رئيس البعثة الأممية يصل إلى الخرطوم لدعم الانتقال في السودان

إعلان بدء أعمال «يونيتامس» وتنفيذ قرار مجلس الأمن

TT

رئيس البعثة الأممية يصل إلى الخرطوم لدعم الانتقال في السودان

وصل رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان، المعروفة اختصاراً بـ«يونيتامس»، الألماني فولكر بيرتس، العاصمة السودانية أمس، وكان في استقباله رئيس اللجنة الوطنية للتنسيق مع البعثة، السفير عمر الشيخ، معلناً بذلك بدء تنفيذ مهمة البعثة في السودان، والتي كان مقرراً انطلاقها أول يناير (كانون الثاني)، لكنها تأخرت بسبب جائحة «كورونا».
وبوصول فولكر بيرتس للخرطوم، يكتمل وصول البعثة الأممية المعنية بمساعدة على الانتقال، والمشكّلة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2524)، الصادر في 4 يونيو (حزيران) 2020، والتي بدأت أعمالها في المرحلة الأولية التي تمتد لسنة، قابلة للتجديد منذ يوم أمس.
وحدد قرار مجلس الأمن مهام بعثة «يونيتامس» بالمساعدة على انتقال السودان إلى الحكم الديمقراطي، ودعم حماية وتعزيز حقوق الإنسان والسلام المستدام، ودعم عمليات السلام وتنفيذ اتفاقيته، والمساعدة على بناء الحماية المدنية وسيادة القانون في جميع أنحاء البلاد، بالتركيز على دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. فضلاً عن دعم تعبئة المساعدات الاقتصادية والإنمائية، وتنسيق عمليات المساعدة الإنسانية المقدمة للسودان.
وقال فولكر عقب وصوله البلاد، إنه يتطلع لبدء العمل الرسمي لبعثته، وتسخير الدعم الفني والدبلوماسي الممكن لإنفاذ مهام البعثة الأربعة، بالتشاور والتعاون والتنسيق التام مع جميع مؤسسات الحكم الانتقالي في السودان، وعلى رأسها اللجنة الوطنية التنفيذية للتنسيق مع البعثة. وفي السادس من يوليو (تموز) الماضي، أصدر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قراراً شكل بموجبه لجنة لتنسيق أعمال بعثة «يونيتامس»، برئاسة السفير عمر الشيخ الحسين، وتضم ممثلين عن وزارات الخارجية، والداخلية، والحكم الاتحادي، والمالية، إضافة إلى الاستخبارات العسكرية، وجهاز المخابرات العامة.
وعقب استقباله رئيس البعثة، قال السفير عمر الشيخ، إن لجنته تثق في تجارب ومؤهلات وخبرات فولكر لقيادة البعثة، وتوظيفها لدعم قضايا الانتقال الشائكة في السودان، وتنفيذ الأهداف الاستراتيجية التي طالبت بها، وأسهمت في وضعها الحكومة الانتقالية.
وأوضح الشيخ، أن البعثة بدأت أعمالها منذ شهرين، في أعقاب وصول كبير موظفيها ستيفين سكويرا، والقائمة بأعمال البعثة، ستيفاني خوري، موضحاً أنها ستسهم في التحول السياسي ووضع الدستور، وتنفيذ الوثيقة الدستورية، والتمهيد للانتخابات، وتحقيق السلام المصالحة في البلاد.
وذكر بيان صحافي صادر عن اللجنة الوطنية للتنسيق مع البعثة، أن فولكر سيباشر أعماله بلقاءات مكثفة مع قيادات وهياكل السلطة الانتقالية كافة، وذلك بعد أن يقضي تدابير الحجر الصحي الخاصة بجائحة «كرونا».
وفي أبريل (نيسان) الماضي، طلب السودان تكوين بعثة أممية تدعم الانتقال الديمقراطي وعمليات السلام الجارية في البلاد، تحت الفصل السادس، لتحل محل البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد)، والمكونة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ولا تتضمن البعثة الجديدة مكونات عسكرية لطلب الحكومة السودانية، على خلاف بعثة حفظ السلام في دارفور، التي شارك فيها آلاف العسكريين الدوليين، المصرح لهم باستخدام القوة لحفظ السلام في إقليم دارفور. وتضم البعثة 269 موظفاً دولياً، موزعين على 8 مكاتب في أقاليم «دارفور، كردفان، النيل الأزرق، كسلا، بورتسودان»، بميزانية قدرها 34 مليون دولار أميركي لعام 2021، وتشرف على عمل جميع وكالات الأمم المتحدة في السودان.
وأنهى مجلس الأمن الدولي مهمة بعثة «يوناميد» ابتداءً من يناير الماضي، وينتظر أن يكتمل انسحابها في غضون الأشهر القليلة المقبلة، دون أن تمارس أي مهام خلال فترة الانسحاب، رغم رفض المكونات المحلية في دارفور، وبعض أطراف الصراع، لقرار إنهاء مهمة بعثة حفظ السلام، والتحذير من المخاطر التي يمكن أن تواجه السكان المحليين والنازحين واللاجئين بعد خروج البعثة.
وشهد طلب تكوين البعثة «يونيتامس» حالات شد وجذب بين المكونَين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية؛ ما اضطر رئيس الوزراء إلى تعديل خطاب طلب تكوين البعثة لمجلس الأمن أكثر من مرة، استجابةً لطلب المكون العسكري بألا تتضمن مهام البعثة قوات عسكرية. كما تباينت وجهات النظر على رئاسة البعثة. فبينما رشح الأمين العام للأمم المتحدة، الدبلوماسي الفرنسي جان كريستوف بليارد، بادئ الأمر. لكن المكون العسكري السوداني رشح الجنوب أفريقي نيكولاس هايزوم، في حين شهدت أروقة مجلس الأمن هي الأخرى رفض كل من الصين وروسيا للمرشح الفرنسي، قبل أن يتم التوافق على الألماني فولكر بيرتس، لكن اختيار بيرتس أنهى الخلافات بين أعضاء مجلس الأمن، وحسم تباين الرؤى بين المكونَين العسكري والمدني في الحكومة الانتقالية السودانية؛ وذلك لرفض المكون العسكري للدبلوماسي الفرنسي، والذي رفضته كل من روسيا والصين. كما حسم تعيين بيرتس خلافات أخرى بين المكون المدني والمكون العسكري في السلطة الانتقالية السودانية، حيث رفض الأخير تعيين الدبلوماسي الفرنسي جان كريستوف بليار والذي تحمس له المكون المدني.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.