«الشيف وداد» وجه لبناني محبوب في «صباح الخير يا عرب»

بواسطة مئزر المطبخ ساعدت المتضررين من انفجار بيروت

الشيف وداد زرزور الوجه المحبوب في فقرة الطهي ببرنامج «صباح الخير يا عرب» - الفطور اللبناني على طريقة الشيف وداد
الشيف وداد زرزور الوجه المحبوب في فقرة الطهي ببرنامج «صباح الخير يا عرب» - الفطور اللبناني على طريقة الشيف وداد
TT

«الشيف وداد» وجه لبناني محبوب في «صباح الخير يا عرب»

الشيف وداد زرزور الوجه المحبوب في فقرة الطهي ببرنامج «صباح الخير يا عرب» - الفطور اللبناني على طريقة الشيف وداد
الشيف وداد زرزور الوجه المحبوب في فقرة الطهي ببرنامج «صباح الخير يا عرب» - الفطور اللبناني على طريقة الشيف وداد

منذ صغرها تعلقت وداد زرزور بمطبخ والدتها، فكانت تراقبها وتساعدها وهي في الثانية عشرة من عمرها. كبرت معها هذه الموهبة إلى حد الشغف، فتخصصت فيها بتشجيع من زوجها، وتحولت معها إلى وجه تلفزيوني محبوب يطل في برنامج «صباح الخير يا عرب» على قناة «إم بي سي».
تمارس وداد زرزور مهنتها في عالم الاتصالات المجازة به. ورغم وجودها في الغربة منذ نحو 14 عاماً، فهي لا تزال تحمل معها جذورها وبلدها لبنان ضمن نشاطات ومبادرات مختلفة، إضافة إلى تميزها في تقديم وصفات أطباق من المطبخ اللبناني عامة، والزحلاوي خاصة. وتقول وداد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أنا من مدينة زحلة البقاعية، وأحمل منها ذكريات جميلة لا يمكنني أن أنساها. والمساحة التي أطل فيها ضمن برنامج (صباح الخير يا عرب) أتاحت لي الفرصة لتعريف المشاهد العربي من كثب بأطباق من مدينتي، وكذلك إلى أخرى من المطابخ اللبنانية والإيطالية والفرنسية، وغيرها».
علاقتها الوطيدة مع مئزر المطبخ دفعتها إلى تنظيم مبادرة يعود ريعها إلى مركزي الصليب الأحمر اللبناني ومركز سرطان الأطفال. وعن قصة هذه المبادرة، وكيفية ولادتها، تقول: «لطالما جذبني (مريول المطبخ)، فهو بالنسبة لي رمز من رموز ربة المنزل الأنيقة النظيفة في آن. ولذلك، أينما سافرت أحمل من كل بلد مئزر أو أكثر. وفي برنامج (صباح الخير يا عرب)، أطل دائماً وأنا أرتدي مئزر مطبخ أنيقاً جميلاً. وقد تمسكت بإلقاء التحية على المشاهد بالطريقة اللبنانية، حيث أتوجه إليه بعبارة (صباحو). وقد صادف يوم الانفجار أني كنت في استوديوهات (إم بي سي) أقدم فقرتي، فتأثرت كثيراً وانقلب مزاجي رأساً على عقب وأنا أفكر بحجم الكارثة على عاصمتي. وبعد أيام قليلة، أطلقت مبادرة خاصة ببيروت لمساعدة المتضررين. ومن خلال مئزر مطبخ تم تصميمه يحمل عبارة (صباحو بيروت)، أطلقت مبادرة ثانية، للإشارة إلى أن وجه بيروت سيبقى مشرقاً مضيئاً».
ولقد لاقت مبادرة الشيف وداد نجاحاً واسعاً من قبل لبنانيين موجودين في الإمارات العربية، إضافة إلى مشاهدين عرب من مختلف بلدان المنطقة. تقول وداد: «استطعت جمع مبلغ لا يستهان به من المال تسلمه المركزان اللذان ذكرتهما آنفاً مباشرة من دون أي وسيط». وعما أضافت إليها إطلالتها في برنامج «صباح الخير يا عرب» منذ 3 سنوات حتى اليوم، تقول: «دخلت تلفزيون (إم بي سي) بالصدفة، بعد أن تعرفوا إليّ عبر حسابي الإلكتروني في (إنستغرام). في البداية، اعتقدت أن أحدهم يمازحني، ولكن تبين لي فيما بعد أن العكس صحيح. فبدأت رحلتي مع هذه المحطة الرائدة التي أكن لها كل تقدير. وجاء مشواري معها ليكون بمثابة مكافأة لي أعتز بها، لا سيما أني استطعت استقطاب المشاهد العربي من مختلف الجنسيات». وتتابع في سياق حديثها: «أحاول قدر الإمكان في فقرة الطبخ التي أقدمها أن أفصح عن المحتوى المسؤول، وعلى المستوى المطلوب».
وبرأي «الشيف وودي»، وهو اللقب المحبب إلى قلبها، فإن ثمة قاعدة ذهبية تعلمتها ضمن دراستها في فن الطبخ: ضرورة عدم خروج الطاهي من بيئته. ولذلك، رفضت أن تتخلى عن مدينتها الأم، وبالتالي عن بلدها، في مضمون الوصفات التي تقدمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى عبر شاشة التلفزيون. توضح وداد: «أحاول دائماً الإضاءة على لبنان الجميل الذي ترعرعنا في أحضانه. فمن المعيب أن يقدم بعض اللبنانيين على تشويه بلدهم، والتفاخر بذلك علناً. وبالنسبة لمدينتي زحلة، فهي مشهورة بأطباقها، خصوصاً أصناف المازة المنتشرة في كل مكان، من حمص بطحينة وفتوش وتبولة و(بابا غنوج) (باذنجان متبل) وغيرها، فهي تقع وسط سهل البقاع صاحب الخيرات الزراعية الكثيرة. وعندما أقدم وصفة لبنانية ما، أستخدم مكونات طازجة، فأنا ابنة البقاع حيث الخضراوات والفاكهة فيه طازجة شهية».
وتزود الشيف وداد ربات المنزل ببعض أسرار الطبخ، وتتوجه إليهن بالقول: «لا يجب غسل الدجاج لأننا بذلك ننقل جرثومة (الـسالمونيلا) وننشرها في أنحاء المطبخ. وبمجرد طهيه على درجة 70 درجة مئوية نتخلص من هذه الجرثومة. كما لا يجب رش الملح على اللحم قبل نضجه لأنه يسهم في تفريغه من المياه، وزيادة كميته في وعاء الطبخ. ولذلك، يستحسن إضافته في المرحلة الأخيرة من عملية الطهي».
وعن الطهاة اللبنانيين الذين يلفتون نظرها، تقول: «أنا معجبة بشيف الحلويات اللبناني كريم برجي، فهو يستعان بخبرته في محافل ومؤتمرات طبخ دولية؛ إنه صاحب أفكار رائعة، وأساليبه في تحضير طبق الحلوى تنبع من خبرة ودراسة. كما أحب كثيراً الشيف جو برزا الذي أعده عميد الطهاة في لبنان، وأول من ابتكر فكرة (الفيوجن) بين الأطباق اللبنانية والغربية. وأعتقد أنه يستأهل انتشاراً أكبر وأوسع على الصعيد العالمي، فهو مبدع، وأنا أفتخر به».


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».