مصادر أمنية يمنية تحذر من تمادي «القاعدة» بسبب وجود «الحوثيين»

«اللقاء المشترك» يرحب بموقف دول مجلس التعاون الخليجي

مصادر أمنية يمنية تحذر من تمادي «القاعدة» بسبب وجود «الحوثيين»
TT

مصادر أمنية يمنية تحذر من تمادي «القاعدة» بسبب وجود «الحوثيين»

مصادر أمنية يمنية تحذر من تمادي «القاعدة» بسبب وجود «الحوثيين»

رحب مصدر في أحزاب «اللقاء المشترك» باليمن بمشروع القرار الذي تقدمت به دول مجلس التعاون الخليجي إلى مجلس الأمن الدولي، أمس، بشأن التطورات الجارية.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القرار «يؤكد فهم دول المجلس لطبيعة الأوضاع القائمة في اليمن والمخاطر التي تنطوي على سيطرة جماعة مسلحة على السلطة، وهي المخاطر التي تمس اليمن ودول المنطقة على حد سواء». وأشارت مصادر سياسية في صنعاء إلى أن «الحوثيين يواصلون التأكيد على عدم اكتراثهم بما يصدر من قرارات أممية أو دولية، ويواصلون تعزيز وجودهم على الأرض، وهم الحاكم الآمر الناهي في اليمن، حاليا». وبشأن الحوار الجاري برعاية أممية، أكد المصدر في «المشترك» أن أحزاب التكتل «ليست ضد الحوار، لكن الحوار الذي لا توجد على طاولته بنادق لفرض الإملاءات والشروط والأمر الواقع».
وذكر المصدر أن «جماعة الحوثي لا يمكن أن تنصاع إلا لضغوط دولية، وربما تحاول أن تجعل من صنعاء ورقة مساومة جديدة لصالح إيران في حوارها مع المجتمع الدولي بشأن قضايا المنطقة وبالأخص برنامجها النووي»، حسب تعبير المصدر.
وتقدمت دول مجلس التعاون الخليجي بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي اعتبر ما قام به الحوثيون في اليمن انقلابا على الشرعية الدستورية. ويطالب المشروع بسحب ميليشيا الحوثيين من العاصمة والمحافظات وتسليم الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من معسكرات الجيش، إضافة إلى معالجات تضمنها مشروع القرار للوضع اليمني بصورة كاملة.
في هذه الأثناء، أكدت مصادر أمنية يمنية، لـ«الشرق الأوسط»، أن سيطرة عناصر تنظيم القاعدة على معسكر تابع للجيش في محافظة شبوة بجنوب شرقي البلاد مؤشر خطير ولم يحدث طوال السنوات الماضية للصراع مع عناصر التنظيم المتشدد. وأضافت المصادر أن «هذه هي بوادر قطف ثمار الفوضى التي أدخل الحوثيون اليمن فيها، وسيطرتهم بالقوة المسلحة على المعسكرات والألوية العسكرية، وهو ما أفقد قوات الجيش العزيمة العسكرية والولاء الوطني، بعد أن باتت كل المعسكرات تهتف باسم (السيد) عبد الملك الحوثي، والحكام الجدد».
وسيطر مسلحو «القاعدة» على معسكر اللواء 19 مشاة في شبوة، وأظهرت صور نشرها التنظيم على شبكة الإنترنت النيران وهي تشتعل داخل المعسكر الذي كسته شعارات الجماعة المتشددة. كما بينت الصور عددا من الجنود الذين قال التنظيم إنهم أسرى لديه.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».