حزب إسلامي يتهم المعارضة بـ«بيع أسرار الجزائر للأجانب»

تزامناً مع متابعات جديدة في صفوف نشطاء الحراك

جانب من تظاهرات الحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائر أول من أمس (رويترز)
جانب من تظاهرات الحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائر أول من أمس (رويترز)
TT

حزب إسلامي يتهم المعارضة بـ«بيع أسرار الجزائر للأجانب»

جانب من تظاهرات الحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائر أول من أمس (رويترز)
جانب من تظاهرات الحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائر أول من أمس (رويترز)

اتهم رئيس حزب إسلامي، مقرب من الرئاسة الجزائرية، قطاعاً من المعارضة، بـ«بيع أسرار الوطن على مائدة حلوى بمقرات سفراء بلدان أجنبية في الجزائر». وفي غضون ذلك، يقف خمسة نشطاء بالحراك الشعبي الجزائري غداً أمام النيابة، للرد على تهمة «التحريض على تجمهر غير مرخص»، وذلك على أثر اعتقالهم بالعاصمة، أول من أمس، بمناسبة المظاهرات الأسبوعية.
وقال عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني» ذات التوجه الإسلامي، أمس، خلال تجمع لمناضلي حزبه بشرق البلاد، إن «بعض النخب تتردد على السفارات لبيع بلدهم بثمن بخس. لكن نقول لهم إن البلاد لا تباع، وليست لها بورصة تشترى فيها لأنها وديعة الشهداء». من دون توضيح من يقصد، لكن فهم اتهامه على أنه مصوب لقطاع من أحزاب المعارضة، ذات التوجه العلماني، التي أعلنت مقاطعة انتخابات البرلمان المبكرة، المقررة في 12 من يونيو (حزيران) المقبل.
كانت قيادتا «حزب العمال» و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، قد نشرتا في اليومين الماضيين صوراً لهم مع سفراء أجانب، زاروهم للحديث عن أوضاع البلاد، وربما كان بن قرينة يشير إليهم باتهاماته، حسب مراقبين.
وأكد بن قرينة أن «بعض النخب تنتقص من مؤسسات الجمهورية، وتتآمر على الجيش، وتطعن فيه في بيوت السفراء»، مشيراً إلى أن «البعض يدفع بالشعب للخروج إلى الشارع، بغرض تفجير ثورة جياع»، ويقصد بذلك خطاباً حاداً وجهته المعارضة للحكومة، بسبب تراجع القدرة الشرائية بشكل كبير، زيادة على ندرة المواد الغذائية الأساسية وارتفاع أسعارها. وأضاف بن قرينة، أن حزبه «ملتف حول الجيش الشعبي الوطني، سليل جيش التحرير الوطني، ويدافع عن الوحدة الترابية للبلاد، وعن مؤسسات الدولة ويصون الاستقرار، ويعمل على تمتين الجبهة الداخلية».
ويعطي القانون النيابة صلاحية استدعاء أي شخص، يصدر عنه اتهام ببيع أسرار البلاد، أو التخابر مع جهة أجنبية، أو التآمر على الجيش، حتى يقدم ما يملك من معطيات بهذا الخصوص. وكان تبون قد اتهم الصحافي مراقب «مراسلون بلا حدود»، خالد درارني، بـ«التخابر مع السفارة الفرنسية»، العام الماضي، عندما كان في السجن، رغم أن ملفه القضائي لم يتضمن هذه التهمة.
إلى ذلك، قالت «اللجنة الوطنية للإفراج عن معتقلي الحراك»، على حسابها بشبكة التواصل الاجتماعي، أمس، إن الناشطين الخمسة المتابعين قضائياً، هم محمد تاجديت، الشهير بـ«شاعر الحراك»، الذي سبق أن قضى فترة في السجن بسبب أشعاره التي تهاجم السلطة، وطالب الجامعة عبد النور أيت سعيد، والناشطون بالحراك نبيل بوسكين وأبو حفص الهلالي، ولعموري بولعميدي.
وحسب ناشطين، فقد اعتقلت قوات الأمن 170 متظاهراً يوم الجمعة في مناطق متفرقة من البلاد في آخر النهار. فيما استعملت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع في وهران، كبرى مدن الغرب، لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بالاختناق. لكن أفرج عن غالبية المعتقلين مع بداية الليل، بعد ساعات من الاحتجاز الإداري بمقرات الشرطة. ويرى نشطاء أن السلطات «تلجأ إلى العنف بشكل غير مبرر»، طالما أن الاحتجاجات، حسبهم، محافظة على طابعها السلمي منذ بدايتها قبل أكثر من عامين، علماً بأن دستور البلاد يكفل حق التظاهر السلمي في الشارع.
كان الرئيس عبد المجيد تبون، قد أكد في عدة مناسبات أن استمرار المظاهرات المعارضة له «أمر لا يقلقه». وقد تعالت أصوات في المدة الأخيرة من داخل الحراك وخارجه تطالب باختيار ممثلين له للتحاور مع السلطة. لكن هذه الفكرة تلقى تحفظاً شديداً لدى غالبية النشطاء، الذين يطالبون الحكومة بـ«إظهار حسن نية»، قبل الحديث عن أي حوار، ويكون ذلك بتوقيف الاعتقالات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.