سيتي يستضيف وستهام ويتطلع لمواصلة انتصاراته... ورحلة صعبة ليونايتد إلى تشيلسي

ليستر يسعى لنسيان الأحزان الأوروبية على حساب آرسنال المنتشي... وليفربول لاستعادة توازنه

تشيلسي المتجدد يتطلع لمواصلة انطلاقته تحت قيادة توخيل (أ.ب)
تشيلسي المتجدد يتطلع لمواصلة انطلاقته تحت قيادة توخيل (أ.ب)
TT

سيتي يستضيف وستهام ويتطلع لمواصلة انتصاراته... ورحلة صعبة ليونايتد إلى تشيلسي

تشيلسي المتجدد يتطلع لمواصلة انطلاقته تحت قيادة توخيل (أ.ب)
تشيلسي المتجدد يتطلع لمواصلة انطلاقته تحت قيادة توخيل (أ.ب)

لم يكن دخول مانشستر سيتي طرفاً في الصراع على إحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مفاجئاً، كونه كان في صلب هذه المنافسة في السنوات الأخيرة، لكن تحقيقه لـ19 فوزاً على التوالي في مختلف المسابقات، وهو رقم قياسي لفريق إنجليزي، جعله مؤهلاً للمنافسة على الرباعية هذا الموسم.
ويستقبل مانشستر سيتي وستهام اللندني (الخامس) في افتتاح المرحلة السادسة والعشرين اليوم (السبت)، آملا في المحافظة على سلسلة انتصاراته، وربما الابتعاد أكثر وأكثر عن جاره ووصيفه مانشستر يونايتد الذي يخوض مباراة في غاية الصعوبة خارج أرضه (الأحد) ضد تشيلسي المتجدد بقيادة مدربه الألماني الجديد توماس توخيل. ويتصدر سيتي الترتيب بفارق 10 نقاط عن يونايتد، وتعود آخر خسارة له في الدوري إلى منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما سقط أمام توتنهام (صفر-2)، ليتراجع حينها إلى المركز الحادي عشر، قبل أن يستعيد توازنه تدريجياً.
وتابع مانشستر سيتي أيضاً مشواره المثالي في دوري أبطال أوروبا، حيث عاد من خارج الديار بالفوز على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني بهدفين نظيفين، ليقطع شوطاً كبيراً نحو بلوغ دور الثمانية من المسابقة القارية اللاهث وراء التتويج بها للمرة الأولى في تاريخه. كما أن الفريق بلغ نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، حيث سيلتقي مع توتنهام في 28 أبريل (نيسان) المقبل. وأعرب جناح سيتي البرتغالي برناردو سيلفا عن طموح فريقه هذا الموسم إلى إحراز الرباعية، بقوله: «لدينا الزخم في الوقت الحالي، لا زلنا نحارب على 4 جبهات، ونريد الفوز في كل بطولة نخوض غمارها، سيكون الموسم صعباً لكننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق ذلك».
ويخوض مانشستر يونايتد اختباراً صعباً غداً عندما يحل ضيفاً على تشيلسي على ملعب ستامفورد بريدج في لندن، في مباراة لا بديل فيها للأول عن الفوز إذا ما أراد الاحتفاظ ببصيص أمل في إحراز أول لقب له في الدوري المحلي منذ عام 2013، عندما اعتزل مدربه الأسطوري الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون. ولم يخسر «الشياطين الحمر» أي مباراة خارج قواعدهم منذ سقوطهم أمام ليفربول في يناير (كانون الثاني) 2020، وخاضوا منذ ذلك التاريخ 19 مباراة.
وفي المقابل، حقق تشيلسي 6 انتصارات مقابل تعادلين من أصل 8 مباريات خاضها حتى الآن بإشراف توخيل الذي تولى المهمة خلفاً لفرانك لامبارد، ليرتقي بالفريق إلى المركز الخامس حالياً. وحقق النادي اللندني فوزاً ثميناً على أتلتيكو مدريد الإسباني (1-صفر) خارج ملعبه، وبات مرشحاً لبلوغ دور الثمانية في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وعد مهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد أن فريقه بات قوة لا يستهان بها هذا الموسم، وقال: «أعتقد أننا فريق يتطور باستمرار، ونتعلم الدروس في كل مباراة»، وأضاف: «يتعين علينا التركيز على أنفسنا، وهذا ما سيجعلنا نفوز في المباريات». وبلغ مانشستر يونايتد دور الستة عشر من الدوري الأوروبي الذي توج به عام 2017، على حساب ريال سوسييداد الإسباني، بعد أن حسم المواجهة بنتيجة (4-صفر) في مجموع المباراتين.
وقبل مواجهة تشيلسي المهمة، وضع المدرب أولي غونار سولسكاير المهاجم ماركوس راشفورد والمدافع هاري مغواير على مقاعد البدلاء، وقال إن يونايتد عازم على التقدم أكثر مما فعل في العام الماضي، عندما ودع الدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الأندية المحترفة الإنجليزية من الدور قبل النهائي، وخسر في الدور ذاته أمام مانشستر سيتي في كأس الأندية المحترفة هذا الموسم. وأضاف المدرب النرويجي: «نتذكر الهزائم أكثر من الانتصارات». وسيستمر غياب لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا عن فريقه، بعد أن كشف المدرب سولسكاير أن بطل العالم مع المنتخب الفرنسي يحتاج إلى بضعة أسابيع إضافية للتعافي من إصابة عضلية. في المقابل، سجل المهاجم الفرنسي المخضرم أوليفييه جيرو (34 عاماً) نقاطاً للمشاركة أساسياً ضد يونايتد بعد أن أحرز هدفاً في غاية الروعة في مرمى أتلتيكو مدريد من ضربة مقصية رائعة منحت الفوز لفريقه.
وتبرز مباراة ليستر سيتي (الثالث) وآرسنال (الحادي عشر) غداً، حيث سيحاول الأول نفض غبار خروجه المخيب أمام سلافيا براغ التشيكي في الدوري الأوروبي بسقوطه على أرضه (صفر-2). وسيعول ليستر بطل الدوري الإنجليزي عام 2016 على هدافه المخضرم جايمي فاردي، في حين قد يغيب عنه جناحه جيمس ماديسون بداعي الإصابة. وتحمل المدرب بريندان رودجرز مسؤولية خروج ليستر سيتي المفاجئ من الدوري الأوروبي، لكنه قال إن البطولة لم تكن أولوية له. وأدخل رودجرز عدة تغييرات على التشكيلة التي فازت على أستون فيلا في الدوري في المرحلة الماضية، لكن اختياراته انقلبت عليه. وقال رودجرز «إنها مسؤوليتي. أختار التشكيلة التي أعتقد أنها ستحقق النتيجة المطلوبة. ومن الواضح أن الأمور لم تسر بالطريقة التي أردتها. لا توجد أعذار... لم يكن مقدراً لنا الاستمرار. الفريق الأفضل انتصر».
وأشار رودجرز إلى أن لاعبيه سيركزون على الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي، وأضاف: «لو كان علينا وضع أولويات، فبالتأكيد سنولي اهتماماً بهاتين البطولتين، حيث نريد النجاح فيهما. أردنا تحقيق نتائج جيدة في الدوري الأوروبي، لكن لم يكن مقدراً لنا، والآن سنركز على الدوري وكأس الاتحاد».
في المقابل، شعر ميكيل أرتيتا، مدرب آرسنال، براحة كبيرة بعدما هز بيير - إيمريك أوباميانغ الشباك قرب النهاية، ليحافظ الفريق على آماله في الدوري الأوروبي. وكان آرسنال على بعد دقائق من وداع البطولة بقاعدة فارق الأهداف خارج الأرض، عندما منحه أوباميانغ الفوز (3-2) على بنفيكا في أثينا في الدقيقة 87، لينتصر (4-3) في مجموع المباراتين.
وقال المدرب الإسباني: «هذا يساعدنا على استمرار الموسم بكل تأكيد. هذه البطولة ستساعدنا في الدوري الإنجليزي بالتأكيد، وأن يكون لدينا ما نلعب من أجله فيما تبقى من الموسم. كان من الممكن أن يكون الوضع قاسياً لو خرجنا بالنظر إلى ما قدمناه في المباراتين، لذا أنا سعيد جداً بالتأهل».
ويسعى ليفربول الجريح إلى العودة إلى سكة الانتصارات من بوابة مضيفه شيفيلد يونايتد (متذيل الترتيب) غداً، بعد أن مني بـ4 هزائم متتالية في الدوري، آخرها أمام الجار الغريم إيفرتون (2-صفر) الذي حقق فوزه الأول له على ملعب أنفيلد في الدوري منذ 22 عاماً. كما كانت هذه الخسارة الرابعة على التوالي لليفربول على أرضه في الدوري المحلي منذ عام 1923. وقد يخوض ليفربول المباراة في غياب حارس مرماه البرازيلي أليسون بيكر بسبب وفاة والده (الأربعاء). ويلتقي اليوم ليدز يونايتد مع أستون فيلا، ونيوكاسل يونايتد مع وولفرهامبتون، ووست بروميتش ألبيون مع برايتون، بينما يلتقي غداً توتنهام (التاسع) مع بيرنلي، وكريستال بالاس مع فولهام، فيما يلتقي الاثنين إيفرتون مع ساوثهامبتون.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».