الحكومة المصرية لتحديث بيانات القرى ضمن مبادرة رئاسية لتطويرها

بهدف وضع الخطط التنموية

TT

الحكومة المصرية لتحديث بيانات القرى ضمن مبادرة رئاسية لتطويرها

أعلنت الحكومة المصرية «البدء في تحديث بيانات القرى في ربوع البلاد، بهدف رصد الواقع الفعلي ووضع الخطط التنموية لتطويرها». وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن «هناك توجيهاً من الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يتم تحديث جميع البيانات الخاصة بالقرى المصرية والخدمات المتوافرة بها واحتياجاتها، في ظل بدء الحكومة حالياً في تنفيذ المشروع القومي لتطوير وتنمية القرى المصرية، ضمن المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)».
ووفق الحكومة فإن «المشروع القومي لتطوير القرى المصرية الذي يتبناه الرئيس السيسي، يأتي في إطار المرحلة الجديدة لمبادرة (حياة كريمة)، ويستهدف إحداث تطوير شامل لجميع قرى الريف المصري، الذي يعيش فيها 56 في المائة من السكان، وذلك خلال ثلاث سنوات... ويهدف أيضاً إلى تطوير البنية الأساسية والخدمات الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية في القرى كافة، فضلاً عن تحسين أوضاع الفئات الأولى بالرعاية بكل قرية».
وعقد مدبولي اجتماعاً لاستعراض إجراءات «مسح القرى المصرية لتوطين أهداف التنمية المستدامة بالتجمعات الريفية»، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين. وقالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بمصر، هالة السعيد، إن «الحكومة سوف تعمل على الاستفادة من المبادرة الرئاسية في تحديث البيانات الخاصة بالقرى المصرية، وهو ما يساعد في وضع الخطط التنموية المختلفة»، موضحة أن «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قام بإجراء أول مسح عن خصائص الريف المصري بأسلوب الحصر الشامل عام 2015. ويهدف مسح عام 2020 إلى تحديد التطورات التي طرأت على حالة التنمية في هذه القرى خلال السنوات الخمس السابقة»، مشيرة إلى أنه «قد شمل المسح 4658 قرية تشمل جميع قرى المحافظات الريفية»، لافتة إلى أن «المؤشرات عكست ارتفاعاً في نسب القرى التي يتوافر بها وحدات صحية ومدارس».
في غضون ذلك، أكد «مجلس الوزراء المصري» أنه «لا صحة لخصم تكلفة خدمات خطوط المحمول المقدمة لمستفيدي برنامج (تكافل وكرامة) من قيمة الدعم النقدي الشهري»، موضحاً في بيان له أمس، أن «جميع خطوط المحمول المقدمة لمستفيدي برنامج (تكافل وكرامة)، وكذلك خدمات الاتصالات المتاحة عليها سواء (الدقائق، والرسائل النصية، والميغابايت) مجانية بالكامل ودون أي تكلفة أو رسوم إدارية أو ضريبية عليها، وتجدد شهرياً، حيث يهدف توفير تلك الخطوط لمستفيدي البرنامج، تسهيل عملية التواصل والرد المباشر على ما يرد من استفسارات، والمعالجة الفورية لما يرد من شكاوى وتظلمات من المواطنين، وتسهيل إجراءات التحقق أو غيرها من الدراسات البحثية».
من جهته، قال رئيس الوزراء المصري أمس، إن «حكومته تعقد اجتماعات متتالية لمتابعة الإجراءات الخاصة بتفعيل المبادرة الرئاسية لإحلال المركبات المتقادمة للعمل بالغاز الطبيعي، بما يحقق الاستثمار الاقتصادي الأمثل للثروات الطبيعية، وتعظيم القيمة المضافة لها، فضلاً عن الإسهام بدور فاعل في الحفاظ على البيئة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.