بعد احتفائه بأدب وكتاب دول غرب أفريقيا، خلال الدورة الماضية، وقع اختيار منظمي معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب والنشر على فلسطين، لتكون ضيف شرف الدورة الـ21، التي تنظم في الفترة ما بين 13 و22 فبراير (شباط) الحالي.
ومن المنتظر أن تبرمج خلال هذه التظاهرة، التي تنظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، جملة من الفعاليات التي تحتفي بفلسطين، أرضا وذاكرة وثقافة، تتوزعها ندوات ومحاضرات ولقاءات تستحضر أعلام الثقافة الفلسطينية.
وأبرز محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي، خلال لقاء صحافي، أول من أمس، بالرباط، أن المشاركة الفلسطينية في معرض الدار البيضاء ستتميز بحضور وفد مكون من 80 فردا، يقودهم نائب رئيس الوزراء، وزير الثقافة زياد أبو عمرو. وتتضمن مواضيع الندوات المبرمجة ندوة افتتاحية يشارك فيها زياد أبو عمرو، عن «القدس: سؤال الثقافة والوجود»، فضلا عن لقاءات تتناول «الواقع الثقافي في القدس»، و«العمارة الفلسطينية»، و«حماية التراث»، و«الذات الفلسطينية بين المنفى والوطن»، و«الصناعات التقليدية الفلسطينية»، و«أدب المعتقلات»، و«الخطاب الفلسطيني الشاب في القصة والرواية والشعر»، و«النص التاريخي في الرواية الفلسطينية»، فضلا عن أمسيات شعرية. كما يتخلل برنامج الاحتفاء عرض لفرقة «سرية رام الله للفنون الشعبية»، التي يعود تأسيسها إلى عام 1927.
وينتظر أن ينشط فقرة التكريم أكثر من 35 من الأسماء الوازنة في الشعر والرواية والبحث التاريخي والفنون التشكيلية الفلسطينية، وغيرها من مجالات الأدب والإبداع، كالروائي يحيى يخلف، والشاعر غسان زقطان، والخبير الجغرافي خليل التفكجي، والقاص والروائي محمود شقير، والفنانة التشكيلية أريج لاوي.
وقال حسن الوزاني، مدير الكتاب بوزارة الثقافة المغربية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «دورة هذه السنة من معرض الدار البيضاء ستعرف مشاركة 740 ناشرا (281 عارضا مباشرا و459 عارضا غير مباشر) يمثلون 46 دولة، سيقترحون على زوار التظاهرة ما يناهز 110 آلاف عنوان في نحو 3 ملايين نسخة».
وأبرز الوزاني أن البرنامج الثقافي للمعرض، الذي ساهمت في صياغته لجنة مؤسساتية تضم 14 هيئة، الذي يشتمل على 133 نشاطا ثقافيا، ضمنها 45 نشاطا مخصصا للطفل، بمشاركة 284 متدخلا من محاضرين ومبدعين ومفكرين ومؤطرين، سيعرف تنظيم حفل تسليم جائزة «الأركانة» العالمية للشعر، التي يمنحها «بيت الشعر في المغرب»، والتي ذهبت في دورة هذه السنة إلى الشاعر البرتغالي نونو جوديس، فضلا عن الإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)، لأول مرة بالمغرب، كما سيتم تسليم جائزة المغرب للكتاب 2015.
وأعلنت «لجنة جائزة المغرب للكتاب»، برئاسة محمد الصغير جنجار، خلال الندوة الصحافية، عن فوز الناقد والروائي محمد برادة بـ«جائزة المغرب للكتاب» في صنف «السرديات والمحكيات» عن روايته «بعيدا عن الضوضاء قريبا من السكات»، التي سبق أن اختيرت ضمن القائمة الطويلة للروايات المرشحة لجائزة «البوكر» للرواية العربية لسنة 2015، كما فاز الباحث عبد الإله بلقزيز في صنف «العلوم الإنسانية» عن كتابه «نقد التراث»، بينما عادت جائزة «العلوم الاجتماعية» مناصفة إلى محمد حركات عن كتابه «مفارقات حكامة الدولة في البلدان العربية» (باللغة الفرنسية)، وحسن طارق عن كتاب «الربيع العربي والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب وتونس ومصر»، وفاز رشيد يحياوي في صنف «الدراسات الأدبية واللغوية والفنية» عن كتاب «التبالغ والتبالغية: نحو نظرية تواصلية في التراث»، بينما فاز بجائزة الترجمة عبد النور الخراقي عن ترجمته لكتاب «روح الديمقراطية: الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة» للمؤلف لاري دايموند. وقررت لجنة الجائزة حجب جائزة الشعر.
وشكلت الندوة الصحافية مناسبة استعرض خلالها وزير الثقافة المغربي السياق الوطني الذي يتميز بوضع آلية جديدة لدعم وتنشيط قطاع النشر والكتاب، الذي انطلق خلال السنة الماضية، على شكل طلبات عروض مشاريع، خصص لها غلاف مالي يقدر بـ10 ملايين درهم (الدولار يساوي نحو 8 دولارات) سنويا. وكشف الوزير عن مشروع جديد لدعم المقاولات الثقافية والفنية بما فيها تلك المرتبطة بالكتاب والنشر في صيغة شركة وطنية لدعم المقاولات الثقافية والفنية، مبنية على الشراكة بين القطاعين، العام والخاص، لتيسير ولوجها للتمويل ولضمان تأمين القروض عبر إحداث صندوق لدى هذه الشركة خاص بضمان الصناعات الثقافية. وأعرب الوزير عن أمله في مساهمة هذا المشروع في دعم صناعة الكتاب عبر تطوير حلقات الإنتاج والتوزيع والترويج.
وفي هذا السياق، أشار الوزاني إلى أنه سيتم، أمس (الجمعة)، تقديم نتائج الدورة الأولى، برسم سنة 2015، المتعلقة بدعم قطاع النشر والكتاب، التي يرأسها عبد الفتاح الحجمري، حيث يضم الدعم مجالات نشر الكتاب، ونشر المجلات الثقافية، وإطلاق وتحديث المجلات الثقافية الإلكترونية، والمشاركة في معارض الكتاب الوطنية والدولية، ومشاركة الكتاب المغاربة في إقامات المؤلفين، وإحداث وتحديث وتنشيط مكتبات البيع، والقراءة العمومية والتحسيس بها، والنشر الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين بصريا).
وبخصوص العدد المتوقع لزوار المعرض، ذكر الوزاني أن دورة السنة الماضية سجلت رقم 300 ألف زائر، مشيرا إلى أنهم يراهنون على أن يتم تجاوز هذا الرقم خلال دورة هذه السنة، مبرزا أن عدد الزوار المسجل في معرض الدار البيضاء يبقى مهما مقارنة مع الأعداد المسجلة في كثير من المعارض العربية والدولية.
40 ناشرا من 46 دولة يؤثثون لمعرض الدار البيضاء للكتاب
فلسطين «ضيف شرف» الدورة الـ21.. والتظاهرة تعرض 110 آلاف عنوان في 3 ملايين نسخة
40 ناشرا من 46 دولة يؤثثون لمعرض الدار البيضاء للكتاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة