السعودية: «تطوير» يكمل رسم خريطة طريق لتنفيذ 11 مبادرة تعليمية خلال 5 سنوات

تشمل: المعلم والطالب والإدارة والبيئة التعليمية

اعتمد المشروع مبادرة مهمة لتعضيد العلاقة بالتعليم وتسهم في تطوير برامجه ودعم ميزانياته بإيرادات خارج ميزانية الدولية
اعتمد المشروع مبادرة مهمة لتعضيد العلاقة بالتعليم وتسهم في تطوير برامجه ودعم ميزانياته بإيرادات خارج ميزانية الدولية
TT

السعودية: «تطوير» يكمل رسم خريطة طريق لتنفيذ 11 مبادرة تعليمية خلال 5 سنوات

اعتمد المشروع مبادرة مهمة لتعضيد العلاقة بالتعليم وتسهم في تطوير برامجه ودعم ميزانياته بإيرادات خارج ميزانية الدولية
اعتمد المشروع مبادرة مهمة لتعضيد العلاقة بالتعليم وتسهم في تطوير برامجه ودعم ميزانياته بإيرادات خارج ميزانية الدولية

أكمل مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم «تطوير» برنامجه الزمني لتنفيذ 11 مبادرة تعليمية، كان التخطيط لها وتفعيلها، قد بدأ قبل أكثر من 6 أشهر، عقب صدور أمر ملكي باعتماد البرنامج التنفيذي للمشروع وتنفيذه خلال 5 سنوات بقيمة 80 مليار ريال.
وقال لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول: «إن البرنامج التنفيذي جرى إعداده بعناية شديدة، وتوزيع مخصصاته المالية وفق دراسة عميقة لتغطية محاور التعليم الأساسية (المعلم، الطالب، التنظيم الإداري، والمباني المدرسية)، وتشكيل لجنة وزارية إشرافية برئاسة وزير التربية والتعليم، وعضوية: وزير المالية، ووزير الخدمة المدنية، والدكتور مطلب النفيسة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وعقدت اللجنة اجتماعات عدة وتوصلت إلى حصيلة من المبادرات النوعية التي يجري متابعة تنفيذها بحسب البرنامج».
وأضاف «من المقرر خلال الأسابيع القليلة المقبلة الإعلان عن أكبر مبادرة لتأهيل وتدريب 25 ألف معلم ومعلمة، ضمن برنامج التأهيل النوعي للتدريب في 7 دول، هي: أميركا، بريطانيا، كندا، نيوزيلندا، أستراليا، فنلندا، وجرى اعتماد مبلغ 5 مليارات ريال للبرنامج على مدى 5 سنوات، ويهدف للتعرف على أفضل الممارسات الحديثة في المجالات التربوية والقيادية كافة، وسيكون لهذا البرنامج عوائد مباشرة على مستوى جودة التعليم، ونقل وتوطين الخبرات المتميزة في مدارس المملكة».
وتابع المصدر «كما تمكن المشروع وهو الذراع التنفيذية لوزارة التعليم من إنشاء 2000 روضة أطفال من 1500 روضة، جرى اعتمادها في جميع المناطق، ليستفيد منها نحو 150 ألف طالب وطالبة، وإحداث 3500 وظيفة معلمة رياض أطفال، وإعطاء الأولوية للمدن الصغيرة، والأحياء المكتظة وذوي الدخل المحدود».
وتحدث المصدر حول مبادرة مشروع ربط المدارس بالإنترنت، والتعليم الإلكتروني، التي خصص لها مبلغ مليار و200 مليون ريال على مدى 3 سنوات تشمل البنية الأساسية، والشبكات الداخلية للمدارس، والربط بالإنترنت، بالإضافة إلى مبلغ مليار و190 مليون ريال سنويا للمعامل، والفصول الذكية والتشغيل والصيانة، وسيجري استكمال تجهيز جميع فصول المدارس، التي تبلغ ما يقارب 250 ألف فصل، بتقنيات الفصول الذكية.
فيما تدور المبادرة الخامسة حول إنشاء مدارس متخصصة لخدمة شريحة الموهوبين والموهوبات والمتميزين، وخصص لذلك مبلغ مليار و500 مليون ريال، كما جرى إطلاق مبادرة إدارية تتعلق بتعزيز «مخصصات المدارس» لبندي المستلزمات التعليمية ونفقات النشاط الرياضي والثقافي بمبلغ 500 مليون ريال؛ ليصبح مليارا و85 مليون ريال سنويا، وهذا سيعزز إمكانات المدارس، ويضاعف ميزانياتها التشغيلية اعتبارا من العام الدراسي المقبل، وسيدعم تنفيذ أنشطة الطلاب الثقافية والمسرحية والأنشطة الرياضية، ويؤمن للمدرسة احتياجاتها الضرورية.
