«تشارلي تشابلن» الباكستاني ينشر البهجة في بيشاور

الممثل الباكستاني عثمان خان في زي تشارلي تشابلن (أ.ف.ب)
الممثل الباكستاني عثمان خان في زي تشارلي تشابلن (أ.ف.ب)
TT

«تشارلي تشابلن» الباكستاني ينشر البهجة في بيشاور

الممثل الباكستاني عثمان خان في زي تشارلي تشابلن (أ.ف.ب)
الممثل الباكستاني عثمان خان في زي تشارلي تشابلن (أ.ف.ب)

معتمراً قبعة مستديرة وواضعاً شارباً قصيراً، يندفع الباكستاني عثمان خان بين السيارات ملوحاً بعصا لجذب انتباه السائقين وأصحاب المتاجر من أجل الترفيه عنهم والحصول على بضع روبيات من خلال انتحاله شخصية تشارلي تشابلن.

ويأمل هذا الممثل البالغ من العمر 32 عاماً في بيشاور الصاخبة أن تجلب هذه الشخصية التي طبعت الأفلام السينمائية الصامتة القديمة بعض الفرح لسكان المدينة الحدودية.

يقول خان إن فكرة تقليد شخصية تشابلن الأيقونية من فيلم «ذي ترمب» خطرت على باله فيما كان يشاهد مقطع فيديو لهذا الممثل الأسطوري أثناء تعافيه من مرض.

ويوضح خان لوكالة الصحافة الفرنسية: «رأيت أن علي البدء بتقليد تصرفات تشارلي لكي أنشر السعادة بين الناس وأبعد تفكيرهم عن جائحة كوفيد - 19».

مرتدياً مثل زي تشارلي تشابلن، يقفز خان إلى عربات ريكشا ويزعج أصحاب المتاجر المحليين ويضرب أحياناً المتفرجين بعصاه فيما يجوب أنحاء المدينة، حيث يتجمع حوله المعجبون ويطلبون التقاط صور ذاتية معه.

ويقول خان: «هدفي هو إضحاك الناس وإسعادهم ومساعدتهم على التخلص من حزنهم».

وقد حقق خان نجاحاً. فخلال شهرين فقط، اجتذب خان أكثر من 850 ألف متابع وحصل على ملايين الإعجابات على منصة «تيك توك» التي تلقى رواجاً كبيراً في باكستان حيث يحمّل مقاطع فيديو لتصرفاته الهزلية.
لكن الأمر لم يكن كذلك دائماً بالنسبة إلى خان الذي يكافح مثل كثيرين في باكستان من أجل الاحتفاظ بوظيفة بدوام كامل وسط التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا.

ويقول إن تقليد شخصية تشابلن منحه هدفاً جديداً.

ويختم: «لهذا السبب أحب أن أكون تشارلي تشابلن، لإخفاء كل مخاوفي وأحزاني».



براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين

براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين
TT

براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين

براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين

لطالما كانت منطقتنا في طليعة التطورات العلمية والفكرية على مر العصور، إذ كانت بلاد ما بين النهرين، التي غالباً ما يُشار إليها باسم «مهد الحضارة»، مركزاً لأقدم أشكال الكتابة والرياضيات والهياكل الاجتماعية المعقدة.

السومريون والبابليون

وابتكر السومريون، الذين سكنوا هذه المنطقة نحو 3000 قبل الميلاد، نظام الكتابة المسمارية على ألواح الطين، ما أتاح لهم توثيق بعض أقدم الخوارزميات المسجلة. وقد استخدمت هذه الخوارزميات لأغراض متعددة مثل حساب مساحات الأراضي، وتوزيع الموارد، والرصد الفلكي.

ثم جاءت الحضارة البابلية التي حققت تقدماً كبيراً في مجال الرياضيات. إذ طوّر البابليون نظاماً عددياً يعتمد على قاعدة 60، ما زال يُستخدم اليوم في قياس الوقت والزوايا. كما أبدع الرياضيون البابليون خوارزميات لحل المعادلات التربيعية والمشكلات الرياضية الأخرى. وهذه الطرق الحسابية الأولية وضعت الأساس لتفكير خوارزمي أكثر تعقيداً، مما مهّد الطريق لاستخدام الخوارزميات في مجالات أخرى كثيرة لاحقاً.

العصر الذهبي الإسلامي: ازدهار المعرفة

امتد العصر الذهبي الإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر، وكان فترة ملحوظة من الإنجازات الفكرية والعلمية. فقد قدم العلماء في العالم الإسلامي إسهامات كبيرة في الرياضيات والفلك والطب والهندسة. ومن بين الشخصيات البارزة كان الخوارزمي، عالم الرياضيات، الذي قدم مفهوم الخوارزمية. وفي الواقع، اشتقت كلمة «الخوارزمية» من اسمه.

ألف الخوارزمي كتاب «الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة»، الذي وضع أسس علم الجبر. كانت طرقه في حل المعادلات الخطية والتربيعية ثورية، وأثرت في الرياضيات الإسلامية والأوروبية. ولعبت ترجمات أعماله إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر دوراً حيوياً في تطور الرياضيات في العالم الغربي.

علم التشفير والمنطق

وقدّم علماء آخرون مثل الكندي والفارابي إسهامات كبيرة في علم التشفير والمنطق، وهي مكونات أساسية في الذكاء الاصطناعي الحديث. إذ عمل الكندي على تحليل الترددات ووضع الأساس للتقنيات التشفيرية الحديثة، بينما أثرت استكشافات الفارابي في المنطق والفلسفة في التطورات اللاحقة في نظرية الحوسبة.

بهذا فإن أجدادنا قد وضعوا أسس الذكاء الاصطناعي من خلال اكتشاف اللغة المكتوبة والخوارزميات وعلم المنطق والتشفير، وهي الأساس الذي نبني عليه اليوم في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تشكل جزءاً من حياتنا اليومية.