وزير الخارجية التركي لـ«الشرق الأوسط»: نحتاط لانتقال الإرهاب من سوريا والعراق إلينا

مولود جاويش أوغلو قال إن العلاقة مع إسرائيل يمكن أن تعود إلى طبيعتها.. ومع إيران جيدة إلا في الشأن السوري

مولود جاويش أوغلو
مولود جاويش أوغلو
TT

وزير الخارجية التركي لـ«الشرق الأوسط»: نحتاط لانتقال الإرهاب من سوريا والعراق إلينا

مولود جاويش أوغلو
مولود جاويش أوغلو

رأى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن العلاقات الإسرائيلية - التركية يمكن أن تعود إلى طبيعتها، لكنه لم يتوقع حصول انفراجات قريبة في هذا المجال.
وكرر الوزير التركي تمسك بلاده بشروطها الثلاثة لإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها، معتبرا أنه إذا أكملت الدولة العبرية تنفيذ الشروط التركية فيمكن عودة هذه العلاقات إلى طبيعتها، لكنه لم يتوقع أن تقدم الحكومة الإسرائيلية على أي خطوة الآن بسبب اقتراب الانتخابات الإسرائيلية. أما عن العلاقة مع إيران فوصفها بعلاقة جيرة منذ عصور، لكنه أشار إلى الاختلاف مع طهران في الملف السوري بسبب «النظرة المذهبية لإيران في هذا الملف، ولكن في موضوع غزة وفلسطين فتفكيرنا واحد، وتفكيرنا بموضوع (داعش) أيضا واحد».
ورأى جاويش أوغلو، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن الحل السياسي ممكن في سوريا شرط رحيل الرئيس السوري بشار الأسد «لأنه فقد كل شرعيته»، رابطا هذا الحل بضرورة «تنظيف سوريا والعراق من كل المجموعات الإرهابية الموجودة فيها»، معتبرا أنه «يجب أن تكون هناك قوى عسكرية على غرار البيشمركة لحل عسكري يقضي بتنظيف المنطقة من القوى الإرهابية في العراق». ورأى أنه يجب أن يكون الحكم بسوريا حكما وطنيا شاملا يحتضن كل فئات الشعب السوري.
ونفى بشدة الاتهامات الموجهة إلى بلاده بدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا والسماح بدخول المقاتلين الأجانب إليها، مؤكدا أن هناك 10 آلاف شخص مُنعوا من الدخول إلى تركيا بسبب هذا الموقف، وقبضنا تقريبا على نحو 100 شخص لديهم نوايا من هذا النوع وطردناهم، أغلبيتهم كانوا من الأشخاص الذين يحاولون أن يتسللوا للدخول إلى سوريا من الأراضي التركية، وبعضهم مقاتلون أجانب حاولوا التسلل إلى تركيا من سوريا.
ولم يستبعد جاويش أوغلو انتقال الإرهاب إلى بلاده، قائلا «نحن جيران للعراق وسوريا، والمشاكل الموجودة في سوريا متوقع أن تنتقل إلى تركيا، ونحن عبر السنين عانينا كثيرا من مشاكل الإرهاب، ونعلم كم هو مؤلم وصعب هذا الموضوع، لذلك نحن أخذنا احتياطاتنا اللازمة وعلينا أن نكون متأهبين لحدوث مثل تلك الأمور». وفي ما يأتي نص الحوار:

