ياسمينا لـ«الشرق الأوسط»: أصبت بضغط نفسي كبير بسبب تهجم أحلام.. ومحظوظة بوجود نجوى كرم

الموهبة المصرية في «أراب غوت تالنت» شاهدها أكثر من 17 مليون شخص على «يوتيوب»

ياسمينا أثناء أداء إحدى أغانيها في «أراب غوت تالنت»
ياسمينا أثناء أداء إحدى أغانيها في «أراب غوت تالنت»
TT

ياسمينا لـ«الشرق الأوسط»: أصبت بضغط نفسي كبير بسبب تهجم أحلام.. ومحظوظة بوجود نجوى كرم

ياسمينا أثناء أداء إحدى أغانيها في «أراب غوت تالنت»
ياسمينا أثناء أداء إحدى أغانيها في «أراب غوت تالنت»

قالت المشتركة المصرية في برنامج «أراب غوت تالنت» ياسمينا، إن فنانين كثرا أثنوا على موهبتها الغنائية، إلا أن من تأثّرت بثنائه هي المطربة اللبنانية نجوى كرم. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد فوجئت بردّة الفعل التي لاقيتها إثر ظهوري على مسرح (أراب غوت تالنت)، فلقد انهمرت عليّ الثناءات من كل مكان، ومن بينها تلك التي صدرت عن الفنان هاني شاكر والملحن حلمي بكر، إلا أن الكلمات الجميلة التي زوّدتني بها شمس الأغنية اللبنانية بعد الوصلة التي قدّمت فيها أغنية (ألف ليلة وليلة) للراحلة أم كلثوم في حلقة نصف النهائي، لا يمكن أن أنساها أبدا وستبقى ترنّ في أذني طول العمر». وكانت الفنانة نجوى كرم الداعم الأكبر لها بين أعضاء لجنة الحكم في البرنامج المذكور قد قالت لها: «شوفي شكلك هلّا وأتمنى أن تحفظيه على المرآة، فهذا الخجل الجميل الواثق، ضلّي حافظتيه طول عمرك حتى ما يصيبك الغرور وتبقي ناجحة».
والمعروف أن ياسمينا شكّلت حالة فنيّة فريدة من نوعها إثر إطلالتها الأولى في برنامج المواهب «أراب غوت تالنت»، فقد تجاوز عدد مشاهديها الـ17 مليون شخص تابعوها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا «يوتيوب» منها. كما أنها أشعلت حربا كلامية على تلك المواقع بين الذين يؤيّدونها والعكس. ولعلّ أهمّها كان الذي جرى ما بين المطربة نجوى كرم (عضو لجنة التحكيم في البرنامج) والمطربة الإماراتية أحلام. فهذه الأخيرة أقامت الدنيا ولم تقعدها عندما غرّدت على حسابها الخاص عبر موقع «تويتر» بأن صوت ياسمينا مستعار وليس فيه أي إحساس. فردّت عليها نجوى كرم وبصورة غير مباشرة في البرنامج عندما قالت متوجهة بالقول إلى ياسمينا: «يا بنتي الأصلي أصلي، والمستعار مستعار».
وعلّقت ياسمينا في سياق حديثها لنا على هذا الموضوع بالقول: «أرى أنه من الطبيعي أن تنقسم الآراء حول موهبتي الغنائية وسط كلّ هذا الإعجاب الذي حققته، وأن يكون هناك أشخاص لهم رأي مخالف». وتابعت: «بالفعل، لقد أصبت بضغط نفسي كبير جدا وعملت بتوتر وجهد معا، وهرب النوم من عيني لأيام متتالية، ولكني تماسكت بعدها، ولحسن حظي أن هناك المطربة نجوى كرم تقف إلى جانبي، فكانت أهمّ حافز لي لأستمر بثبات». وعن الشخص المقرّب منها الذي تثق بآرائه وتأخذ بها أجابت: «أعتمد في اتخاذ قراراتي على التشاور مع والدي وأسرتي، إضافة إلى أستاذي الموسيقي المايسترو سليم سحاب، وهذا الأخير رافقني في مشواري الفني منذ صغري».
وعن علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما أنها لعبت دورا كبيرا في انتشارها عربيا وعالميا، أجابت: «على الرغم من أهمية هذه المواقع وفعاليتها في تحقيق شهرة كبيرة لكثيرين من الناس، ولكنها تبقى سيفا ذا حدّين. فأنا شخصيا لحقتني نارها بمجرد ظهوري في البرنامج فوجئت بأن هناك الكثير من الحسابات الشخصية والصفحات التي تم فتحها من خلال تزوير اسمي. بعضها تحدّث بلساني وأغضب الكثيرين مني كونها تعمّدت الإساءة إليهم مباشرة، أو لشعب ودين معيّنين. فيما آثر بعضها الآخر التهكم على شخصيات فنية وغيرها، الأمر الذي تسبب بغضب الكثيرين مني مع