تركيا ترفض الانتقادات الدولية لسعيها إلى حل حزب موالٍ للأكراد

النائب عمر فاروق جرجلي أوغلو (بالقناع الأزرق) يتوسط زملاء له في «حزب الشعوب الديمقراطي» بعد أن جرده البرلمان من مقعده (أ.ب)
النائب عمر فاروق جرجلي أوغلو (بالقناع الأزرق) يتوسط زملاء له في «حزب الشعوب الديمقراطي» بعد أن جرده البرلمان من مقعده (أ.ب)
TT

تركيا ترفض الانتقادات الدولية لسعيها إلى حل حزب موالٍ للأكراد

النائب عمر فاروق جرجلي أوغلو (بالقناع الأزرق) يتوسط زملاء له في «حزب الشعوب الديمقراطي» بعد أن جرده البرلمان من مقعده (أ.ب)
النائب عمر فاروق جرجلي أوغلو (بالقناع الأزرق) يتوسط زملاء له في «حزب الشعوب الديمقراطي» بعد أن جرده البرلمان من مقعده (أ.ب)

دعت تركيا، اليوم (الخميس)، الدول الأجنبية إلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية بعدما حذّرت واشنطن أنقرة من مغبة حظر أكبر حزب تركي مؤيد للأكراد، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان النائب العام التركي قد قدّم، أمس (الأربعاء)، إلى المحكمة الدستورية التماسا يطالب فيه بحل حزب «الشعوب الديمقراطي» على خلفية شبهات بارتباطه بالأكراد.
وجاء في القرار الاتهامي الصادر عن المدعي العام والواقع في 609 صفحات أن حزب الشعوب الديمقراطي يشكل تهديدا «لوحدة أراضي الدولة غير القابلة للتقسيم»، مطالبا بمنع 600 عضو في الحزب من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن حل حزب «الشعوب الديمقراطي» سيؤدي إلى «مزيد من تقويض الديمقراطية في تركيا».
وردّت وزارة الخارجية التركية على الموقف الأميركي بالقول إن تصريحات «دول» لم تسّمها «لا تتوافق مع مبدأ سيادة القانون»، وأضافت: «ندعو الدول التي تتجرّأ على التدخّل في شؤوننا الداخلية إلى احترام الإجراءات القضائية التي تقوم بها المحاكم المستقلة».
وتوجّه حكومات غربية انتقادات لتركيا تتضمّن تشكيكا في استقلالية قضائها. وتطاول الاتّهامات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتعيين مقرّبين منه في السلك القضائي واستغلاله إياهم لإسكات المعارضين منذ الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا عام 2016.
وتستهدف السلطات التركية خصوصا حزب «الشعوب الديمقراطي» الذي تتّهمه بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشنّ منذ العام 1984 تمردا مسلحا أوقع عشرات آلاف القتلى، والذي تصنّفه تركيا وحلفاؤها الغربيون «منظمة إرهابية».
ومنذ 2016، أوقف المئات من أعضاء الحزب وتم تبديل العشرات من رؤساء البلديات التابعين له في جنوب شرقي تركيا حيث يشكل الأكراد غالبية.
وبعد محاولة الانقلاب عام 2016، شن إردوغان حملة قمع واسعة استهدفت حزب «الشعوب الديمقراطي» بشكل كبير وزُج بزعيمه صلاح الدين دميرتاش في السجن، رغم الانتقادات الأوروبية.
وجاء في القرار الاتهامي للنائب العام أن حزب الشعوب الديمقراطي مرتبط «عضويا» بحزب العمال الكردستاني.
والأربعاء، أطلق رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين التون تغريدة جاء فيها أن «الارتباط العضوي بين حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني حقيقة لا جدال فيها».
ووفي اليوم نفسه أبطل البرلمان نيابة فاروق جرجرلي أوغلو، العضو في الحزب، على خلفية الحُكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف بتهمة «الدعاية الإرهابية» في إطار قضية فتحت إثر نشره تعليقا على مواقع التواصل الاجتماعي تضمّن تقريرا إخباريا يحض الحكومة على اتّخاذ خطوة نحو التوصل إلى سلام مع حزب العمال الكردستاني.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».