وضع الهداف الدولي النرويجي إرلينغ هالاند فريقه بوروسيا دورتموند الألماني على مشارف الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما قاده إلى فوز ثمين على مضيفه إشبيلية الإسباني 3 - 2، فيما أبقى المهاجم فيديريكو كييزا على آمال فريقه يوفنتوس الإيطالي قائمة بتقليصه الفارق أمام مضيفه بورتو البرتغالي 1 - 2 في ذهاب الدور ثمن النهائي.
وما زال بطل إيطاليا وممثل إسبانيا يملكان امل التعويض في مباراتا الإياب في التاسع من مارس المقبل.
في المباراة الأولى على ملعب «رامون سانشيز بيسخوان» في إشبيلية، قلب هالاند الطاولة على الفريق الأندلسي الذي كان البادئ بالتسجيل بواسطة خيسوس فرنانديز «سوسو» في الدقيقة السابعة، فصنع التعادل للسوري الأصل محمود دحود بالدقيقة 19، وسجل ثنائية في الدقيقتين 27 و43، قبل أن يقلص البديل الهولندي لوك دي يونغ الفارق في الدقيقة 84.
ورفع هالاند رصيده التهديفي في المسابقة القارية العريقة مع دورتموند إلى 10 أهداف في سبع مباريات فقط، وبات أسرع لاعب يصل إلى حاجز 10 أهداف مع فريق واحد في المسابقة محطما رقم الهولندي روي ماكاي الذي سجل العدد ذاته مع بايرن ميونيخ الألماني في الفترة بين 2003 و2004. كما رفع هالاند غلته التهديفية في 13 مباراة في دوري الأبطال إلى 18 هدفا (8 أهداف مع سالزبورغ النمساوي).
وقال هالاند: «من الجيد أن أسجل الأهداف، أنا أحب مسابقة دوري أبطال أوروبا وعندما رايت (الفرنسي كيليان) مبابي يسجل ثلاثة أهداف حفزني وأنا أشكره على ذلك» في إشارة إلى هاتريك الدولي الفرنسي مع فريقه باريس سان جيرمان في مرمى برشلونة الإسباني (4 - 1) بملعب كامب نو الثلاثاء. وأضاف: «كان ذلك دافعا إضافيا بالنسبة لي. ثلاثة أهداف خارج القواعد شيء إيجابي بالنسبة لنا ويجب أن نهاجم في الإياب على أرضنا وأن نكون أقوياء لأننا لم نحسم التأهل بعد».
ويمر بوروسيا دورتموند بفترة سيئة في الدوري الألماني، إذ لم يفز سوى مرة يتيمة في آخر ست مباريات، وفوزه على إشبيلية هو الثالث فقط في مبارياته الثماني الأخيرة في مختلف المسابقات.
ودخل الفريق الألماني المباراة بعد يومين على إعلان تعيين مدرب بوروسيا مونشنغلادباخ ماركو روزه على رأس إدارته الفنية الصيف المقبل خلفا للمؤقت إدين ترزيتش الذي لم تتحسن النتائج بإشرافه بعد خلافة السويسري لوسيان فافر المقابل من منصبه.
وأشار ماركو ريوس قائد دورتموند إلى أن الفوز على إشبيلية ليس كافيا لتصحيح ما حدث في الأسابيع الماضية، وقال: «مباراة واحدة ليست كافية لتصحيح كل شيء حدث في الفترة الماضية... الفوز بهذه الطريقة كان خطوة مهمة». وأشار ريوس: «بعيدا عن الهدف المبكر الذي سجله إشبيلية، سارت الأمور في الشوط الأول مثلما كنا نراها... استحوذنا على المباراة بشكل جيد وتقدمنا في الهجوم وشكلنا خطورة وأنهينا الشوط لصالحنا». وأضاف: «في الشوط الثاني، لم يكن الوضع جيدا حيث أصبحنا أكثر سلبية، وازدادت صعوبة المباراة مع اقتراب نهايتها. ولهذا نشعر بالسعادة للخروج فائزين».
في المقابل اعترف الهولندي لوك دي يونغ لاعب أشبيلية بأن فريقه لم يكن بمستواه المعهود خلال الشوط الأول، لكن أشار إلى أن الهدف الثاني الذي سجله في نهاية المباراة كان في غاية الأهمية، وسيكون نقطة للبناء عليها للتعويض في مباراة الإياب.
وقال دي يونغ: «أعتقد أن الهدف الثاني الذي سجلناه في نهاية المباراة كان مهما... لم نكن بحالتنا الطبيعية في الشوط الأول، أهدرنا فرصة تسجيل الهدف الثالث قبل النهاية، لكنني أعتقد أن كل شيء ممكن في مباراة الإياب». وكان القائم تصدى لتسديدة من البديل أوسكار رودريغيز قبل نهاية المباراة ليحرم أشبيلية من هدف التعادل.
