الهزيمة المدوية أمام أتليتكو تزلزل أرجاء الملكي في أسوأ بداية بعام 2015

جماهير ريـال مدريد غاضبة من عدم تأثر اللاعبين بالخسارة والاحتفال بالرقص والغناء في عيد ميلاد رونالدو

أحزان رونالدو بعد الهزيمة أمام أتليتكو لم تستمر سوى لحظات حيث أقام احتفالا كبيرا بعيد ميلاده (أ.ف.ب)
أحزان رونالدو بعد الهزيمة أمام أتليتكو لم تستمر سوى لحظات حيث أقام احتفالا كبيرا بعيد ميلاده (أ.ف.ب)
TT

الهزيمة المدوية أمام أتليتكو تزلزل أرجاء الملكي في أسوأ بداية بعام 2015

أحزان رونالدو بعد الهزيمة أمام أتليتكو لم تستمر سوى لحظات حيث أقام احتفالا كبيرا بعيد ميلاده (أ.ف.ب)
أحزان رونالدو بعد الهزيمة أمام أتليتكو لم تستمر سوى لحظات حيث أقام احتفالا كبيرا بعيد ميلاده (أ.ف.ب)

خلفت الهزيمة المدوية والتاريخية التي تجرعها فريق ريـال مدريد أمام جاره أتليتكو مدريد برباعية نظيفة في المرحلة 22 من مسابقة الدوري ردود فعل كبيرة في الوسط الكروي الإسباني الذي أجمع الكثير من خبرائه على أن النادي الملكي يمر بأسوأ مراحله التاريخية منذ بداية عام 2015 بعد أن اختتم العام الماضي الحقبة الأفضل له بالتتويج بلقب بطولة كأس العالم للأندية وتحقيق رقم قياسي في عدد الانتصارات المتتالية.
واحتلت الهزيمة المدوية صدر صفحات الصحف اليومية في إسبانيا الصادرة أمس، والتي أشادت جميعها بأداء حامل اللقب أمام الفريق المتصدر لجدول الترتيب في الموسم الحالي.
«علقة كروية ساخنة»، كان هذا هو العنوان الذي وضعته صحيفة «الموندو» على رأس صفحتها الرئيسية لوصف مباراة ديربي العاصمة الإسبانية التي جمعت بين الفريقين على ملعب فيسينتي كالديرون معقل أتليتكو.
وأضافت صحيفة «الموندو» التي تصدر في مدريد: «أتليتكو مدريد حطم ريـال مدريد.. لقد أجهز عليه تماما بالاستحواذ على الكرة وتناقلها حتى الوصول إلى مرمى إيكر كاسياس الذي افتتح المباراة بخطأ ساذج».
وقالت صحيفة «البايس»: «متصدر الترتيب بلا أنياب.. لقد استسلم أمام منافس استثنائي يجيد اللعب عن طريق الأجناب».
وملأت الصحف سواء الموالية لريـال مدريد أو تلك الموالية لبرشلونة جنبات صفحاتها بنتيجة المباراة (4 / صفر) بخط عريض، كما قامت بتحليل المباراة من مختلف وجهات النظر.
وأشادت صحيفة «ماركا» التي تصدر في العاصمة مدريد بالسمات الفنية الراقية للاعبي أتليتكو مدريد الذي يقوده فنيا المدرب الأرجنتيني دييغو سيموني.
وتابعت «ماركا» قائلة: «هزيمة مذلة لريـال مدريد الذي يثير الشفقة.. سيميوني يعطي درسا لأنشيلوتي».
ومن ناحية أخرى انهالت صحيفة «أ س» الموالية لفريق ريـال مدريد بالنقد اللاذع على الفريق الملكي، وقالت: «أتليتكو مدريد يصنع المجد وسفينة ريـال مدريد تغرق.. كالديرون شهد مهرجانا تهديفيا تاريخيا».
ولم تفوت صحيفة «سبورت» الموالية لبرشلونة الفرصة في أن تنكأ جراح الغريم التاريخي لفريقها المفضل: «ريـال مدريد يخسر بوابل من الأهداف ويتجرع مذلة الهزيمة».
وعلى ما يبدو أن درجات الحرارة المنخفضة التي قاربت من الصفر المئوية في ملعب فيسنيتي كالديرون ساعدت على إصابة أداء فريق ريـال مدريد بالتجمد أمام منافسه أتليتكو صاحب الأرض الذي ارتفعت حرارته من حناجر الجماهير التي تهتف له.
وكان أتليتكو هو الفريق الأفضل وتمكن بعد هذا الفوز الكبير من إشعال الصراع على لقب بطولة الدوري الإسباني مرة أخرى كما أزال الستار مجددا عن أوجه القصور الضخمة التي يعاني منها فريق المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي في مباريات الكلاسيكو المدريدي.
ولم يكتف الفرنسي كريم بنزيمه مهاجم ريـال مدريد بعد المباراة بتقديم اعتذار رسمي لجماهير فريقه وحسب، بل اعتذر لزملائه في الفريق أيضا.
وشكل البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الفريق الملكي العائد مجددا للمشاركة في المباريات بعد أن قضى عقوبة الإيقاف لمباراتين، مثالا حيا للحالة المتدنية التي كان عليها فريقه في المباراة، حيث لم يكن قادرا على اختراق دفاعات الفريق المنافس طوال اللقاء الذي لن يسقط من ذاكرة جماهير الناديين قبل وقت طويل.
