موجز إرهاب

موجز إرهاب
TT

موجز إرهاب

موجز إرهاب

* المحاكم العسكرية الباكستانية تبدأ محاكمة آلاف المشتبهين بالإرهاب
* إسلام آباد - «الشرق الأوسط»: صرح مسؤولون أمس بأن المحاكم العسكرية في باكستان ستبدأ الأسبوع المقبل محاكمة نحو 10 آلاف يشتبه في أن لهم صلة بالإرهاب، تم إلقاء القبض عليهم منذ بدء عملية موسعة لمكافحة التطرف.
وأوضح المتحدث العسكري الميجور جنرال عاصم باجوا أن المحاكم العسكرية ستبدأ الأسبوع المقبل نظر أول 12 قضية.
وكانت الحكومة أقامت محاكم عسكرية خاصة في أعقاب هجوم مسلحي طالبان في 16 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالهجوم على مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد وأسفر عن مقتل 136 طفلا.
ووفقا لبيانات وزارة الداخلية، فقد ألقت قوات الأمن منذ هذا الهجوم القبض على أكثر من 10 آلاف و600 شخص للاشتباه في صلتهم بالمسلحين.
ولم يعط باجوا المزيد من التفاصيل حول محاكمات الأسبوع المقبل، إلا أن مسؤولا بوزارة الداخلية أوضح أن معظم القضايا من إقليم خيبر – بختونخوا الشمالي الغربي المضطرب.
وترى الحكومة أن المحاكمات العسكرية السريعة ضرورية لضمان معاقبة الإرهابيين، بينما يتخوف الناشطون الحقوقيون من احتمال حدوث انتهاكات نتيجة الإجراءات القضائية المتعجلة.

* انتحاري من بوكو حرام يفجر نفسه في بلدة بالنيجر
* ديفا (النيجر) - «الشرق الأوسط»: قتل 5 أشخاص على الأقل عندما هاجم انتحاري سوقا في بلدة ديفا بجنوب شرقي النيجر أمس بعد أن صد الجيش هجوما لجماعة بوكو حرام النيجيرية المتشددة في البلدة الحدودية.
وقال عضو في خدمات الطوارئ المحلية: «نقلنا 5 جثث من السوق. هناك نحو 15 مصابا وبعضهم في حالة خطيرة».
وهذا هو الهجوم الثاني لجماعة بوكو حرام في غضون 3 أيام على المنطقة الحدودية مع النيجر حيث تجمع نحو 2500 جندي تشادي قبل هجوم عسكري مزمع لقوى إقليمية ضد بوكو حرام. ويتوقع أن يصوت برلمان النيجر يوم الاثنين على اقتراح للحكومة بإرسال جنود إلى نيجيريا للمساعدة في قتال بوكو حرام.
وقال السكان في ديفا إنهم سمعوا دوي المعارك على مشارف البلدة بين الساعة السادسة والعاشرة صباحا.
وقال مصدر عسكري: «نشب قتال بين القوى الأمنية وعناصر بوكو حرام الذين حاولوا دخول البلدة. القتال يجري حول جسر في دوتشي. سقط كثير من القتلى».
وذكر سكان محليون أن فتى يحمل متفجرات فجر نفسه في سوق في ديفا. إلا أن محطة «أنيفي» الإذاعية المحلية أشارت إلى أن القنبلة ألقاها شاب على دراجة نارية ثم فر من المكان.
وكانت القوات التشادية عبرت إلى نيجيريا في الأسبوع الماضي إلى جنوب بحيرة تشاد لمهاجمة بوكو حرام في بلدة جامبارو التي تقع على الحدود مع الكاميرون.
ووافقت حكومات الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا وبنين يوم السبت على تأسيس قوة إقليمية قوامها 8700 جندي لقتال بوكو حرام.

* بريطانيا: «رابطة الدفاع الإنجليزية» تنظم مظاهرة مناهضة للإسلام
* لندن - «الشرق الأوسط»: نظمت «رابطة الدفاع الإنجليزية» المناهضة للإسلام مظاهرة في مدينة دودلي بمنطقة ميدلاند غرب بريطانيا، احتجاجا على انتشار الإسلام وزيادة عدد المسلمين في البلاد.
وأفاد بيان صادر عن الشرطة البريطانية، التي اتخذت إجراءات أمنية مشددة لحماية المظاهرة، بأن «عدد المتظاهرين الذي بلغ 600 شخص كان أدنى من المتوقع».
وحمل المتظاهرون رايات الرابطة ورددوا شعارات مناهضة للإسلام من قبيل «فليذهب الإسلام للجحيم» و«لا لمزيد من المساجد»، وسارت المظاهرة باتجاه المجلس البلدي لمدينة دودلي للاحتجاج على بناء جامع في المدينة، وتخلل المسيرة مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين، اعتقلت على أثرها الشرطة 30 منهم.
وجاء في بيان الرابطة حول المظاهرة: «إذا ما تمكنا من منع بناء هذا المسجد فإننا نكون قد أسهمنا في حماية بلادنا وبيوتنا وعائلاتنا».. كما تطرق إلى ما وصفها بأنها «التصرفات الإسلامية السيئة مثل لبس البرقع والتقليل من مكانة المرأة وقانون الشريعة»، على حد تعبير البيان.
في المقابل قامت مجموعة «اتحدوا ضد الفاشية» بمظاهرة منددة بمظاهرة الرابطة شارك فيها 50 شخصا، حيث أكد المشاركون خلال مظاهرتهم أنهم لن يسمحوا بأن تقع الحرية التي تتمتع بها مدينة دودلي أسيرة لعنصرية «رابطة الدفاع الإنجليزية».



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».