«الكتائب» يحذر من تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة

TT

«الكتائب» يحذر من تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة

حذر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب المستقيل سامي الجميل، من تأجيل الانتخابات النيابية المفترض إجراؤها بعد عام، مؤكداً أن المواجهة في هذا الملف «ستكون قاسية ولن نقبل اللعب بهذا الاستحقاق».
وتنتهي ولاية البرلمان في 6 مايو (أيار) 2022، علماً بأن دعوة الهيئات الناخبة يجب أن تتم قبل ستين يوماً، ما يعني أنه خلال سنة من الآن، يجب أن يكون قد تبلور قانون الانتخابات بشكل حاسم كي تتمكن وزارة الداخلية من إعداد القوائم الانتخابية ولوائح الشطب وتنهي الاستعدادات اللوجيستية.
وشدد الجميل، بعد لقائه السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، على «ضرورة أن تكون هناك حكومة مستقلة قادرة على إنقاذ البلد». وإذ حذر من تأجيل استحقاق الانتخابات النيابية، قال إنه حتى موعد الانتخابات «يجب تشكيل حكومة تخفف من معاناة الناس». وقال: «من المعيب أكثر أن ينتظر المسؤولون اللبنانيون حواراً بين إيران وأميركا لتشكيل حكومة في لبنان، هذا واجب المسؤولين لكنهم مرتهنون».
وأبلغ الجميل السفيرة الأميركية كما كل المسؤولين في لبنان وعواصم العالم، «أن الشعب لن يقبل بسرقة حقه في تقرير مصيره في أي استحقاق مقبل». وأسف لطريقة تعاطي المواقع الدستورية إزاء التحديات، وقال: «هناك ضرورة لتطبيق القرارات الدولية وعلى المجتمع الدولي حماية الشعب اللبناني من الارتهان، وتحمل مسؤولياته في تطبيق القرارات الدولية التي يمكنها مساعدة لبنان على ضبط الحدود واستعادة الدولة سلطتها على أراضيها».
في الشق الاجتماعي، اعتبر الجميل أن الانهيار حصل و«نحن مقبلون على انفجار اجتماعي واقتصادي أكبر، وقد يحصل في أي لحظة عندما ينتهي احتياط مصرف لبنان، ويتوقف الدعم». كما عبر عن خشيته على القطاعين الصحي والتربوي وعلى النمط الاجتماعي.
من جهة أخرى كان ملف الحماية الدولية مدار بحث أمس بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والنائب المستقيل رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض. وقال معوض من بكركي، «لم يطرح غبطة البطريرك إدارة دولية للبنان، إنما طرح حماية دولية للبنان ولسيادته وإرادة شعبه المخطوف».
وشدد على استكمال تحركاته والقوى السياسية في وجه هذه السلطة، قائلاً: «سنخوض كلبنانيين معركة استعادة بلدنا من المنظومة التي دمرت مؤسساته، وذلك من خلال جمع قوانا كمعارضة، ومن خلال تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بحماية لبنان وبانتخابات نيابية مبكرة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.