* ماذا تبقى من سياسة «تصفير المشاكل» التي سعى إليها رئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو عندما كان في منصب وزير الخارجية.. وهل هذه السياسة قابلة للاستمرار في ظل الوضع القائم في دول الجوار؟
- سياستنا الخارجية لها أسس متينة وسليمة كما يعلم الجميع، وهي سياسة متفرّعة ومتنوعة لكنها دائما تحمل قيم الإنسانية في أسسها، وهذا الشيء يأتي ضمن أول مرحلة بسياستنا، وبدأنا نذهب إلى الحلول بشكل مباشر وسريع. كما تعلم، المنطقة مليئة بالمشاكل والأزمات الكبيرة، ونحاول جاهدين للوصول إلى حلول لتلك المشاكل التي تعيشها المنطقة، لذلك في هذا الوقت العصيب علينا أن نقول «للصواب صواب» و«للخطأ خطأ».
مبادئنا وفلسفتنا في السياسة الخارجية لا يمكن أن تتغير على الإطلاق. استنادا للوضع الراهن في العالم، حسب المشاكل التي تتعرض لها المنطقة، يمكن أن تكون هناك بعض التحديثات أو بعض التغيرات التي يمكن أن تطرأ على سياستنا، لكن الأسس والقيم تبقى كما هي، وعلينا أن نواكب العصر.
الاجتماع الأخير الذي حصل مع الدبلوماسيين في تركيا، أي سفراء الدول التركية في كل أنحاء العالم، كان اجتماعا كبيرا جدا، وكان العنوان الأساسي الذي يتضمنه اللقاء هو التالي «سياستنا الخارجية.. سياسة تركيا في الخارج كيف ستكون». نعم هناك تغيرات، مثلا علاقتنا مع العراق فيها تغيرات، فسياسة (رئيس الوزراء العراقي السابق نور) المالكي كانت تودي بالعراق إلى مشاكل كبيرة جدا وكنا رافضين الفكرة، لكن الحكومة العراقية الجديدة اليوم فتحت صفحة جديدة ونحن منطلقون معها ونتعامل مع بعضنا بعضا. نحن لم نغير نظرتنا إلى العراق، لأن محبتنا موجودة وثابتة للعراق، لكن بسبب تغيير الحكومة فيها وتغيير نظرتها فنحن تأقلمنا ومستمرون في علاقتنا معهم. إذا كان السؤال عن التغيير من هذه الناحية، نعم هذا هو التغيير الذي عشناه.
* وما مصير علاقتكم مع إسرائيل؟
- إذا رغبت أن تعرف علاقتنا مع إسرائيل كيف يمكن أن تكون فنحن رأينا ثابت، وهناك بعض الأسس والأمور التي نريد أن تتحقق، وفي حال تحققت هذه الأمور فيمكن أن ترجع سياستنا مع إسرائيل إلى الأمور الطبيعية العادية التي كانت من قبل، وشروطنا مهمة جدا وهي تتعلق بغزة وفلسطين.
* ما هي الشروط التي تتمسكون بها، وتلك التي أنتم مستعدون للنقاش حولها؟
- وضعنا 3 شروط أساسية لتتحسن علاقتنا مع إسرائيل وهي: الاعتذار عن حادثة السفينة (التركية) مرمرة (التي هاجمتها القوات الإسرائيلية لدى محاولتها خرق الحصار الإسرائيلي على غزة مما أدى إلى مقتل نحو 17 تركيا) وهو أهم شرط من شروطنا.. فقد كنا نريد اعتذارا بشكل رسمي، وقد تحقق. كما طلبنا تعويضات لعائلات الأشخاص الذين قتلوا في هذه الحادثة الأليمة، وهو أمر قيد النقاش.. وطبعا طالبنا برفع الحصار عن غزة والمدن الفلسطينية التي تتعرض إلى مآس كبيرة جدا. هذه هي الشروط الثلاثة التي طالبنا بها، وقلنا للإسرائيليين إننا يمكننا أن نتعاون معهم من أجل هذه الأمور.
* إلى أي شيء أفضت المحادثات التي جرت مع الإسرائيليين؟
- كانت هناك محادثات كثيرة بشأن هذا الموضوع بين البيروقراطيين والدبلوماسيين، لكن لم نسمع أي جواب (سلبي أو إيجابي) من الحكومة الإسرائيلية، ونحن شروطنا باقية كما هي، وإذا تفاهمنا على هذه الشروط الثلاثة التي طالبنا بها أعتقد أن الأمور يمكن أن تكون كما كانت عليه وأن تستمر معهم في ظل هذه الشروط.
* وهل تتوقعون شيئا قريبا في هذا الإطار؟
- أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية مضغوطة وتفكر بأمور أخرى الآن قرب الانتخابات الإسرائيلية، وأعتقد أنهم بهذا الموضوع لن يخطو أي خطوة.
* فلنعد إلى سياسة «صفر مشاكل»، كيف يمكن لكم أن تعودوا إليها وعلاقاتكم بدول الجوار مهتزة إلى هذا الحد؟
