انطلقت الخطوات التنفيذية الأولى باتجاه تأسيس «نواة الجيش الوطني» على أن تبدأ الدفعة الأولى بالتدريب في نهاية الشهر الحالي. وتعول المعارضة؛ السياسية منها والعسكرية، على الدعم الدولي الذي تلقته للمضي قدما في هذا المشروع. وبدأت الاجتماعات بين قياديين من هيئة الأركان وفصائل عسكرية عدة تحت إشراف وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، وقد تمكنوا من تخطي عوائق عدة، لا سيما أن هذه الفصائل، كانت لديها بعض التحفظات لناحية الخوف من أن يكون هذا الجيش مؤتمرا من الخارج، وفق ما أشار إليه عضو المجلس الأعلى للقيادة العسكرية في الجيش الحر، رامي الدالاتي.
وكشف الدالاتي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه يتم العمل على جعل القرار العسكري مركزيا وإنهاء عمل غرف العمليات في بعض الدول، مؤكدا أن تنظيم «داعش» لم ولن يكون ضمن التنظيمات التي يعمل على التنسيق معها لتكون ضمن فصائل «الحر»، وهو ما أكدته مصادر في المعارضة السورية، مشيرة إلى أنه سيتم اختيار الفصائل المعتدلة، وأوضحت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك تكتما كبيرا على هذا الأمر، مرجحة أن تكون أبرز هذه الفصائل «حركة حزم» و«تجمع نور الدين زنكي»، وقوات «ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف.
وأمل الدالاتي في أن تكون وعود التسليح هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة، وتحصل المعارضة على السلاح اللازم للقيام بمهمتها، علما بأن «حركة حزم» الموجودة في ريف حلب الغربي كانت قد تسلمت مساعدات عسكرية أميركية عبارة عن 20 صاروخ «تاو» مضاد للدبابات، استخدمتها في إدلب وحلب واللاذقية شمال سوريا.
وكان وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة اللواء سليم إدريس قد أعلن بدء العمل على تشكيل جيش وطني يضم القوى الثورية العسكرية السورية المعتدلة، قوامه 60 ألف مقاتل ويعمل وفق الأنظمة والقوانين الدولية، كي يكون بديلا عن قوات النظام في سوريا.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أعلنت الأسبوع الماضي، أن أول مجموعة تضم نحو مائة جندي أميركي ستتوجه للشرق الأوسط خلال أيام لإقامة مواقع تدريب لمقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون تنظيم «داعش».
من جهته، كشف نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هشام مروة، أن المرحلة الأولى من تشكيل «الحر» ستكون من خلال الدفعة الأولى التي أعلنت أميركا استعدادها لتدريبها، مشيرا إلى أن قادته لن يكونوا من خارج «الحر»، ومن المتوقع أن يبدأ عمله في المناطق المحررة في الشمال والجنوب.
وقال مروة إن الخطوات التنفيذية لإنشاء هذا الجيش من خلال تدريب المجموعة الأولى، ستكون بين نهاية فبراير (شباط) الحالي وبداية مارس (آذار) المقبل، مشيرا إلى أن «هناك حالة من النفير العام في صفوف المعارضة العسكرية وإجماعا وطنيا، لقناعة الجميع أنه ليس أمامنا إلا هذا الحل لإجبار بشار الأسد على القبول بـ(الحل السياسي)».
ورأى مروة أن تشكيل هذا الجيش من شأنه إحداث خرق كبير على الأرض، وانهيار كثير من الفصائل المتطرفة وانضمامها إلى صفوفه، لا سيما أنه يبدو أن التحالف الدولي شعر أنه تأخر في تقديمه الدعم اللازم للجهة العسكرية المعتدلة لتقوم هي بمكافحة الإرهاب.
وأوضح أن خطة تشكيل «الجيش الوطني» ليست جديدة، وأنه قد بدأ العمل عليها منذ تأليف «المجلس الوطني»، ومن ثم «الائتلاف الوطني» الذي نص بيانه على «تأليف لجنة تنفيذية لتشكيل قيادة عسكرية». وتبلور الأمر بشكل أكبر عند تشكيل هيئة الأركان التي بدأت العمل على توحيد صفوف «الجيش الحر».
ولفت مروة إلى أنه بعدما اتبع النظام «لعبة فراغ السلطة» في المناطق المحررة بات على المعارضة القيام بدورها لملء هذا الفراغ. وقد وضع على طاولة عمل وزارة الدفاع والحكومة التي كانت برئاسة أحمد الجربا ومن ثم في حكومة أحمد طعمة مشروع توحيد المعارضة وتنظيم صفوف «الجيش الحر»، لكن كانت هناك دائما عوائق متمثلة بالدرجة الأولى في عدم تقديم الدول أكثر من ربع المساعدات التي وعدت بها، مشيرا إلى أن وزير الدفاع أسعد مصطفى كان قد قدم خطة لتشكيل نواة جيش وطني من 100 ألف عنصر.
ورأى مروة أنه لو وجد الدعم المطلوب للجيش الحر لما كانت قد نشأت التنظيمات المتطرفة، لا سيما تنظيم «داعش»، مذكرا بما حصل في الفترة الأخيرة لناحية انسحاب بعض المجموعات من «الحر» وانضمامها إلى «داعش».
وعن إمكانية التواصل مع العناصر الذين انضموا إلى «داعش» في وقت سابق، قال رامي الدالاتي إن «الدخول إلى (داعش) ليس كالخروج منه، فهناك آلاف المقاتلين الذين انضموا إلى هذا التنظيم بحثا عن رغيف الخبز، والمجتمع الدولي الذي لم يقدم الدعم اللازم للجيش الحر، يتحمل هذه المسؤولية».
وشدد مروة على أن دعم أي جهة يجب أن يكون عبر وزارة الدفاع، لأن دعم الفصائل المستقلة، كما حصل سابقا، يؤدي إلى شرذمة المعارضة وزيادة التطرف.
8:58 دقيقه
«الجيش الوطني» السوري المعارض يبدأ خطواته العملية نهاية الشهر
https://aawsat.com/home/article/280601/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D9%8A%D8%A8%D8%AF%D8%A3-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1
«الجيش الوطني» السوري المعارض يبدأ خطواته العملية نهاية الشهر
تشكيله سيحدث خرقًا على الأرض.. وانهيار كثير من الفصائل المتطرفة بانضمام عناصرها إليه
أحد مقاتلي «الجبهة الشامية» التي تشكلت أخيرا في الشمال السوري يجلس عند حاجز تفتيش بمساكن هنانو بحلب (رويترز)
- بيروت: كارولين عاكوم
- بيروت: كارولين عاكوم
«الجيش الوطني» السوري المعارض يبدأ خطواته العملية نهاية الشهر
أحد مقاتلي «الجبهة الشامية» التي تشكلت أخيرا في الشمال السوري يجلس عند حاجز تفتيش بمساكن هنانو بحلب (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة



