البحرية الليبية تنقذ 93 مهاجراً من الغرق... بينهم 20 طفلاً

مسؤول بـ«إيريني»: سلطات طرابلس منعت نصف مهاجري القوارب لأوروبا

صورة تظهر تكدس عشرات المهاجرين أثناء نقلهم من البحر إلى الساحل بغرب ليبيا (البحرية الليبية)
صورة تظهر تكدس عشرات المهاجرين أثناء نقلهم من البحر إلى الساحل بغرب ليبيا (البحرية الليبية)
TT

البحرية الليبية تنقذ 93 مهاجراً من الغرق... بينهم 20 طفلاً

صورة تظهر تكدس عشرات المهاجرين أثناء نقلهم من البحر إلى الساحل بغرب ليبيا (البحرية الليبية)
صورة تظهر تكدس عشرات المهاجرين أثناء نقلهم من البحر إلى الساحل بغرب ليبيا (البحرية الليبية)

قال الناطق الرسمي لرئاسة أركان القوات البحرية الليبية، مسعود إبراهيم، إنه تم إنقاذ 93 مهاجراً غير شرعي من خمس دول أفريقية، بينهم 20 طفلاً سودانياً، بالقرب من الساحل الغربي للبلاد، في وقت كشف فيه قائد المهمة البحرية الأوروبية «إيريني» أن «خفر السواحل الليبي أوقف 9541 مهاجراً في عرض البحر العام الماضي، ومنعهم من الهرب إلى أوروبا».
وأوضح الناطق باسم البحرية الليبية في بيان أمس، إن المهاجرين استقلوا قاربا من مدينة الزاوية قبل يومين، لكن دوريات خفر السواحل تمكنت من إنقاذهم داخل المياه الليبية، وتبين أنهم 93 مهاجراً، 73 رجلاً من إريتريا والسودان والسنغال وسيراليون وتشاد، لافتاً إلى أنه كان معهم 20 طفلاً من السودان. ونوهت البحرية الليبية إلى أنه تم تسليم المهاجرين إلى شرطة جهاز الهجرة غير المشروعة بالعاصمة طرابلس، بعدما نشرت مقطع فيديو يوضح كيفية نقلهم من المياه إلى الساحل.
وتنشط في ليبيا عصابات متخصصة في تهريب المهاجرين غير النظاميين إلى دول أوروبا، ويدير أفرادها أنشطتهم بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية في صبراتة وزوارة والزاوية، والقرة بوللي (غرب). وسبق لمسؤول تنفيذي بمدينة صبراتة القول لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك عدداً كبيراً من العصابات المعروفة بتهريب المهاجرين إلى أوروبا، بما فيهم الشباب الليبي، في رحلة تبدأ بالنصب على هؤلاء الضحايا، وتنتهي غالباً بالغرق في البحر».
وفي السياق ذاته، قال قائد المهمة البحرية الأوروبية «إيريني» فابيو أجوستيني، إن خفر السواحل الليبي أوقف 9541 مهاجراً في عرض البحر العام الماضي.
ووفقا لتقرير سري لقائد العمليات أجوستيني لدول الاتحاد الأوروبي، نقلته وكالة «الأنباء الألمانية» أمس، فقد كان العدد الذي تم منعه حوالي النصف أو ما نسبته 47 في المائة من كل الأشخاص الذين كانوا في طريقهم من ليبيا إلى أوروبا عام 2020.
ووفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، فقد أعاد خفر السواحل الليبي حوالي 11 ألفا من مهاجري القوارب إلى ليبيا في عام 2020، حيث «يواجهون الاستغلال وأعمال عنف».
وتتكدس مراكز الإيواء، التي تشرف عليها سلطات طرابلس، بآلاف المهاجرين غير النظاميين، من جنسيات أفريقية وآسيوية، وتشير التقارير المحلية والأممية إلى أن العديد منها «تديرها ميليشيات مسلحة وتُرتكب فيها جرائم بحق المهاجرين، بداية من الضرب والابتزاز المالي، وصولاً إلى الاعتداءات الجنسية».
وشدد أجوستيني على أن عملية «إيريني» لا تشترك في أي حالات إنقاذ، ومن ثم ليس هناك مؤشر على أن العملية كان لها «عامل جذب»، بما يعني أنها تشجع المهاجرين على شق طريقهم إلى أوروبا.
ووفقا للتقرير مطلع فبراير (شباط) الحالي، كان هناك 82 مركز احتجاز للمهاجرين واللاجئين في ليبيا بنهاية العام الماضي، تأوي 7607 أشخاص، ولم يتم الإفراج سوى عن 389 شخصاً من هذه المراكز العام الماضي. ويوجه منتقدون انتقادات مرارا وتكرارا بشأن حدوث انتهاكات هائلة لحقوق الإنسان بحق المهاجرين في ليبيا.
وسبق للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين القول مطلع أغسطس (آب) الماضي، إن 46823 لاجئاً وطالب لجوء مسجلون لديها، منهم نحو 45 في المائة رجالاً، و22 في المائة نساءً، و33 في المائة أطفالاً.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.