- هي أحد الأسس المتينة التي تشكل سياستنا الخارجية، كما أنه وقت وضعنا الدستور التركي كانت لمؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك جملة مهمة كثيرا قال فيها «سلام في الوطن سلام في العالم». ولهذا فنحن في علاقتنا الخارجية هناك نقطة مهمة كثيرا وهي تصفير المشاكل مع كل دول الجوار التي تحيط بنا، بمعنى ألا نخلق مشكلة بل نحلها، ولا نكتسب أعداء بل نكتسب أصدقاء، ولكن مع كل هذه المبادئ والقيم لا يكفي أن تنظر للموضوع بمنظارك لأن الظروف مختلفة، كما سبق أن ذكرت في موضوع العراق، ومثلا علاقتنا مع اليونان فيها بعض المضايقات ولكن منذ 5 أو 6 سنوات نحن مستمرون في علاقتنا معهم ونحاول دائما المضي إلى الأمام.
وكما تعلمون فإنه قبل كل هذه المشاكل وقبل حصول الثورة السورية، كانت علاقتنا جيدة جدا مع سوريا و(الرئيس السوري بشار) الأسد، لكن المسؤول عن هذه التطورات المؤسفة التي حدثت في سوريا بشار الأسد، لذلك نهاية ما وصلنا إليه مع سوريا سببه تصرفات الأسد، ونحن علاقتنا وصداقتنا مع سوريا باقية ولا توجد فيها أي مشكلة، ولكن استنادا إلى تصرفاته الخاطئة أصبحت علاقتنا معها كما هي اليوم.
* ماذا عن إيران؟
- نحن وإيران أصدقاء وجيران من عصور، لكن في موضوع سوريا يمكن أن ننظر للموضوع بنظرة مختلفة، لأن عندهم مشاكل تتعلق بالمذاهب والطوائف الموجودة، ولكن بموضوع غزة وفلسطين فتفكيرنا واحد، وتفكيرنا بموضوع «داعش» أيضا واحد لن يتغير، وعلاقتنا مع دول الجوار كلها وبلغاريا جيدة جدا ولا توجد فيها أي مشاكل، ومع أرمينيا نريد أيضا تطوير علاقتنا، ونحن خطونا خطوة إيجابية بهذا الموضوع لكننا لم نلق أي رد من قبلهم، ونريد أن نصفّر كل المشاكل والأزمات مع الجوار، ولكن هذا لا يعني أننا سنتفاهم بشكل مطلق معهم، هذا موجود ومبدأ لكن ليس دائما تأخذ نتيجة إيجابية من الطرف الآخر، فالموضوع لا يتعلق بنا فقط، نحن مبادئنا وفلسفتنا بهذا الموضوع واحدة ولا يمكن أن نتراجع عنها وستبقى كما هي.
* كيف ترون الحل في سوريا؟
- الوضع في سوريا كل يوم يزداد سوءا وهو ذاهب باتجاه الهاوية، ومع الأسف النظام السوري مستمر بقتل شعبه بشكل وحشي، تقريبا 250 ألف شخص قتلوا نتيجة هذه الهجمات، ومن جهة أخرى هناك الإرهابيون مثل «داعش» و«النصرة» وميليشيات مختلفة.
للأسف هناك 11 مليون مواطن سوري تشردوا من بلدهم، وذهبوا إلى بلاد مجاورة أو نزحوا إلى مناطق أخرى داخل سوريا، وقسم كبير منهم جاءوا إلى تركيا، وكانوا بالتالي مبتعدين عن بيوتهم ومدينتهم، وحلب تتعرض لهجمات كبيرة جدا والوضع يذهب إلى الأسوأ.
* هل ما زال الحل السياسي ممكنا في سوريا؟
- نعم يمكن الحل في سوريا إذا كان هناك قرار حازم بهذا الموضوع وثبات في الآراء المتخذة، وفورا يجب أن يتم التبديل السياسي الموجود في الحكم بسوريا، بمعنى آخر أن يذهب الأسد، لأنه فقد كل شرعيته، وطبعا تنظيف سوريا والعراق من كل المجموعات الإرهابية الموجودة فيها. هنا أقصد أنه يجب أن يكون هناك حل سياسي، وبنفس الوقت يجب أن تكون هناك قوى عسكرية لحل عسكري يقضي بتنظيف المنطقة من القوى الإرهابية.
يجب أن يكون الحكم بسوريا حكما وطنيا شاملا يحتضن كل فئات الشعب السوري، وأتمنى أن يرجع الـ11 مليون مواطن إلى مدنهم وقراهم، ويتحقق الأمن والاستقرار الذي تعدهم به الحكومة، ولكن بالأساس وأهم شيء أن يتم التبديل السياسي الموجود بالحكم. وبالوقت نفسه يجب تقوية كل الجهات الأمنية والعسكرية الموجودة في سوريا من أجل تنظيف المنطقة من القوى الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية.
* من المقصود بالقوى على الأرض؟
