جامايكا تلجأ إلى المواهب الإنجليزية للتأهل لنهائيات كأس العالم

المنتخب المدجج بنجوم يلعبون في الخارج سيكون قادراً على تحقيق نتائج جيدة

من المتوقع أن يعلن أنطونيو نجم وستهام قريباً انضمامه إلى منتخب جامايكا (أ.ف.ب)
من المتوقع أن يعلن أنطونيو نجم وستهام قريباً انضمامه إلى منتخب جامايكا (أ.ف.ب)
TT

جامايكا تلجأ إلى المواهب الإنجليزية للتأهل لنهائيات كأس العالم

من المتوقع أن يعلن أنطونيو نجم وستهام قريباً انضمامه إلى منتخب جامايكا (أ.ف.ب)
من المتوقع أن يعلن أنطونيو نجم وستهام قريباً انضمامه إلى منتخب جامايكا (أ.ف.ب)

يقول رئيس الاتحاد الجامايكي لكرة القدم، مايكل ريكيتس، عن المناخ في وينر نيوستادت، على بُعد 30 ميلاً جنوب العاصمة النمساوية فيينا: «هذا ليس ما اعتدنا عليه، لكننا نستفيد منه إلى أقصى حد ممكن». وأضاف ريكيتس، الذي كان موجوداً مع منتخب بلاده في النمسا من أجل خوض مباراة ودية مع الولايات المتحدة الأميركية: «الطقس بارد حقاً، لكننا نتكيف مع ذلك. نحن بالطبع متحمسون للتعامل مع هذا الطقس».
وفي هذه الأوقات التي يسيطر فيها الغموض على كل شيء بسبب تفشي فيروس كورونا، وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لوائح للطوارئ تسمح بإقامة المباريات الدولية في أماكن لم يكن من المرجح إقامة المباريات بها من قبل. لذا، فإننا نرى دولتين تابعتين لـ«الكونكاكاف» (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) تلعبان في وسط أوروبا. لكن نظراً لأن كلا المنتخبين يتكون في الأساس من لاعبين يلعب معظمهم في البلدان الأوروبية، فقد يبدو الأمر منطقياً، وهو المنطق الذي ازداد قوة منذ أن وسعت جامايكا دائرة اختياراتها في الآونة الأخيرة لتضم كثيراً من اللاعبين المولودين في إنجلترا.
وتضم أحدث قائمة لمنتخب جامايكا ستة لاعبين أعلنوا رغبتهم في اللعب لمنتخب جامايكا هذا الشهر. وانضم إلى أندريه غراي، ووليام مور، وإيثان بينوك، الذين يلعبون جميعاً في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا هذا الموسم، كل من كورتيس تيلت، وويس هاردينغ، وأماري بيل. ومن المتوقع أن ينضم مزيد من اللاعبين المولودين في إنجلترا إلى المنتخب الجامايكي قريباً، ومن بين الأسماء المذكورة ديماري غراي وماسون هولغيت.
يقول ريكيتس عن ذلك: «بالتأكيد، نريد أن يلعب أفضل اللاعبين لصالحنا». وسيكون أبرز الأسماء في هذا الصدد بالطبع نجم وستهام يونايتد مايكل أنطونيو، الذي يُتوقع على نطاق واسع أن يعلن قريباً عن موافقته على اللعب مع منتخب جامايكا. يقول ريكيتس: «من المؤكد للغاية أنه سينضم إلينا. لم يوقع على المستندات الخاصة بذلك، لكننا أجرينا عدداً من المناقشات في هذا الصدد، وقد أعطى مؤشرات إيجابية على أنه يريد اللعب لجامايكا».
لقد حدث هذا الأمر من قبل أيضاً، ففي أواخر التسعينات من القرن الماضي، انضم عدد من نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك روبي إيرل وفرانك سينكلير وماركوس غايل، إلى منتخب جامايكا وقادوا منتخب بلادهم للتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وكان ذلك في مونديال 1998 بفرنسا، واحتل منتخب جامايكا المركز الثالث في مجموعته آنذاك. لقد كان ذلك بمثابة علامة فارقة في تاريخ جامايكا الرياضي وإحدى القصص المميزة في تلك البطولة. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن المنتخب الجامايكي من تحقيق نجاح مماثل.
وهناك فرصة الآن لتحقيق هذا الإنجاز مرة أخرى، خصوصاً أن جامايكا قد وصلت إلى المراحل النهائية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر، فإلى جانب الولايات المتحدة الأميركية ستكون جامايكا أحد ثمانية منتخبات تلعب 14 مباراة في التصفيات خلال الفترة بين سبتمبر (أيلول) ومارس (آذار) على أمل حجز أحد المقاعد الثلاثة المؤهلة لكأس العالم. يقول مايكل جونسون، الذي لعب 13 مباراة دولية مع منتخب جامايكا خلال العقد الأول من القرن الجديد: «إذا نجحت جامايكا في الحصول على خدمات غالبية اللاعبين الذين تستهدف ضمهم، فستصبح جامايكا فجأة أحد أقوى المرشحين للتأهل للمونديال».