ولم يغفل المشروع الطلاب والطالبات ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث خصص لذلك مبادرة «مراكز الخدمات المساندة للتربية الخاصة» وجرى اعتماد مبلغ مليار و500 مليون ريال لعدد 15 مركزا؛ للمساهمة في الاكتشاف والعلاج المبكرين، ودعم مواصلة هذه الفئة الغالية دراستهم، حيث اهتم أيضا بالأسر والمجتمع عموما من خلال «مبادرة أندية مدارس الحي والأندية الموسمية»، واعتمد مبلغ 350 مليون ريال سنويا لأندية الحي لعدد 1000 ناد للبنين والبنات يستفيد منها أيضا الآباء والأمهات والمواطنون عموما لتعزيز المساهمة التربوية في خدمة المجتمع، بالإضافة إلى تخصيص 50 مليون ريال سنويا للأندية الموسمية التي تزيد على 800 ناد للبنين والبنات.
وفي خطوة غير مسبوقة، اعتمد المشروع مبادرة مهمة لتعضيد العلاقة بالتعليم وتسهم في تطوير برامجه ودعم ميزانياته بإيرادات خارج ميزانية الدولية وهي مبادرة «وقف التعليم العام» حيث جرت الموافقة على إنشاء الوقف، ويجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة على التنظيم ومن ثم عرضه على الجنة الوزارية للبرنامج؛ تمهيدا لرفعه للمقام الكريم خلال الفترة القريبة المقبلة.
وحول المبادرة للمشروع المتعلقة «بالقسائم التعليمية» ذكر المصدر أن هذه المبادرة في طور التنفيذ، حيث سيتولى القطاع الخاص تقديم الخدمة للطلاب والطالبات، وتتولى وزارة التعليم تغطية التكاليف، وتقييم مستوى الخدمة، وهي مبادرة نوعية غير مسبوقة من المؤمل أن تعزز العلاقة بالقطاع الخاص وتفتح الباب للاستثمار التعليمي، بما يسهم في رفع مستوى الجودة وتخفيض ميزانيات التعليم وتوجيهها بشكل إبداعي.
وفي الجانب القيادي والإداري، اعتمد المشروع «مبادرة المميزات الوظيفية لمديري التعليم»، وتقوم وزارة التعليم بالتنسيق مع المشروع - حاليا - والعرض على اللجنة الوزارية آليات إشغال الوظائف بالكفاءات المتخصصة وفق آلية دقيقة تضمن تعيين الأصلح والأكفأ، وهي: 5 وظائف بالمرتبة الممتازة لمديري التعليم في مناطق: الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، ومحافظة جدة، وإحداث 11 وظيفة بالمرتبة الخامسة عشرة لبقية المناطق ومحافظتي الطائف والأحساء، وإحداث 29 وظيفة بالمرتبة الرابعة عشرة لمديري التعليم في بقية المحافظات، وهي مبادرة في طريقها للتنفيذ، علاوة على برنامج تحفيز لمديري المدارس والمعلمات وهو في مرحلته النهائية.
وفي ظل الوضع التاريخي المتعلق بعدم صلاحية نسبة كبيرة من المباني التعليمية كونها مستأجرة تفتقر إلى أبسط متطلبات التعليم، فقد جاءت المبادرة الحادية عشرة تحت عنوان «مبان حديثة» لا تكتفي بما هو موجود - حاليا - من تجارب وخبرات العالم، وإنما ترتقي من حيث التصميم لتكون في مستوى ما يخطط له العالم وبما يناسب البيئات السعودية، والتخلص نهائيا من المباني المستأجرة التي تبلغ نسبتها 30 في المائة الأمر الذي يعني أن أكثر من (مليون و500 ألف طالب وطالبة) تقريبا، يدرسون في منازل بالمفهوم الحقيقي - وليست مدارس - لأنها في المجمل مبان سكنية غير مكتملة الخدمات للتعليم والتعلم، ومزاولة الأنشطة، وتفتقد كثيرا من اشتراطات الأمن والسلامة والصحة؛ ولذلك تم تخصيص مبلغ 42 مليارا و500 مليون ريال لبناء 3200 مدرسة وفق أحدث ما وصل إليه العالم، وسيجري قريبا تدشين الدفعة الأولى من المشروع وعددها 500 مدرسة، والعمل على تهيئتها وتوفير المستلزمات التعليمية لتكون بالمستوى اللائق الذي يعين على التحصيل الدراسي الجيد، وتسهم في تحفيز الطالب والمعلم والأسرة التعليمية عموما.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.