- مثلا بالعراق الحكومة الجديدة أتت، ويوجد بالشمال البيشمركة، هم كقوى أمنية يمكن أن يدافعوا عن البلد ويسهموا في الحفاظ على أمنه أو أمن المنطقة المقيمين بها، لأنه في الوضع الراهن لا يوجد جيش رسمي للعراق، ومع الأسف فإنه كما تعلمون «داعش» ما زال يسيطر على 30 في المائة من الأراضي العراقية، وطبعا عندما يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في سوريا فيجب أن يكون هناك جيش وجهات أمنية تابعة لهذه الحكومة ليتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، وفعليا على الأرض ليس هناك سوى الجيش الحر وهو قوى تابعة للائتلاف السوري. والائتلاف هو القوة الشرعية الموجودة في سوريا، وجميع الدول الحلفاء صادّقت على هذا الشيء، للحفاظ على وحدة الأرض السورية والحفاظ على الأمن والاستقرار السوري، فهناك ضرورة لتقوية الجيش.
* أي جيش؟
- مساندتنا للجهة التي اسمها الجيش الحر، وهي الجهة الرسمية التي تمثل الشعب السوري والكل يعترف بها، وأقصد هنا مساعدات لوجيستية ومساعدات إنسانية، ونتحادث مع أميركا من أجل تدريب وتطوير المقاتلين بالجيش الحر، ونقوم بهذا الشيء بكل وضوح وشفافية أمام الجميع، وإذا كان النظام يرى أن الجيش الحر إرهابي، فنحن لا نراه إرهابيا. أما إذا كان يقصد بالإرهابيين «داعش» و«النصرة» وغيرهما من المجموعات المشابهة فنحن أيضا نعتبرهم إرهابيين أيضا، ونحارب ضدهم. لكن النظام في البداية لم يعتبرهم إرهابيين بل كان يتواصل معهم.
* أنتم متهمون بأنكم كنتم أول من دعم هذه المجموعات التي تسمونها الآن إرهابية؟
- هذا كلام النظام السوري، ومن الطبيعي أن يتحدث نظام الأسد عن أننا نؤيد الإرهاب، لأنه في الواقع ساقط في مستنقع، لذلك من الطبيعي أن يتكلم كثيرا ويتهمنا بذلك، لكننا لا يمكن أن نؤيد الإرهاب أيا كان نوعه، ولا نسمح للإرهابيين بالدخول من بلدنا إلى سوريا، أو من سوريا إلى تركيا، ونرفضهم مطلقا، وعندنا رأي موحد ودقيق بهذه الفكرة أي المقاتلين الأجانب الذين يأتون من غير دول فنحن ضدهم أيضا.
هناك 10 آلاف شخص مُنعوا من الدخول إلى تركيا بسبب هذا الموقف، وقبضنا تقريبا على نحو 100 شخص لديهم نوايا من هذا النوع وطردناهم، أغلبيتهم كانوا من الأشخاص الذين يحاولون أن يتسللوا للدخول إلى سوريا من الأراضي التركية، وبعضهم مقاتلون أجانب حاولوا التسلل إلى تركيا من سوريا للرجوع إلى الدول التي ينتمون إليها، وتسللوا من خلال طرق غير نظامية فتم القبض عليهم ورحلناهم. نحن في تركيا لا يمكن أن نتواصل مع أي جهة إرهابية أو أن نجلس على الطاولة مع أي جهة إرهابية، بل نحن ضد كل القوى الإرهابية المذكور اسمها، لأنه ليس هناك إرهاب مفيد، فنحن ضد كل الإرهابيين مهما كلف الأمر.
* هل تخشون أن تصاب تركيا بنار الإرهاب من دول الجوار؟
- نحن جيران للعراق وسوريا، والمشاكل الموجودة في سوريا متوقع أن تنتقل إلى تركيا، ونحن عبر السنين عانينا كثيرا من مشاكل الإرهاب ونعلم كم هو مؤلم وصعب هذا الموضوع، لذلك أخذنا احتياطاتنا اللازمة وعلينا أن نكون متأهبين لحدوث مثل تلك الأمور «لا سمح الله». ونعلم أن الموضوع مرير، لكننا دائما ضد الإرهاب، لذلك علينا أن نقف بجانب جيراننا بالمنطقة في مواجهة الإرهاب. لا يمكن أن نسامح أو نغض النظر عن المجموعات المتطرفة أو الإرهاب، لأنهم بالنسبة لنا يشكلون خطورة كبيرة.
* علاقاتكم مع الدول العربية أصبحت سيئة عموما في الفترة الأخيرة، هل من مساع للإصلاح؟
- العرب المسلمون هم إخوتنا كما تعلمون، هذه هي نظرتنا وهذا إيماننا، وهناك مشاركة في الأقدار، فقدرهم قدرنا، وقدرنا قدرهم. أمنهم واستقرارهم يعني أمننا واستقرارنا، وكنا دائما على صلة قريبة ومتعاونين مع كل الدول، لكن بسبب الحادثة التي حصلت في مصر، و«الانقلاب» على السلطة الشرعية، فإن ذلك أدى إلى بعض الخلافات مع بعض الدول العربية الصديقة، لكننا لسنا ضد مصر، والشعب المصري أخ لنا، لكننا ضد «الانقلاب» وضد تفكير الحكومة المصرية الحالية، وضد تفكيرها بأنه يجب إعدام الأشخاص بهذه الطريقة. ونحن ضد الإرهاب الحاصل بمصر اليوم، كما أننا ضد كل الحركات الإرهابية. مصر دولة جدا مهمة للدول العربية وللشرق الأوسط وأفريقيا، ولكل المنطقة، وجغرافيا هي دولة جدا مهمة، ومهمة لنا ولفلسطين، لذلك يهمنا أن تكون مصر دولة قوية ومستقرة أمنية. لذلك نحن ضد «الانقلاب» الذي أدى إلى زعزعة الأمن المصري، لكن وقوفنا ضد هذه الحادثة التي حصلت في مصر لا يعني أننا ضد الشعب المصري. حالة عدم الاستقرار التي تعيشها مصر تؤثر على ليبيا أيضا، وللأسف الدول التي تؤيد الحكومة المصرية لها تأثيرات سلبية أيضا على ليبيا.
وعندما نقول هذا الشيء بشكل صريح وواضح فإن بعض الأشخاص ينزعجون منا، ونحن لا يمكن أن تكون عندنا أي مشاكل مع مصر أو أي مشكلة مع أي دولة أخرى، لكننا بصراحة لسنا مع حكومة السيسي. وفي حكم السيسي لا يوجد أمن واستقرار في مصر، والاقتصاد متأثر أيضا، وينهار إن لم تساعدهم الدول الأخرى 10 أيام، وهذا يؤدي إلى مشكلة كبيرة جدا في العالم العربي.
لنفرض أن الدول التي تساعد مصر أصبح فيها تغيير سياسي أو بأي شكل من الأشكال، وانقطعت المساعدات لمصر.. فماذا سيصبح وضعها؟ مصر تمر بوضع صعب جدا لا تحسن فيه أن تحكم نفسها بنفسها، وإذا أخذت الحكم بالقوة ولم تترك للشعب الفرصة لأن يحل مشاكله بنفسه فإن النتيجة مع الأسف ستؤدي لهذا الوضع.
هناك أشخاص طالبوا بالحرية وبعض المطالب الشرعية لهم، لكنّهم تعاملوا معهم كإرهابيين، وبصراحة هذا هو الشيء الذي نحن ضده، لأنه لا الدين ولا الإنسانية يسمحان بأن يتعامل مواطنون سلميون بهذه الطريقة، ويتم النظر إليهم على أنهم إرهابيون، وهذا ما نرفضه. نحن دائما نقول للغربيين ألا يقوموا بتشكيل صلة ما بين الإسلام والإرهاب، وكان جوابهم غريبا، إذ إن بعض القياديين نتحادث معهم بشكل كبير، لكننا كدولة إسلامية نضعهم في لائحة الإرهاب، والسؤال يكون: كيف يمكن أن نفسر لهم هذا الموضوع؟ لكننا لم نستطع أن نعطيهم جوابا عن هذا السؤال. فأي شخص لا يتوافق مع تفكيرهم يضعونه مباشرة بلائحة الإرهاب. وهذا يؤدي إلى أزمة بهذه الدولة والمنطقة الموجودة فيها للأسف. لكن كل الدول تبقى صديقة لنا سواء مصر أو السعودية أو فلسطين أو سوريا أو دول أفريقيا من الصومال والسودان.
* لكن الرئيس السيسي وصل إلى موقعه هذا عبر صناديق الاقتراع أيضا؟
- أي صندوق خرج منه السيسي؟ وكم شخصا سمح له بالاشتراك بالانتخابات وأن يقدم أصواته، وأن يدلي بصوته؟! التصويت كان مفتوحا، لكن العد وفرز النتيجة كانت أمورا سرية. وهل يا ترى دعوا أناسا حياديين أو أجانب للمنطقة لمراقبة الانتخابات المصرية؟ لم نسمع بهذا الشيء إطلاقا، لا يمكن أن تضع على طرف نصف مواطني البلد ولا تسمح لهم بالاشتراك في الانتخابات، وليس معروفا كيف حصلت الانتخابات، وبعدها تقول إنك منتخب من الصندوق.
* تركيا أيضا لديها سجل في موضوع حقوق الإنسان لدى الدول الغربية التي تنتقد طريقة تعاملكم مع الإعلام والتوقيفات الأخيرة..
- الغربيون بدأوا يتفهموننا، وعندما فكروا بهدوء ومنطق وقيموا موضوع «الكيان الموازي» أكيد هم عرفوا الآن أننا على حق. لأن كل مشكلتنا هي مع جهة رسمية موازية (قوى موازية) للحكومة، وهو واضح ويظهر للعيان على الجهة التي يتواصلون معها. مثلا هم (جماعة الداعية فتح الله غولن) لا ينتقدون إسرائيل أبدا، وأفضل أن أقول فقط هذه النقطة.
هذا الموضوع أمني خاص بأمن تركيا، ونحن نأخذ بعين الاعتبار آراء جيراننا، لكن الموضوع يتعلق بأمننا واستقرارنا، ونحن مضطرون لأن نأخذ كل الاحتياطات لتأمين استقرار بلدنا وسوف نأخذ هذه الخطوات. الكيان الموازي يشن حملة ضد تركيا، بالأموال التي جمعها من الشعب، من خلال استخدامها في الحملات الانتخابية لأعضاء الكونغرس الأميركي، وهو على تعاون مع اللوبيات فيه، من أجل استصدار قرارات ضد تركيا.



الأمم المتحدة تدعو «طالبان» إلى السماح للأفغانيات بالعمل في مكاتبها

دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تدعو «طالبان» إلى السماح للأفغانيات بالعمل في مكاتبها

دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)

دعت الأمم المتحدة، الأحد، سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان، محذّرة من أن هذا الإجراء يهدد «خدمات مساعدة حيوية».

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان، سوزان فيرغسون، في بيان: «ندعو إلى رفع الحظر المفروض على دخول الموظفات الأفغانيات في الأمم المتحدة ومتعاقداتها إلى مقرات الأمم المتحدة، و(إتاحة) الوصول الآمن إلى المكاتب وفي الميدان، حتى يتسنى للمساعدات أن تصل إلى النساء والفتيات الأكثر احتياجاً إليها».

فرضت سلطات «طالبان» التي تطبق تفسيراً متشدداً للشريعة الإسلامية، هذا الحظر قبل 3 أشهر. ووفق مصادر أممية، أثّر هذا الحظر على مئات الموظفات الأفغانيات.

منذ عودة «طالبان» إلى السلطة عام 2021، منعت الأفغانيات من ممارسة كثير من الوظائف، ومن زيارة الحدائق وصالونات التجميل، ومن ارتياد المدارس بعد سن 12 عاماً.

وأوضحت الأمم المتحدة أن موظفاتها واصلن «عملهن الحيوي من أجل الشعب الأفغاني» عن بعد لمدة 3 أشهر، خصوصاً لتقديم المساعدة لضحايا الزلازل المميتة التي ضربت أفغانستان في الأشهر الأخيرة، وللمهاجرين الأفغان الذين أعيدوا بشكل جماعي من باكستان وإيران.

لكن سوزان فيرغسون أكّدت أن «إطالة أمد هذه القيود تعرّض خدمات مساعدة حيوية لخطر متزايد»، مشيرة إلى أن هذا الحظر «ينتهك مبادئ حقوق الإنسان والمساواة التي ينصّ عليها ميثاق الأمم المتحدة».

وقالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة: «بفضل هؤلاء النساء فقط تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى النساء والفتيات» في أفغانستان.

ولم يتسنَّ التواصل على الفور مع سلطات «طالبان» للحصول على تعليق.

في منتصف سبتمبر (أيلول)، اضطرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعليق المساعدات المقدمة للمهاجرين الأفغان في مراكز توزيع المساعدات النقدية.

وبرّرت المفوضية هذا القرار باستحالة «إجراء مقابلات وجمع معلومات عن 52 في المائة من المهاجرين العائدين إلى البلاد، وهم من النساء، دون وجود موظفات».


موجة أمطار جديدة تضاعف معاناة الملايين في سريلانكا وإندونيسيا

عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
TT

موجة أمطار جديدة تضاعف معاناة الملايين في سريلانكا وإندونيسيا

عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)

ارتفعت حصيلة ضحايا العواصف الاستوائية والأمطار الموسمية التي ضربت إندونيسيا وسريلانكا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، إلى ما لا يقل عن 1800 شخص. وتضرَّر نحو 11 مليون شخص، وفق تقييم الأمم المتحدة، بينهم نحو 1.2 مليون أُجبروا على مغادرة منازلهم إلى الملاجئ، بينما جرفت السيول الطرق والخدمات العامة والأراضي الزراعية.

وأصدرت السلطات السريلانكية، الأحد، تحذيرات جديدة من انهيارات أرضية، بسبب أمطار غزيرة في مناطق دمَّرتها أصلاً الفيضانات وانزلاقات التربة، بينما تحاول إندونيسيا تكثيف عمليات إيصال المساعدات.