ويعمل جونسون، وهو لاعب خط الوسط السابق لناديي برمنغهام وديربي كاونتي، ضمن الطاقم الفني لمنتخب إنجلترا تحت 21 عاماً، كما تولى تدريب منتخب غيانا. يقول جونسون: «دعونا نتحدث بصراحة هنا ونقول إن كرة القدم الكاريبية ليست متطورة مثل كرة القدم الأوروبية ولأسباب واضحة. الوضع المالي مختلف تماماً. والموارد من حيث البنية التحتية للملاعب والخبرات، وكل شيء يوضح أن كرة القدم الكاريبية تتخلف كثيراً عن الركب. لذلك فإن اللاعبين يضعون كل هذه الأمور في الحسبان عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالمنتخبات التي سيلعبون لها».
وفي ظل مشاركة المتخب الإنجليزي في معظم البطولات الكبرى تقريباً، يقول جونسون إنه عندما يصل اللاعب إلى السنوات الأخيرة من مسيرته الكروية وتتضاءل فرص انضمامه للعب مع المنتخب الإنجليزي، فإنه يفكر حينئذ في الانضمام لبلد آبائه أو أجداده، وتلك حقيقة واضحة للجميع. وتزداد رغبة هؤلاء اللاعبين إذا كان هناك اعتقاد - كما كان الحال في عام 1998 - بأنه يمكنهم المساعدة في تحقيق التأهل للمونديال، وهو الأمر الذي يثير ما يطلق عليه جونسون اسم «العامل التراثي».
يقول جونسون: «إنه عامل قوي للغاية. من الواضح أن اللاعبين من مواليد إنجلترا، لكنّ لديهم تراثاً يفهمونه من خلال آبائهم وأجدادهم. ولا شك أن كثيراً من هؤلاء اللاعبين يعودون إلى جامايكا أو باربادوس أو إلى أي مكان في منطقة البحر الكاريبي في الفترات بين نهاية الموسم القديم وبداية الموسم الجديد. لذا، فإنهم يدركون مدى قوة كرة القدم هناك، ومدى التأثير الذي يمكنهم تركه على ذلك البلد إذا نجحوا في تحقيق النجاح هناك». ويضيف: «الحقيقة الواضحة هي أن جامايكا لديها كثير من المواهب، وأن جامايكا تتمتع باسم كبير على الساحة العالمية. إننا نريد أن نستغل ما أنعم الله به علينا لكي نضمن تحقيقنا لنتائج جيدة وإيجابية. في الوقت الحالي، هناك عدد كبير من اللاعبين ذوي الأصول الجامايكية الذين يلعبون في الخارج، ونحن ندرك جيداً أنه يمكننا الاستفادة منهم تجارياً واجتماعياً».
من المؤكد أن كل الدول الأخرى تسعى لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من اللاعبين الذين لديهم جنسيات مزدوجة - قرار جمال موسيالا باختيار ألمانيا على حساب إنجلترا يُظهر أن هذا الأمر يحدث حتى بين البلدان التي تحتل مراكز متقدمة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأقوى المنتخبات في العالم. ومع ذلك، فبالنسبة لدولة صغيرة مثل جامايكا، فإن الاستفادة من القوة الحالية للاعبين الذين يلعبون في إنجلترا يمكن أن تكون لها فوائد تتجاوز مجرد التأهل لنهائيات كأس العالم في قطر.
ويرى البروفسور سيمون تشادويك، وهو مدير الرياضة الأوروبية الآسيوية بكلية إمليون للأعمال ومراقب لكيفية تفاعل الرياضة مع السياسة العالمية، أن ضم منتخب جامايكا للاعبين مثل أنطونيو وغيره ستكون له فوائد واضحة حتى خارج الملعب. يقول تشادويك: «كرة القدم الجامايكية قادرة على تعزيز سمعتها وصورتها من خلال الربط بينها وبين الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتمتع بمكانة كبيرة في عالم كرة القدم. هذا النوع من الجاذبية هو ما يدعم القوة الناعمة التي تشكل الطريقة التي يراك بها الآخرون».
ويضيف: «على هذا النحو، فإن المنتخب الجامايكي المدجج بالنجوم الذين يلعبون في الخارج سيكون قادراً على تقديم أداء يتسم بالمهارة والقوة ويحقق نتائج جيدة، وهو الأمر الذي سيجذب الرعاة والشركاء التجاريين ويحقق عائداً مالياً كبيراً في نهاية المطاف. كما أنه سيساعد أيضاً في بناء تفاعل قوي مع الجماهير في الخارج، وهو ما سيؤدي إلى إنشاء قاعدة جماهيرية مخلصة وإعطاء قيمة كبيرة للاتحاد الجامايكي لكرة القدم. قد يسخر البعض من مثل هذا المنطق، لكن هذه هي طبيعة الاقتصاد الجيوسياسي الجديد لكرة القدم، حيث أصبح هناك ارتباط وثيق بين المال والسياسة والهوية والرياضة».
وإذا نجح هؤلاء اللاعبون المولودون في إنجلترا في قيادة منتخب جامايكا إلى التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة بقطر في ديسمبر (كانون الأول) من العام المقبل، فإن ريكيتس يعتقد أن كرة القدم الجامايكية ستشهد تطوراً هائلاً وأوقاتاً مثيرة خلال الفترة المقبلة، قائلاً: «إذا كتب لنا التأهل إلى نهائيات كأس العالم - ونحن واثقون من أننا سنفعل ذلك - فسيكون لهذا تأثير كبير على حياة كل جامايكي».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.