن قوات إسرائيلية اقتحمت مآذن المسجد الأقصى بالقوة في وقت متأخر الثلاثاء وكسرت أقفال الأبواب بمعدات خاصة، ثم قطعت أسلاك المآذن الرئيسية في المسجد، مطالباً بمتابعة دولية لما جرى في مآذن الأقصى، لمنع تكراره. وأضاف: «ما جرى هو عربدة وعنصرية يجب أن تكون لها متابعة ومحاسبة دولية، وتدخل من الدول العربية والإسلامية لمنع تكرار ما جرى».
وأثار الاعتداء الإسرائيلي على الأقصى غضباً في عمّان ورام الله.
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وآخرها تخريب شرطة الاحتلال أقفال «باب السلسلة» والباب المؤدي لسطح المتحف الإسلامي، وقطع أسلاك السماعات الخارجية، وكذلك التعرض لموظفي أوقاف القدس.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير ضيف الله الفايز، أن تصرفات شرطة الاحتلال «مرفوضة ومدانة ومستهجنة، وتمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين، وانتهاكاً لحرمة المسجد وللوضع القائم القانوني والتاريخي». وشدد على أن «المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين تشرف على شؤونه حصرياً إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد، بموجب القانون الدولي والوضع القائم القانوني والتاريخي وسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية».
من جهتها، قالت «القناة الإسرائيلية (12)» إن السفير الأردني لدى إسرائيل أرسل احتجاجاً شديد اللهجة على فصل مكبرات الصوت في الأقصى. ويأتي هذا الحادث في أعقاب شهر واحد من حادث آخر تسبب بتأزم العلاقات بين إسرائيل والأردن، بعد خلاف أدى إلى إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى الحرم القدسي.
وبحسب القناة، فإن الشرطة الإسرائيلية قامت بفصل مكبرات الصوت في المآذن بالحرم القدسي «حتى لا يتسبب صوت الأذان وصلاة التراويح في أول يوم من رمضان، في إزعاج المراسم الرسمية لإحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في الحروب والتي أقيمت في ساحة حائط المبكى (البراق)».
وإضافة إلى الاحتجاج الأردني، دعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، المجتمع الدولي «للتحرك الجدي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، وبالذات العدوان على المسجد الأقصى المبارك». وعدّ الناطق باسم الرئاسة «هذه الممارسات عدواناً عنصرياً على حرمة المقدسات وعلى حرية العبادة، وانتهاكاً صارخاً لمواثيق حقوق الإنسان العالمية»، محذراً من عواقب هذه السياسة العدوانية التي تنذر بتحويل الصراع إلى حرب دينية مفتوحة تقوض أركان السلم والأمن الدوليين، وهو ما تتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال بشكل كامل».
والتحذير من حرب دينية جاء أيضاً على لسان قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، الذي عدّ أن «اعتداءات الاحتلال المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، ستقود إلى أتون الحرب الدينية التي أصبحت على الأبواب، والتي لن يسلم من نارها أحد، ولن يدفع ثمنها الفلسطينيون وحدهم». وطالب قاضي القضاة المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة؛ وعلى رأسها منظمة «اليونيسكو»، بـ«اتخاذ إجراءات لحماية الأقصى، بمرافقه وباحاته كافة؛ وعلى رأسها حائط البراق، باعتبار أن هذه المؤسسة الدولية أقرت في أكثر من قرار أن (الأقصى) مكان إسلامي خالص، ولا حق لغير المسلمين فيه».
ودعا الهباش الفلسطينيين «في كل مكان القادرين على الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، للرباط فيه وإعماره خلال شهر رمضان ومساندة إخوانهم المقدسيين في حمايته والدفاع عنه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.