الأسف. وهنا أريد أن أؤكّد أنه ليس لدي سوى صفحة (فيسبوك) خاصتي (yasminaalelwany)، التي أتابع من خلالها تعليقات ورسائل المعجبين بي. كما أن حساباتي الأخرى سواء على (تويتر) أو (إنستغرام) أو قناتي على (يوتيوب)، فجميعها مسجلة على صفحتي هذه». أما الموسيقى الشبابية التي تستمع إليها من وقت لآخر كغيرها من أبناء عمرها، فهي كما ذكرت لنا تتنوّع ما بين الحديث أو القديم منها، وقالت: «أحبّ الاستماع إلى جميع أنواع الموسيقى لأن في ذلك إفادة كبيرة لي، كما أن أبناء جيلي برأيي هم متذوقون جيّدون للفن عامة، وهذه سمة نلحظها جميعا نحن أبناء هذا الجيل».
سألتُ ياسمينا كيف يمكن أن تتخيّل ردّ فعل الراحلة أم كلثوم لو قدّر لها والتقتها؟ فردّت بحماس: «أتخيّل لو كانت ما زالت على قيد الحياة لكانت دعمتني بقوة لأصبح فنانة محترمة أسير على خطاها، فسيدة من هذا الوزن تمثّل العظمة والرقّة معا لا يمكنني إلا أن أتخيّلها هكذا». وعن الأحلام التي تراودها في مجال الفن ردّت بالقول: «تختصر أحلامي في عبارة واحدة، وهي أن أصبح من كبار المطربين في العالم العربي، فأنا أنوي تقديم الأغاني الهادفة والمتميزة مما يجعل اسمي محفورا في تاريخ الغناء. فأنا أحلم بالمساهمة في ارتقاء الأغنية العربية إلى الأفضل، وخاصة أنني أنتمي إلى جيل حديث مختلف تماما عن الأجيال الماضية».
وعن البرامج التلفزيونية التي تتابعها حاليا أجابت: «في طبيعة الحال كوني دخلت مجال الغناء، فأنا متابعة جيدة للبرامج التي تدور في فلك الأغنية عامة».
أما عن إمكانية التوفيق ما بين دراستها والفن معا فقالت: «في استطاعتي التوفيق ما بين هذين المجالين بشكل جيّد، فبرأيي أنه على الفنان أن يكون مثّقفا لأن ذلك يفيده في مهنته، فيكون صاحب رسالة فعّالة وكاملة». وعن الاختصاص الذي ترغب في دراسته في المستقبل، قالت: «في الحقيقة أرغب في أن أدرس أصول الموسيقى وأتخصص بها لصقل موهبتي، كما تراودني الرغبة أيضا في التخصص بمجال الإعلام».
ولكن ماذا تشعر ابنة الـ15 ربيعا عندما تقف على المسرح وتشهد تصفيق جمهور كبير لها؟ تردّ: «في كلّ مرة أقف فيها على المسرح أشعر بسعادة كبيرة، ولكني في الوقت نفسه أحسّ بأن مسؤوليتي أصبحت أكبر أمام هذا الجمهور الذي يثق بموهبتي وصوتي، فلذلك قبيل اعتلائي المسرح بشكل عام أقوم بتمرينات مكثّفة، لأكسب رضا الجمهور مرة جديدة».
والمعروف أن والد ياسمينا هو الذي اكتشف موهبتها منذ نعومة أظافرها، إذ كان يلاحظ حبّها للغناء أثناء وجودها في المنزل، فكان يطلب منها أن تغني أمام الأقارب والأصدقاء في مناسبات عدة. وعندما صارت في الحادية عشرة من عمرها، ألحّ عليها أن تتعلّم أصول الغناء، وجاءتها تلك الفرصة عندما أعلن المايسترو سليم سحاب في إحدى الصحف، عن رغبته في إضافة أصوات جديدة إلى فريق الكورال للأطفال التابع له. أعجب المايسترو بصوت ياسمينا وقدّمها كمغنية منفردة (سوليست) في أول حفلة غنائية أدارها. ومن ثم تبنى موهبتها فصارت ترافقه في غالبية حفلاته الموسيقية، إلى حين بلوغها الخامسة عشرة عندها قدّمها مع ألمع نجوم الغناء مختتما بغنائها حفلة أقيمت في دار الأوبرا المصرية. تكرّرت إطلالات ياسمينا بعدها في حفلات أخرى، كالتي شاركت فيها في قاعة المؤتمرات في جامعة القاهرة.
وعن كيفية تلقفها الموافقة على مشاركتها في برنامج «أراب غوت تالنت»، وتحقيقها كل هذا النجاح أجابت: «كانت سعادتي لا توصف عندما تم قبولي في البرنامج، لأنه يشكّل نافذة مهمة للوصول إلى جمهور عريض. هذه المشاركة كانت العلامة الفارقة في حياتي كلّها، وأستطيع القول إن كلّ ما تمكنت من تحقيقه حتى اليوم يعود للناس الذين ساندوني وأعجبوا بموهبتي، أفلا يقولون إن الفنان يصنعه الجمهور؟».



ورد الخال لـ«الشرق الأوسط»: عالم «السوشيال ميديا» لا يشبهنا

تأسف لغياب الدراما المحلية الى حدّ كبير (ورد الخال)
تأسف لغياب الدراما المحلية الى حدّ كبير (ورد الخال)
TT

ورد الخال لـ«الشرق الأوسط»: عالم «السوشيال ميديا» لا يشبهنا

تأسف لغياب الدراما المحلية الى حدّ كبير (ورد الخال)
تأسف لغياب الدراما المحلية الى حدّ كبير (ورد الخال)

قد تكون الممثلة ورد الخال من بين الفنانين القلة الذين يحظون بمحبة غالبية اللبنانيين، ويعدّونها وجهاً قريباً إلى قلوبهم، ونموذجاً للمرأة اللبنانية الأنيقة بحوارها وإطلالتها وتمثيلها.

أخيراً، خاضت ورد الخال تجربة التقديم في «مهرجان الزمن الجميل». وقفت على المسرح تشارك في إحياء واحدة من الحفلات الفنية التي يترقبها كثر. تحدثت بنبرتها المتزنة، وقدّمت ضيوفها من الجيل الذهبي. صبرت وحافظت على هدوئها خلال مواقف تقول إنها جرحتها، فأكملت مهمتها على المستوى المطلوب، لا سيما أن المكرّمين هم من عمالقة الفن الجميل، ويتملّكها انبهار الأطفال تجاه بعضهم، ممن كانت تسمع بهم ولم تتعرف إليهم من قبل. وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عشت حالة تأثر كبيرة وأنا أراقب ضيوف الحفل يتوالون على المسرح. وفي الكواليس كنت أستمتع بسماع أصوات أصيلة، فيما اليوم أصوات النشاز تسود. فهؤلاء يمثلون جيلاً تعب واجتهد ولم يستسهل الأمر أو يسخّفه».

وخلال تكريم الراحل فادي إبراهيم، لم تستطع كبت دموعها فبكت تأثراً.

تعتب على تصرّف الإعلامية يولا سليمان خلال {مهرجان الزمن الجميل} (ورد الخال)

تصف ورد الفنانين المكرمين بأنهم كانوا متعبين ولكنهم فرحون بهذه المبادرة تجاههم. «كنت أراهم وأتخيل نفسي بعمرهم في الوقت نفسه. ولكن فكرة القائم بهذا الحفل ومنظمه دكتور هراتش ساغبزاريان تشعرنا بالفخر. فهو يطمئنهم لأنه يعرف كيفية تقدير مشوارهم. هذه الشعلة التي رفعها دكتور هراتش من الضروري أن تستمر وتبقى. إنها بلسم لجراح فنانين كثيرين».

تؤكد الخال، أنها شعرت أحياناً بالغصة لرؤيتها فنانين تقدموا بالسن وصاروا بالكاد يستطيعون السير على أقدامهم. «عشت لحظات انفعال كبيرة، حاولت السيطرة على مشاعري. فكانوا يحملون مشوارهم وإنجازاتهم وبالوقت نفسه غدر الزمن بهم. ولكن ما كان يواسيني هو رؤية الفرحة على وجوههم».

شهد الحفل تكريمات لفنانين مصريين وسوريين ولبنانيين. ومن بين هؤلاء الممثل صلاح تيزاني الذي تعثّر وهو يعتلي المسرح، فصفق له الحضور احتراماً. كذلك تم تكريم الإعلامية المخضرمة يولا سليمان. فحصل بينها وبين ورد الخال نوع من الصدام الصامت، إثر تجاوزها الوقت المحدد للتكلم على المسرح. وتخبرنا الخال: «لطالما كنت أتابع هذا النوع من الحفلات وأشاهد أشخاصاً يطيلون الحديث إثر تكريمهم ويضطر المقدم إلى مقاطعتهم. حاولت أن أنبهها إلى ذلك لنحو ثلاث مرات، ولكنها لم تكترث للأمر وواصلت الكلام. حصل هرج ومرج وخسرت سليمان فرصة إيصال رسالتها. كنت أتمنى لو أنها تفاعلت معي ولم تتجاهلني. لقد احترمتها وقدّرت معاناتها بكل تهذيب. وكان من الأجدى أن ترد علي باحترام بدل أن ترميني بنظرات جانبية. فإعلامية بمستواها وقدرها من المفروض أن تتمتع باللياقة. ولا أنكر أني (زعلت منها) ولكنني لم أظهر ذلك».

تنتقد ورد الخال عالم السوشيال ميديا: «لا يشبه الناس الذين نلتقيهم على الطرقات. هو عالم افتراضي غير حقيقي ومهما بلغت شهرة أحد الـ(تيكتوكرز) فهناك أعداد من الناس لا تعرفهم. وبرأيي أنها تجارة رائجة، ويبيعوننا سلعاً لا معنى لها. فنحن اليوم نعيش زمن الربح السريع والغاية تبرر الوسيلة. أشعر بالأسف لأجيال شابة متأثرة بهم. فما نخوضه اليوم عبر هذا العالم بعيد كل البعد عن الرقي».

ورد الخال خلال تقديمها حفل {مهرجان الزمن الجميل} ({الشرق الأوسط})

تقول إن أحلى ثناء تتلقاه هو عندما يؤكد لها أحدهم أنها أمام الكاميرا وخلفها تبقى هي نفسها وحقيقية. «لا أحب الغش والتزييف، ومرتاحة مع نفسي. فإذا قمت بغير ذلك أتعب. لا أكذب بتاتاً، كوني لست مضطرة لذلك. بعضهم قد يكّون أفكاراً مغلوطة عني بسبب أدوار ألعبها، لكنهم عندما يتعرفون إلي عن قرب يدركون العكس. فكوني ممثلة علي التنويع في أدواري».

يبلغ مشوار ورد الخال في عالم التمثيل نحو 30 عاماً، ولا تزال حتى اليوم تستقطب شرائح اللبنانيين من أعمار مختلفة. فهي تتمتع بأسلوب تمثيلي محترف بحيث تستطيع إقناع المشاهد تلقائياً، بالشخصية التي تلعبها. وتعلّق: «منذ 30 عاماً أحاول بناء اسمي على قواعد وركائز متينة. فمجالنا صعب، ولذلك كنت منذ بداياتي منضبطة، وأمشي نحو هدفي بخطوات واثقة».

سبق وخاضت ورد الخال تجربة تقديم مشابهة. «يومها قدمت حفل (مس إيليت) في ثنائية مع المنتج غازي فغالي. ولكن هذه المرة تختلف كثيراً عن الأولى، لا سيما أنها تحمل المحتوى الغني والهدف السامي. وهنا لا بد من توجيه تحية لمنتج الحدث رالف معتوق. فهو الجندي المجهول الذي يقف وراء أعمال تلفزيونية وفنية ناجحة جداً».

عشت حالة تأثر كبيرة بتكريم فادي إبراهيم... والدراما المحلية ما عادت موجودة!

من ناحية ثانية، تقلل ورد الخال من إطلالاتها الدرامية. وكان أحدثها مشاركتها في مسلسل «للموت 3» بشخصية كرمى التي لاقت نجاحاً كبيراً. فهل هناك أيضاً من يحاول إزاحة ممثلين أكفاء عن الواجهة والاستعاضة عنهم بما يشبه زمن السوشيال ميديا؟ ترد: «أكيد هناك من يرغب بذلك ويطبّقه على أرض الواقع. ولكننا نعاني أيضاً من شحّ في الأعمال الدرامية. ومع الأسف صار يمكننا القول إن الدراما المحلية ما عادت موجودة. فالوضع غير سليم بتاتاً، وغير مقبول. في المقابل يخسر التلفزيون مكانته يوماً بعد يوم، إذ تحول الناس إلى المنصات الإلكترونية. وهناك ممثلون انتظروا الدور المناسب والكاتب البارع كي تبرز مهاراتهم. كنا على مستوى هذا التحدي، ولكن التحدي بحد ذاته لم يكن جاهزاً لملاقاتنا». وتكمل ورد الخال حديثها معتبرة أن الوقت يمر وأن ممثلين شباباً ومحترفين لا يزالون مهمشين لأسباب معروفة. وتختم: «هذا المجال بات يشبه النظام السياسي بحيث يعمل ضد الشعب ورغباته».