صورة جوية لانزلاقات التربة من جرَّاء الفيضانات في قرية باندونغ الإندونيسية يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

وفي سريلانكا، ضربت الأمطار الغزيرة مجدداً مناطق دمَّرها إعصار عنيف، ما رفع عدد القتلى إلى 627 شخصاً، حسب أحدث حصيلة للحكومة التي أفادت أيضاً بأنَّ 190 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

العاصفة الأسوأ

وتضرر أكثر من مليوني سريلانكي، أي نحو 10% من السكان، من تداعيات الإعصار «ديتواه» الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، ويُعدّ أسوأ عاصفة تشهدها الدولة الجزرية منذ مطلع القرن. وأفاد مركز إدارة الكوارث، الأحد، بأن العواصف الموسمية تتسبب بمزيد من الأمطار وتجعل المنحدرات غير مستقرة، خصوصا في المنطقة الجبلية الوسطى والمناطق الداخلية الشمالية الغربية.

القوات الجوية الإندونيسية تستعد لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

​واستخدمت السلطات مروحيات وطائرات لإيصال مساعدات إلى مناطق في وسط البلاد عزلتها الانزلاقات الأرضية. كما أعلنت القوات الجوية السريلانكية وصول طائرة محملة بمساعدات إنسانية من ميانمار، بعد أن طلبت كولومبو مساعدة دولية. وأشار مركز إدارة الكوارث إلى أنَّ عدد المقيمين في مخيمات اللاجئين الحكومية، الذي بلغ ذروته عند 225 ألف شخص، انخفض إلى 90 ألفاً مع انحسار مياه الفيضانات.

وأعلنت الحكومة الجمعة عن حزمة تعويضات ضخمة، لإعادة بناء أكثر من 80 ألف منزل متضرر ومساعدة الشركات. وقدَّرت السلطات أن تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 7 مليارات دولار. وأعلن صندوق النقد الدولي أنه يدرس طلباً من كولومبو للحصول على مساعدات بقيمة 200 مليون دولار لإعادة الإعمار.

استياء شعبي

وفي إندونيسيا؛ حيث وصل عدد قتلى العواصف المدمرة إلى 916 شخصاً، بينما لا يزال 274 في عداد المفقودين، زار الرئيس برابوو سوبيانتو إقليم آتشيه شمال غربي جزيرة سومطرة التي تأثرت بشدة بالكارثة.

متطوعون يوزعون المساعدات على المتضررين من الفيضانات والأعاصير في سومطرة بإندونيسيا يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

وقال سياهرول -وهو رجل يبلغ 35 عاماً- لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنَّ زيارة الرئيس «تبدو كأنها رحلة سياحية للكوارث». وفي إقليم آتشيه، رفع سياهرول وآخرون لافتات تحضُّ الرئيس على بذل مزيد من الجهود، لا مجرَّد «التجول» في منطقتهم المنكوبة. في المقابل، أفادت وزارة أمانة الدولة بأنَّ هذه الزيارة تهدف إلى «تسريع جهود الاستجابة للطوارئ، وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة».

سيدة تتفقد الأضرار التي لحقت بمنزلها في شمال مقاطعة سومطرة يوم 7 ديسمبر (رويترز)

وتتجاهل الحكومة الإندونيسية حتى الآن ضغوط السكان المتضررين الذين يُطالبون بإعلان حالة الكارثة الوطنية، الأمر الذي من شأنه أن يُوفِّر مزيداً من الموارد، ويسمح للوكالات الحكومية بتنسيق أعمالها. وبعيد وصوله إلى باندا آتشيه، وعد سوبيانتو «بإصلاح كل الجسور في غضون أسبوع إلى أسبوعين إن أمكن». وأكدت وزارة أمانة الدولة في بيان أن «إدارة الفيضانات في آتشيه هي أولوية وطنية» للحكومة.

تفشي الأمراض

في غياب مياه الشرب النظيفة، يواجه الإندونيسيون في مناطق الفيضانات المحيطة بجزيرة آتشيه تاميانغ تفاقماً في انتشار الأمراض، ونقصاً في الرعاية الطبية؛ إذ يكافح العاملون لمساعدة عشرات السكان في المستشفى الوحيد بالمنطقة.

موظفو إغاثة يخرجون جثمان أحد الضحايا من مستشفى بآتشيه تاميانغ يوم 7 ديسمبر (رويترز)

ومع فقدان السكان منازلهم بسبب بِرَك الطين والحطام، تفاقم انتشار الأمراض، وفق «رويترز». وقالت وزارة الصحة الإندونيسية الأسبوع الماضي، إن الأمراض شملت الإسهال والحمى والألم العضلي الناجم عن «سوء البيئة وأماكن الإقامة بعد الكارثة». وفي المستشفى الوحيد في آتشيه تاميانغ، تحدثت مريضة وعاملون في قطاع الصحة مع «رويترز» عن تفاقم الأمراض هناك. وقال شهود إن المعدات الطبية مغطاة بالطين، والحقن مبعثرة على الأرض، كما جرفت الفيضانات الأدوية.

تسببت انزلاقات التربة في إتلاف أدوية ومعدات طبية في آتشيه تاميانغ يوم 7 ديسمبر (رويترز)

وقالت ممرضة تبلغ من العمر 42 عاماً، إن العمل في المستشفى أصيب بالشلل التام تقريباً، بسبب نقص الأدوية. وحاول عاملون إنقاذ أجهزة تنفس صناعي في وحدة العناية المركزة للأطفال الرضع، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك؛ لأن المياه المتصاعدة غمرتهم. وقالت إن رضيعاً توفي بينما نجا ستة، وعبرت عن أملها في إعادة تشغيل المستشفى، مضيفة: «هذه كارثة استثنائية. الدمار طال كل شيء».

من جانبه، قال طبيب سافر بالقارب للوصول إلى آتشيه تاميانغ، إن الجسور المدمرة جعلت من المستحيل تقريباً على العاملين في القطاع الطبي التنقل في أنحاء المنطقة، مضيفاً أن غرف الطوارئ لن تعمل قبل يوم الاثنين.


اليابان تطلب من أميركا دعماً أقوى لها وسط التوترات مع الصين

ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

اليابان تطلب من أميركا دعماً أقوى لها وسط التوترات مع الصين

ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

طلبت اليابان من الولايات المتحدة تعزيز دعمها لها، في ظل تصاعد التوترات مع الصين، بعد تصريحات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي بشأن تايوان، بحسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز»، اليوم (الأحد).

وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأحد)، بأن طوكيو أعربت عن استيائها؛ بسبب صمت واشنطن إلى حد كبير، لتجنب تعريض اتفاقيتها التجارية مع بكين للخطر.

وأعربت اليابان عن خيبة أملها؛ بسبب رد فعل الولايات المتحدة، الذي اقتصر على إصدار بيانات من السفارة، وبث منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأولوية للاتفاقية التجارية مع الصين، متجنباً الدعم المعلن القوي لليابان، بحسب ما أوردته «بلومبرغ».

وياتى هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الدفاع الياباني، شينغيرو كويزومي، إن مقاتلات صينية وجَّهت الرادار الذي يتحكم في إطلاق النار إلى مقاتلات يابانية فوق المياه الدولية، أمس (السبت)، بالقرب من جزر أوكيناوا اليابانية في واقعتين منفصلتين وصفهما الوزير بأنهما «خطرتان».

وأضاف كويزومي، في منشور على موقع «إكس»: «تجاوزت إضاءة الرادار ما هو ضروري للطيران الآمن للطائرات»، مشيراً إلى أن اليابان قدمت احتجاجاً إلى الصين بشأن الواقعة «المؤسفة».

يعد قفل رادار التحكم على وضع إطلاق النار أحد أكثر الأعمال التي يمكن أن تقوم بها طائرة عسكرية تهديداً؛ لأنه يشير إلى هجوم محتمل، مما يجبر الطائرة المستهدفة على اتخاذ إجراءات مراوغة.

يذكر أن اليابان قد أعلنت أنها ستنشر وحدة دفاع جوي للحرب الإلكترونية في جزيرة يوناغوني في عام 2026، مما يضع قدرات تشويش رادار جديدة، على بعد 110 كيلومترات فقط من تايوان. وقال شيمو كوزو، مدير التخطيط في مكتب الدفاع في جزيرة أوكيناوا إن تعزيز الوضع الدفاعي للمنطقة الجنوبية الغربية أمر ملح، وإن وحدات الحرب الإلكترونية ستعزز حماية الجزر النائية، حسب موقع «تايوان نيوز» الإخباري، السبت. وشدَّد على أن هذه المعدات «لا تستهدف مهاجمة دول أخرى»، وحثَّ السكان على تفهم أن إظهار قدرة اليابان على الدفاع عن النفس، يعدّ بمثابة رادع. وقالت وزارة الدفاع اليابانية إن الوحدة ستجري تشويشاً برياً ضد طائرات العدو المقتربة، مما يضعف أو يعطل الرادار على طائرات الإنذار المبكر وغيرها من المنصات. ومن المقرر نشرها في حاميتي يوناجوني وكينغون في العام المالي 2026، ثم حامية ناها في العام المالي 2027.