استنكار واسع لاغتيال سليم... والحريري يطالب بـ«كشف المجرمين»

«بلا أسف»... تغريدة من نجل نصر الله تثير الاستياء

TT

استنكار واسع لاغتيال سليم... والحريري يطالب بـ«كشف المجرمين»

لاقى اغتيال الباحث والناشط السياسي لقمان سليم استنكاراً سياسياً واسعاً في لبنان، وحتى ليل أمس لم يكن قد صدر عن «حزب الله» أي تعليق على الجريمة، فيما أثارت تغريدة من جواد نصر الله؛ نجل الأمين العام للحزب، ردود فعل غاضبة، وسط تحذيرات سياسية من «انزلاق لبنان إلى مسلسل اغتيالات يستهدف الناشطين والمعارضين». وفي حين وضع البعض الحادثة في إطار «الرسالة المباشرة لكل الناشطين والكتاب من ‏أبناء الطائفة الشيعية الذين يعبرون عن أفكارهم خارج المدار ‏السياسي لـ(حزب الله)»، طالب البعض الآخر بـ«عدم الاصطياد بالدم» وانتظار نتائج التحقيقات.
وكتب جواد نصر الله عبر حسابه على «تويتر» بعد مقتل سليم: «خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب»، مرفقاً إياها بهاشتاغ: «بلا أسف».
وأثارت التغريدة ردود فعل غاضبة، فقام نصر الله بحذفها، مبرراً إياه بأنها تتعلق «بشيء شخصي». وقال نصر الله في تغريدة أخرى: «مسحت التغريدة التي يريد البعض فهمها على ذوقه، مع العلم أني كتبتها بمنأى عن أي خبر أو حدث، وهي شيء شخصي، منعاً للبس».
ورأى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أن «سليم شهيد جديد على درب حرية وديمقراطية لبنان» وأن «اغتياله لا ينفصل عن سياق اغتيالات من سبقه». وكتب الحريري في تغريدة له أن سليم «كان واضحاً أكثر من الجميع ربما في تحديد جهة الخطر على الوطن لم يهادن ولم يتراجع»، وأشار الحريري إلى أن «الشجب لم يعد كافياً، والمطلوب كشف المجرمين لوقف آلة القتل الحاقدة».
وكان «تيار المستقبل» عدّ أن اغتيال سليم جريمة مدانة برسم الدولة والقوى المحلية المعنية بأمن القرى الجنوبية، محذراً من مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين.
بدوره؛ أدان حزب «القوات اللبنانية» اغتيال «الناشط السيادي»، مطالباً القوى الأمنية بكشف ملابسات «هذه الجريمة المروّعة سريعاً وسوق المجرمين إلى العدالة». وقالت دائرة الإعلام في الحزب إن سليم «كان من النخبة السياسيّة الحرّة المعروفة بمواقفها الواضحة والجريئة، والمشهود لها باستقامتها الوطنيّة».
ووصف حزب «الكتائب اللبنانيّة» سليم بـ«المفكر الحرّ، النهضوي الثوري، السيادي الرافض للدويلات ومنطق الاستقواء، والمحب لوطنه قبل كل شيء». وقال في بيان إن «سليم المهدد الدائم، كان وضع أمنه وأمن محيطه في عهدة القوى الأمنية الرسمية، لكنها وكعادتها لم تحرك ساكناً، بل أظهرت عجزاً أمام هيمنة الميليشيات عليها وعلى البلد».
أما «التيار الوطني الحر» فحضّ الأجهزة القضائية والأمنية على إنهاء التحقيقات بالسرعة اللازمة، تحقيقاً للعدالة وإنصافاً للحقيقة، داعياً إلى عدم استغلال هذه الجريمة لإثارة الفتنة، خصوصاً أن «مصطادي الدماء الاعتياديين بدأوا بعملية الاستثمار السياسي؛ بل إلى استغلال هذه الجريمة لإنزال أقصى العقوبات بحق مرتكبيها كائناً من كانوا للتأكيد أن الاغتيال والعنف السياسي أمران لا يمكن السكوت عنهما لبنانياً؛ لأنهما يتنافيان مع معنى تنوّع اللبنانيين».
وعدّ الحزب «التقدمي الاشتراكي» أن جريمة قتل الناشط سليم «تستدعي من القوى والأجهزة الأمنية أقصى درجات الملاحقة والمتابعة والتحقيق الفعلي والشفاف لكشف المرتكبين وسوقهم إلى القضاء بأسرع وقت».
واستنكر المكتب الإعلامي المركزي لـ«حركة أمل» في بيان «جريمة الاغتيال»، مطالباً بـ«إجراء التحقيق الأمني والقضائي بالسرعة الممكنة توصلاً لكشف الفاعلين ومعاقبتهم».
من جهته، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن سليم «قتل في زمان ومكان يؤكد نية القاتل تضييع الجهة وتجهيل الفاعل»، محذراً «من الاتجار بدمه؛ إذ إن البعض بات يتعمد دس السم بالعسل ويوزع الاتهامات بطريقة مدانة ومستنكرة». وأكد أن «المطلوب هو جواب قضائي وليس جواباً سياسياً، ولا تقارير عسس ولوائح انتقام».
وصدر عن وزارة الخارجية الفرنسية بيان عدّ قتل لقمان سليم جريمة بشعة، وطالب بتحقيق شفاف في الجريمة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.