أما جولن لوبيتيغي مدرب إشبيلية فاعترف بأن فريقه بات في موقف صعب لأنه مطالب بالفوز بفارق هدفين إيابا في معقل دورتموند وقال: «مهمتنا أصبحت صعبة، ودورتموند استفاد من موهبة هالاند الذي يثبت رغم صغر سنه أنه من طراز اللاعبين الكبار».
وفي المباراة الثانية على ملعب «دراغاو» في بورتو، خرج أصحاب الأرض بانتصار ثمين على يوفنتوس 2 - 1، لكن هدف كييزا المتأخر ابقى على آمال بطل إيطاليا في التعويض إيابا في تورينو. وسجل كييزا الهدف في الدقيقة 82، بعدما فاجأه بورتو منافسه بثنائية مبكرة في بداية الشوطين عبر الإيراني مهدي طارمي بالدقيقة الثانية والمالي موسى ماريغا 46.
وظهر يوفنتوس مرتبكاً بشكل كبير وغير فعال في خلق فرص حقيقية، وكان بطل إيطاليا يعول على البرتغالي كريستيانو رونالدو حامل الكرة الذهبية خمس مرات والهداف التاريخي لدوري الأبطال (134) الذي وصل من ريال مدريد الإسباني عام 2018 لقيادته إلى الفوز والاقتراب من اللقب العتيد. وهذه المرة الأولى التي واجه فيها رونالدو فريقاً من البرتغال منذ 2016 عندما تغلب ريال مدريد على سبورتينغ 2 - 1 ذهاباً وإياباً في دور المجموعات من دوري الأبطال.
كما لعب اليوفي مفتقداً لخدمات قلب دفاعه المخضرم ليوناردو بونوتشي المصاب والمهاجم الأرجنتيني باولو ديبالا الذي لا يزال يتعافى من إصابة تعرض لها في يناير، رغم عودته إلى التمارين بحسب ما أعلن مدرب الفريق أندريا بيرلو، إضافة إلى غياب الكولومبي خوان كوادرادو.
وانتاب أندريا بيرلو مدرب يوفنتوس الغضب من تقديم فريقه هدف مبكر لبورتو بعد 63 ثانية من خطأ فادح لمدفعه رودريغو بنتاكور الذي أعاد الكرة لحارسه فوتشش تشيسني لتصل إلى المهاجم طارمي ليهز الشباك من مدى قريب. وقال بيرلو: «قمنا بالاستعداد للمباراة جيدا وبشكل مختلف تماما عما حدث خلالها، لم يكن هذا النهج الذي نريد تطبيقه، لكن عندما تتأخر بهدف بعد دقيقة تصبح الأمور أصعب». وتابع: «كنا نعلم أن (بورتو) يغلق المساحات جيدا وكان الأداء الذي أراد تقديمه وقدمنا ذلك إليه على طبق من فضة».
وأضاف ماريغا الهدف الثاني بعد 23 ثانية من الشوط الثاني في غفلة أيضا من الدفاع الإيطالي الهش. وقال بيرلو: «النهج كان خاطئا بعد أول دقيقة. عندما تهتز شباكك بمثل هذه الطريقة فمن الطبيعي أن تشعر بالقلق وتفقد ثقتك وهو ما لا يجب حدوثه في دور الستة عشر». في المقابل كان دفاع فريق المدرب سيرجيو كونسيساو جيدا رغم أن هدف كييزا كان الأول في شباك فريقه بعد خمس مباريات في دوري الأبطال. لكن مدرب بورتو أكد أنه لن يسافر مع فريقه إلى تورينو للحفاظ على تفوقه البسيط في الإياب في التاسع من مارس المقبل وقال: «يجب أن نكون أقوى في الدفاع، ستكون مباراة الإياب مختلفة، يوفنتوس يجب أن يعود، لكن هذا لا يعني أننا سنذهب إلى هناك ونكتفي بالدفاع. سنرى من سيلعب وهل إمكانات اللاعبين مختلفة».
أفضلية لدورتموند وبورتو على إشبيلية ويوفنتوس... والمعركة مستمرة في الإياب
ممثلا إيطاليا وإسبانيا ما زالا يملكان أمل تعويض خسارة الذهاب في لقاء الحسم المقبل بثمن نهائي دوري الأبطال
أفضلية لدورتموند وبورتو على إشبيلية ويوفنتوس... والمعركة مستمرة في الإياب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة