لجنة للتحقيق في محاولة اغتيال بجنوب العراق

استمرار عمليات الاختطاف والتعذيب للناشطين في النجف

صور تداولها ناشطون تظهر آثار التعذيب على الناشط علي نصير في النجف
صور تداولها ناشطون تظهر آثار التعذيب على الناشط علي نصير في النجف
TT

لجنة للتحقيق في محاولة اغتيال بجنوب العراق

صور تداولها ناشطون تظهر آثار التعذيب على الناشط علي نصير في النجف
صور تداولها ناشطون تظهر آثار التعذيب على الناشط علي نصير في النجف

وسط استمرار صمت الحكومتين الاتحادية والمحلية على عمليات الخطف والتعذيب التي تطال ناشطين في محافظة النجف جنوب العراق، اتخذ محافظ واسط محمد جميل المياحي، أمس، قراراً بفتح تحقيق في حادث تعرض اثنين من الناشطين إلى محاولة اغتيال مساء الأحد.
وأظهرت صور تداولها ناشطون آثار تعذيب وحرق شديدة على جسد الناشط علي نصير الذي أطلق سراحه، أمس، بعد اختطافه ليلاً في النجف. وفيما لم يصدر عن السلطات المحلية في المحافظة أي بيان بشأن عمليات الخطف التي طالت ناشطين خلال الأسبوعين الأخيرين، يقول الناشط النجفي علي السنبلي: إن «عملية الاختطاف وقعت في حي الأمير وسط أنظار الجميع، وقامت مؤلفة من 4 عناصر باقتياده إلى سيارة نوع (بيك آب)». وأضاف السنبلي في منشور عبر «فيسبوك»: «الكارثة أن عملية الاختطاف حدثت في الشارع العام، وداخل حي سكني، يعتبر من أكثر الأحياء حركة بالنجف». وانتقد صمت السلطات الأمنية والحكومية حيال ما يجري رغم معرفة أماكن الاختطاف ووجود الكاميرات والشهود. وكان ناشطون قاموا بإحراق الإطارات في بعض طرق النجف وهددوا بالتصعيد قبل أن يطلق الجناة سراح الناشط.
ويتهم ناشطون عناصر تابعة للتيار الصدري بالوقوف وراء عمليات الاختطاف والتعذيب على خلفية الصراع الدائر هذه الأيام بين الحراك واتباع الصدر.
وفي محافظة واسط جنوب بغداد، نجا الناشطان فالح الموسوي وأحمد جمعة من محاولة اغتيال في المدينة مساء الأحد، وعلى خلفية الحادث قرر المحافظ محمد جميل المياحي، الذي يطالب المحتجون بإقالته، تشكيل لجنة تحقيق. وقال بيان صادر عن المياحي: «نؤكد رفضنا التام لاستخدام السلاح وتهديد حياة الناشطين أو أي مواطن آخر، كما أنني على المستوى الشخصي لا أؤمن بلغة السلاح والتهديد، ولن أسمح بجر محافظتنا لأي محاولات مخالفة للشرع والقانون، وحرصتُ منذ انطلاق المظاهرات قبل سنة ونصف أن أبعد لغة السلاح والتصفيات عن محافظتنا رغم أن البعض كان وما زال متعطشاً للدماء». وتابع: «وجهنا بفتح تحقيق عاجل مهني بالعملية الجبانة ونعمل مع أجهزتنا الأمنية البطلة لحماية شباب محافظتنا وسنعرض ما نتوصل إليه من معلومات على الرأي العام بكل شفافية ولن نسمح باستهداف أحد منهم».
ورغم تشكيل المياحي لجنة تحقيق، خرج المئات في مدينة الكوت مركز المحافظة في مظاهرات احتجاجاً على استهداف الناشطين وعدم تلبية مطالبهم بإقالة المحافظة ونوابه. وامتلأت سماء المدينة بسحب الدخان نتيجة إحراق الإطارات لقطع الطريق الرئيسي في المدينة. ويقول الناشط تيسير حذر لـ«الشرق الأوسط» إن «موجة غضب تصير على المدينة نتيجة عدم التزام الحكومة الاتحادية بتعهداتها بحماية المتظاهرين واستمرار تعرض كثير منهم إلى عمليات الاغتيال والتهديد». ويضيف: «خلال الأسبوع الماضي، حضر ممثل رئيس الوزراء رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي، ووعد بتلبية مطالب المتظاهرين، وقد حددنا له مهلة لذلك انتهت اليوم (أمس) ولم تتم تلبية أي مطلب».
وتعليقاً على لجنة التحقيق باغتيال المتظاهرين التي شكلها المحافظ، يرى تيسير حذر أن «اللجان عموماً لا يعول عليها في العراق، ناهيكم عن لجنة المحافظ الجديدة». وتابع: «اللجان الحكومية لم تحقق شيئاً حتى الآن، يبدو أن الأمر لا يتجاوز حدود كسب الوقت وامتصاص النقمة، ما زال مطلب إقالة المحافظ ونوابه على رأس مطالب المتظاهرين في واسط».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».