وزاد من غضب جماهير الريـال عدم تأثر رونالدو وزملائه بالهزيمة حيث أشارت صحيفة «أس» إلى أن النجم البرتغالي دعا بعد ساعات قليلة من اللقاء جميع لاعبي النادي الملكي وجهازه الفني لحضور إقامة حفل عيد ميلاده الـ30، والذي شهد تفاعل بعض اللاعبين مثل مارسيلو وكيلور نافاس وخاميس رودريغيز مع الأجواء الاحتفالية الكبيرة ومشاركتهم في الغناء.
لكن على العكس قال داني كارفخال مدافع ريـال مدريد في تصريحات لشبكة «كنال بلوس» الإسبانية: «أولا علينا الاعتذار للجماهير لأننا لم نكن على المستوى المطلوب.. وعلينا أن ننسى هذه المباراة سريعا والتفكير فيما هو قادم».
وأضاف: «الدقائق الـ30 الأولى كانت الأسوأ بإهداء الفرص للفريق المنافس في الوقت الذي عجزنا فيه عن تحقيق ذلك لأنفسنا.. علينا أن ننسى هذه الهزيمة رغم الألم الكبير الذي سببته».
ومن جانبه أوضح كارلو أنشيلوتي قائلا: «إزالة نتيجة 4 / صفر من الذاكرة لن يكون سهلا بالنسبة لأي أحد.. لعبنا المباراة بعد أسبوع كامل من الجدال الذي اندلع في كل مكان عن الخشونة التي ينتهجها لاعبو فريق أتليتكو مدريد.. لا نشعر بالخوف».
ورغم تصريحات أنشيلوتي التي اتسمت بالشجاعة، تمكن أتليتكو مدريد من إرهاب غريمه التاريخي صاحب العدد الأكبر من البطولات والتأييد الجماهيري الطاغي في العاصمة مدريد التي تجمع مقر الناديين، منذ الثانية الأولى لانطلاق المباراة ولكن ليس بواسطة الخشونة والعنف بل على العكس تماما بفضل الأداء الفني الراقي وكرة القدم الجميلة التي قدمها.
وأضاف أنشيلوتي: «التشكيل كان الأكثر منطقية ووضوحا ولكن المباراة هي التي جرت على نحو غير طبيعي بالإضافة إلى الأداء الهزيل وافتقاد الروح العالية للاعبين ولنا جميعا».
ولم يتفق بنزيمه الذي انضم إلى قائمة نجوم ريـال مدريد الذين تواروا إلى الظل خلال المباراة بفضل التفوق الكبير للفريق صاحب الأرض، مع ما ذهب إليه مدربه بأنه وزملاءه افتقدوا الروح العالية والرغبة في تحقيق الفوز، وقال: «الناس قد تقول إننا افتقدنا الرغبة ولكن هذا ليس صحيحا».
وكانت المقصورة الرئيسية لملعب فيسنتي كالديرون تعكس مجريات اللقاء بدقة بالغة، حيث جلس إنريكي سيريثو رئيس أتليتكو تعلو قسمات وجهه ابتسامة خفيفة بجانب فلورينتيو بيريز رئيس ريـال مدريد الذي كان يشيح بناظريه عن الملعب من وقت لآخر كما لو كان لا يرغب في متابعة ما يجري داخله.
وامتد الحلم المزعج لريـال مدريد حتى الـ45 دقيقة الثانية من اللقاء، حيث أخفق الفريق الذي لعب المباراة وهو يعاني من غياب الكثير من عناصره الرئيسية، في إيجاد الصيغة المناسبة لتصحيح الأوضاع في ظل غياب توني كروس وايسكو اللذين يخضعان هذه الأيام لحصص تدريبية خاصة في قاعة اللياقة البدنية.
وذكرت صحيفة «أ س» في تحليل لها أن النادي الملكي يمر بأسوأ مراحله بعد أن اختتم العام الماضي الحقبة الأفضل له.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن ريـال مدريد وصل إلى النقطة 39 في صراعه على لقب البطولة في سبتمبر (أيلول) الماضي وتلقى هزيمتين فقط حتى ذلك الحين أمام كل من أتليتكو مدريد وريـال سوسيداد.
وقالت «أ س» في تقريرها إن ريـال مدريد حقق 6 انتصارات في دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي محرزا 16 هدفا، إلا أن هذا لم يحل دون إقصائه بشكل سهل من بطولة كأس ملك إسبانيا على يد جاره أتليتكو مدريد.
ورغم فوز الفريق الملكي ببطولة كأس السوبر الأوروبي إثر تغلبه على منافسه إشبيلية، أخفق الفريق صاحب الألقاب العشرة لبطولة دوري أبطال أوروبا في الفوز ببطولة كأس السوبر المحلية التي اقتنص لقبها أتليتكو مدريد أيضا. وأوضحت الصحيفة أن نتائج ريـال مدريد كانت رائعة حتى ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد أن حقق 24 فوزا وتعادلين وتلقى 3 هزائم وسجل 94 هدفا بواقع 25.‏3 هدف في كل مباراة.
ولم تفلح النتائج الطيبة التي حققها الفريق الملكي في 2014 في دفعه للمضي على نفس النهج في 2015، حيث شهد العام الحالي تغيرا جذريا في الأرقام والنتائج فقد فاز الريـال بـ5 مباريات وتلقى هزيمتين أمام أتليتكو مدريد في بطولتي الدوري والكأس وأخرى أمام فالنسيا في مسابقة الدوري. وبالإضافة إلى هذا، انخفضت معدلات تهديف الفريق إلى النصف تقريبا لتصبح 88.‏1 هدف في كل مباراة (17 هدفا)، كما زاد معدل استقبال الأهداف بواقع 44.‏1 (13 هدفا).



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».