قائد القوات الإسرائيلية في الجنوب يستبعد حرباً على غزة هذا العام

رغم التدريب المقبل في قبرص والأضخم للجيش

قائد القوات الإسرائيلية في الجنوب يستبعد حرباً على غزة هذا العام
TT

قائد القوات الإسرائيلية في الجنوب يستبعد حرباً على غزة هذا العام

قائد القوات الإسرائيلية في الجنوب يستبعد حرباً على غزة هذا العام

على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يجري استعدادات وتدريبات مكثفة، فاجأ قائد كبير فيه، بالتصريح بأن احتمالات نشوب حرب في السنة الحالية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، تبدو ضعيفة، قياساً باحتمالات نشوب حرب كهذه في العام الماضي.
وقال قائد ألوية الجيش الإسرائيلي في محيط قطاع غزة، العميد نِمرود ألوني، في تصريحات لموقع «واللا» الإخباري: «لا أرى أي سبب عقلاني للحرب، لكن غزة تبقى غزة. وآمل ألا نرتكب أخطاء تكتيكية». وأضاف: «ما يهمني هو، إذا كان قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، سيغير شيئاً من سلوكه، أم لا. إن كان يشعر الآن بأنه مهدد ويولي أهمية أكبر للهدنة، أم أنه سيتجه إلى أماكن أخرى. وأقدر أنه ما دام لم تنتهِ الانتخابات في السلطة الفلسطينية، فإننا لن نرى شيئاً ما غير مألوف، خصوصاً أن حماس تبدو ملجومة ومرتدعة». وسئل عن حركة «الجهاد الإسلامي»، فقال إن بهاء أبو العطا، الذي كان يعد «العبوة المتفجرة»، خرج من المعادلة، بعد أن تلقت الحركة ضربة شديدة في عملية «حزام أسود» (التي تم فيها اغتيال أبو العطا). وأضاف أن الحركة استخلصت الدروس، وأدركت أنها ليست جيدة بإطلاق المقذوفات بعد أن سقط 50 في المائة منها في أراضيها، وأنها ليست مؤهلة لتنفيذ غزوات أيضاً. وتابع أن «مستوى سيطرة حماس مرتفع جداً. ولا خيار آخر أمام الجهاد. فهي ضعيفة»، على حد قوله.
وسئل عن التخوفات في الجيش الإسرائيلي من استخدام الفصائل الفلسطينية لطائرات مسيرة متقدمة، فأجاب ألوني: «أبحث في عالم الطائرات المسيرة، وقذائف الهاون وهجمات (قوات) النخبة في حماس. هذا ما يقلقني. ونحن نعرف كيف نرصد ونحيد طائرة مسيرة. والمرحلة المقبلة هي تحييد مسيرة تصطدم بمسيرة أخرى». وشدد ألوني على أن المدى البحري هو التحدي الأكبر اليوم، في إشارة إلى قوات الكوماندوس البحري التابعة لـ«حماس»، لافتاً إلى أن «هذا أشبه ما يكون بنفق مفتوح. لكن بحوزتنا خطة كاملة حيال مسارات الهجمات. فإذا دخلوا من البحر فسيكون ذلك مثل الدخول إلى منطقة إبادة. ستنتظرهم هناك الدبابات وسلاح الجو».
وأكد ألوني أن «حماس» لم توقف عمليات حفر أنفاق، فقسم منها كان لأهداف دفاعية في عمق قطاع غزة، والقسم الآخر يتجاوز السياج الأمني المحيط بالقطاع ويدخل العمق الإسرائيلي. ووفقاً لتقديراته، فإن «حماس» ستحاول في الحرب المقبلة، أن تفاجئ الجيش الإسرائيلي وتتخذ قراراً بتنفيذ هجمات تجبي ثمناً باهظاً من القوات الإسرائيلية، ومحاولة أسر جنود. ولكنه أضاف: «يتعين على العدو أن يحتك مع جمع معلومات ونقاط مراقبة، وهذه ليست لبنان التي تسير فيه داخل الأعشاب الشائك، هو يسير هنا على سطح الأرض. ولا توجد حدود في العالم يتم الدفاع عنها أكثر من الحدود مع قطاع غزة».
وتوقع ألوني أن «حماس» ستتحدى الجدار الذي بنته إسرائيل تحت الأرض وفوقها، في مناطق حول القطاع، مستدركاً أنه «حتى الآن لم نرَ مؤشراً على ذلك. وكنت في النفق الذي اكتشفناه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وينزل عشرات الأمتار في العمق. نحن نجري الدراسات والتدريبات فيه، ووجدنا هناك ألواح إسمنت على الأرض. وهذا يدل على أنهم لم يحاولوا إنزال مقاتلين. ومع ذلك، نرى ورشات حفر تعمل بشكل جنوني. قسم دفاعي، وقسم آخر يتقدم نحونا».
يذكر أن الجيش الإسرائيلي سيجري تدريباً عسكرياً ضخماً يستمر لمدة أسبوع، في قبرص، خلال أشهر الصيف المقبل، وقالت القناة السابعة التابعة للمستوطنين إن التدريب في قبرص، سيكون أضخم تدريب عسكري يجريه الجيش الإسرائيلي خارج البلاد. وأضافت أن التدريب جزء من مناورة الحرب الشاملة، التي تحاكي وقوع حرب متعددة الجبهات، على الجبهة الشمالية، والجنوبية (غزة)، والضفة الغربية. وستشارك فيه قوات من النظامي والاحتياط، بالإضافة إلى قوات من سلاح الجو. وأشارت إلى أن هذا التدريب هو جزء من تدريب طويل يطلق عليه اسم «شهر الحرب»، ويستمر أربعة أسابيع، غالبيتها في إسرائيل وأسبوع منها في قبرص، والذي سيحدد موعده رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي لاحقاً.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.