«صندوق تحوط» يثير قلقاً في الأسواق

TT

«صندوق تحوط» يثير قلقاً في الأسواق

تباينت حركة مؤشرات الأسهم العالمية الكبرى أمس، بين مكاسب قوية في أوروبا عدا قطاع البنوك، وتراجع أميركي. وفتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على تراجع، الاثنين، بعد زيادة في الجلسة السابقة؛ إذ قالت بنوك عالمية إنها تواجه خسائر محتملة بسبب تخلف صندوق تحوط عن سداد طلبات لتغطية الهامش.
وهوى سهم «كريدي سويس» في أوروبا عقب تحذير من خسائر «كبيرة» بسبب التخارج من مراكز بعدما تعثر صندوق تحوط مقره الولايات المتحدة في سداد طلبات تغطية الهامش. وفقد سهم البنك السويسري 9.5 في المائة بعد أن قال إن صندوق تحوط لم يسمه تخلف عن سداد طلبات تغطية الهامش من جانب «كريدي سويس» وبنوك أخرى الأسبوع الماضي.
وصعد مؤشر «داو جونز الصناعي» 14.7 نقطة بما يعادل 0.04 في المائة إلى 33087.55. وفتح مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» على تراجع 5.2 نقطة أو 0.13 في المائة إلى 3969.31 نقطة، ونزل مؤشر «ناسداك المجمع» 34.8 نقطة أو 0.26 في المائة إلى 13103.971 نقطة.
وفي أوروبا، اقتربت الأسهم من مستويات قياسية بفضل التفاؤل حيال تعافي الاقتصاد العالمي، وارتفع مؤشر «ستوكس 600 الأوروبي» 0.3 في المائة، مقتفياً أثر المكاسب في آسيا مع تنامي ثقة المستثمرين بشأن التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة «كوفيد19» بقيادة الولايات المتحدة.
وتخلف المؤشر عن نظيره في الولايات المتحدة في الأشهر الستة الماضية بسبب إغلاقات جديدة في القارة وبرنامج تطعيم أبطأ من المتوقع، مما أضر بالتوقعات الاقتصادية لأوروبا.
وارتفع مؤشر «داكس» الألماني 0.6 في المائة لأعلى مستوى على الإطلاق بعدما أظهرت بيانات أن الأرباح السنوية للشركات الصناعية الصينية ارتفعت في أول شهرين من 2021 مما يبرز انتعاش القطاع الصناعي.
ونزل سهم «هوغو بوس» 0.7 في المائة؛ إذ تأثر بيت الأزياء الألماني بمقاطعة منظمة من شخصيات شهيرة وعملاء من الصين بسبب اتهامات الغرب بشأن العمل القسري في شينجيانغ.
وفي آسيا، أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع الاثنين وسط تفاؤل حيال نتائج شركات محلية وتعاف اقتصادي في الولايات المتحدة، لكن حد من المكاسب القلق إزاء إعلان شركة السمسرة «نومورا هولدنغز» عن احتمال خسارة ملياري دولار. وصعد «نيكي» 0.71 في المائة إلى 29384.52 نقطة، في حين زاد مؤشر «توبكس الأوسع نطاقاً» 0.46 في المائة إلى 1933.34 نقطة بعدما مُني بخسائر في وقت سابق.
ونزل سهم «نومورا هولدنغز»؛ كبرى شركات السمسرة اليابانية، 16.33 في المائة بعد أن حذرت الشركة من خسائر محتملة لوحدة أميركية تابعة لها. وتسبب سهم «نومورا» في أكبر ضرر لمؤشر «توبكس»، بينما فقد سهم «ميتسوبيشي يو إف جيه فايننشال غروب» 1.84 في المائة، و«سوميتومو ميتسوي فايننشال غروب» 1.07 في المائة، ليضغطا على المؤشر أيضاً.
من ناحية أخرى، تقدمت أسهم شركات التكنولوجيا؛ إذ قفز سهم «طوكيو إلكترون» 3.32 في المائة، وصعد سهم «أدفانتست» 2.6 في المائة، وزاد سهم «سوني» 1.75 في المائة.
وقال شيجيتوشي كامادا، مدير عام إدارة البحوث في «تاشيبانا سيكيورتيز»: «يشتري المستثمرون أسهم الشركات، لا سيما المصنعين الذين يستفيدون من تعافي الاقتصاد العالمي، وتلك التي يتوقع أن ترتفع مكاسبها في السنوات المقبلة».



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.