إدارة بايدن تكرس اتهام الصين بـ«إبادة» مسلمي الأويغور

بلينكن لدى عقده أول مؤتمر صحافي بعد المصادقة على تعيينه مساء الأربعاء (رويترز)
بلينكن لدى عقده أول مؤتمر صحافي بعد المصادقة على تعيينه مساء الأربعاء (رويترز)
TT

إدارة بايدن تكرس اتهام الصين بـ«إبادة» مسلمي الأويغور

بلينكن لدى عقده أول مؤتمر صحافي بعد المصادقة على تعيينه مساء الأربعاء (رويترز)
بلينكن لدى عقده أول مؤتمر صحافي بعد المصادقة على تعيينه مساء الأربعاء (رويترز)

اتفق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع تقييم إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب في الأيام الأخيرة من عهده، بأن معاملة الصين لأقلية الأويغور المسلمة ترقى إلى عملية «إبادة جماعية»، لتصبح الولايات المتحدة الدولة الأولى في العالم التي تقدم هذا التصنيف، في خطوة يرجح أن تصعد التوتر المتزايد أصلاً بين واشنطن وبكين، علما بأنه أبدى استعداداً للتعاون بين الدولتين في قضايا مشتركة مثل تغيّر المناخ.
وكان وزير الخارجية السابق مايك بومبيو أكد في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي أن الحزب الشيوعي الصيني مذنب بتهمة «السجن التعسفي أو غيره من الحرمان الشديد للحرية الجسدية لأكثر من مليون مدني، والتعقيم القسري، وتعذيب عدد كبير من المحتجزين تعسفاً، والعمل الشاق، وفرض قيود شديدة القسوة على حرية الدين أو المعتقد وحرية التعبير وحرية التنقل» في إقليم شينغيانغ، وهي توصيفات تتطابق مع تعريف الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.
وفي أولى تصريحات بلينكن منذ تسلمه المنصب رسمياً، رد على سؤال لأحد الصحافيين بالقول: «لا أزال أرى أن إبادة جماعية ارتكبت ضد الأويغور، وهذا لم يتغير»، مردداً في ذلك الوصف الذي استخدمه الرئيس جو بايدن خلال حملته الرئاسية. وأكد بلينكن الأسبوع الماضي أن «إجبار الرجال والنساء والأطفال على (العمل في) معسكرات الاعتقال، في محاولة تأثير لإعادة تثقيفهم ليكونوا متمسكين بآيديولوجية الحزب الشيوعي الصيني - كل هذا يتحدث عن جهد لارتكاب إبادة جماعية».
وقال أيضاً إنه «ليس سراً أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين هي الأهم لدينا في العالم للمستقبل»، معترفاً بوجود «بعض الجوانب العدائية» في هذه العلاقة، على الرغم من أن الجانب التعاوني يشمل مجالات من مصلحتنا المشتركة (...) بما في ذلك بشكل واضح، حول المناخ.
ولم تتردد مرشحة بايدن لمنصب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس - غرينفيلد أمام أعضاء مجلس الشيوخ في وصف الإجراءات الصينية ضد مسلمي الأويغور بأنها «مروعة».
ومنذ نهاية الحرب الباردة، قررت وزارة الخارجية الأميركية وقوع إبادة جماعية في البوسنة عام 1993 ورواندا عام 1994 والعراق عام 1995 ودارفور عام 2004، وفي مناطق خاضعة لسيطرة «داعش» في العراق عامي 2016 و2017. ووصفت اضطهاد أقلية الروهينغيا المسلمة في ميانمار عام 2017 بأنه «تطهير عرقي».
ووصف مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون، وكذلك مسؤولو وخبراء الأمن القومي الأميركي، الصين بأنها «التهديد الأكبر» للأمن القومي للولايات المتحدة والنظام العالمي.
وبرزت المقاربة الأميركية الجديدة حيال الصين أيضاً في الاتصالات التي أجراها بلينكن مع نظرائه في كل من الفلبين وتايلاند وأستراليا. وكذلك في اتصال أجراه مستشار الأمن القومي لدى البيت الأبيض مع نظيره الهندي أجيت دوفال.
وأفاد بيان للخارجية الأميركية بأن بلينكن شدد لوزير الخارجية الفيليبيني تيودورو لوكسين على أن «الولايات المتحدة ترفض مطالبات الصين البحرية في بحر الصين الجنوبي إلى الحد الذي تتجاوز فيه المناطق البحرية التي يُسمح للصين بالمطالبة بها بموجب القانون الدولي على النحو الوارد في اتفاقية قانون البحار لعام 1982»، متعهداً «الوقوف إلى جانب المطالبين من جنوب شرقي آسيا في مواجهة ضغوط الصين».
إلى ذلك، شدّد بايدن وكبار مسؤوليه الأمنيين على دعم اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، ما يشير إلى رفض واشنطن مطالب الصين في الأراضي المتنازع عليها في تلك المناطق. وردا على هذه التأكيدات، حذرت وزارة الدفاع الصينية أمس الولايات المتحدة من أن «احتواء الصين مهمة مستحيلة»، ودعت واشنطن إلى «عدم المواجهة والاحترام المتبادل»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال وو تشيان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إن «الحقائق أظهرت أن احتواء الصين مهمة مستحيلة، وتشبه إطلاق شخص ما النار على قدمه»، مشدّدا على أن «العلاقات العسكرية الصينية - الأميركية هي الآن نقطة انطلاق تاريخية جديدة» مع وصول بايدن إلى الرئاسة.
في سياق متصل، تحادث وزير الخارجية الأميركي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ، مؤكداً تصميم إدارة بايدن على «تعزيز وتنشيط التحالف عبر الأطلسي». وأفاد بيان بأن بلينكن وستولتنبرغ ناقشا تقرير 2030 للحلف، الذي «يوفر أساساً متيناً لتكيف الناتو مع الحقائق الاستراتيجية الجديدة» واتفقا على عقد قمة الناتو في النصف الأول من 2021.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.