بايدن يبلغ بوتين أنه سيتصرف «بحزم» دفاعاً عن المصالح الأميركية

مجموعة السبع تطالب روسيا بإطلاق نافالني فوراً

صورة لنائب الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن (يسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
صورة لنائب الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن (يسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

بايدن يبلغ بوتين أنه سيتصرف «بحزم» دفاعاً عن المصالح الأميركية

صورة لنائب الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن (يسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
صورة لنائب الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن (يسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اتصال هاتفي هو الأول له مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ تسلمه الحكم في البيت الأبيض أن بلاده «ستتصرف بحزم للدفاع عن مصالحها القومية» رداً على إجراءات روسية «مضرة بنا أو بحلفائنا». فيما عبّرت مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى عن «قلقها البالغ» من تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني واعتقاله، داعية إلى إطلاق سراحه فوراً.
وأفاد بيان للبيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن تحادث هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وناقشا «استعداد البلدين لتمديد معاهدة ستارت الجديدة لمدة 5 سنوات»، مضيفاً أن الزعيمين «اتفقا على أن تعمل فرقهما بشكل عاجل لاستكمال التمديد بحلول 5 فبراير (شباط) المقبل»، أي قبل انتهاء مفاعيل المعاهدة، وكذلك على «استكشاف مناقشات الاستقرار الاستراتيجي حول مجموعة مسائل للحد من التسلح ومواضيع أمنية مستجدة».
وأوضح البيان أن بايدن «أعاد تأكيد دعم الولايات المتحدة القوي لسيادة أوكرانيا... كما أثار مسائل أخرى تبعث على القلق، بما في ذلك اختراق سولار ويندز، وتقارير عن قيام روسيا بتقديم مكافآت لقتل جنود أميركيين في أفغانستان، والتدخل في انتخابات الولايات المتحدة عام 2020. وتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني».
وأوضح البيان على لسان بايدن أن «الولايات المتحدة ستتصرف بحزم للدفاع عن مصالحها القومية رداً على الإجراءات التي تتخذها روسيا، والتي تضرّ بنا أو بحلفائنا».
واتفق بايدن وبوتين على «الحفاظ على اتصال شفاف ومتسق في المستقبل».
إلى ذلك، أفاد بيان وقّعه وزراء خارجية مجموعة السبع للدول الكبرى، وهي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي أنهم «متحدون في التنديد باعتقال واحتجاز أليكسي نافالني لدوافع سياسية»، معبرين عن «قلق بالغ» من احتجاز آلاف المتظاهرين السلميين والصحافيين.
ودعوا روسيا إلى «التقيد بالتزاماتها الوطنية والدولية وإطلاق المعتقلين تعسفاً لممارستهم حقهم في التجمع السلمي» في 23 يناير (كانون الثاني)، مؤكدين أن «القمع العنيف من قوات الشرطة لحقّ الأفراد في التعبير عن آرائهم أمر غير مقبول».
ورأوا أن هذه الأحداث «تؤكد النمط السلبي المستمر لتقلص مساحة المعارضة والمجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والأصوات المستقلة في روسيا». وأسفوا لأن نافالني محتجز بسبب قرارات محكمة، قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في 2017 أنها تعسفية وغير معقولة بشكل واضح. وطالبوا السلطات الروسية بـ«الإطلاق الفوري وغير المشروط لنافالني»، مذكرين بأن روسيا «مُلزمة باحترام حقوق الإنسان وضمانها».
وذكّروا بإدانتهم السابقة «بأشد العبارات الممكنة، لتسميم نافالني في أغسطس (آب) 2020 بعامل أعصاب كيميائي من مجموعة نوفيتشوك، وهي مادة طوّرتها روسيا»، مشددين على أن «أي استخدام للأسلحة الكيماوية غير مقبول، ويتعارض مع المعايير الدولية ضد استخدام هذه الأسلحة».
وحضّوا السلطات الروسية على «التحقيق في استخدام سلاح كيماوي على أراضيها وشرحها بشكل موثوق في ضوء التزامات روسيا بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية». ولاحظوا أن «الاستخدام المؤكد للأسلحة الكيماوية ضد سياسي معارض، وكذلك اعتقال نافالني أخيراً، يقوض الديمقراطية والأصوات المستقلة والتعددية السياسية في روسيا».
وأعلنوا أنهم سيواصلون مراقبة ما سموه «استجابة روسيا عن كثب للدعوات الدولية من أجل الإطلاق الفوري لنافالني وأي متظاهرين وصحافيين جرى اعتقالهم بشكل تعسفي، وكذلك التحقيق الجنائي في تسميم نافالني».
وكرروا التزامهم القوي باتفاق الأسلحة الكيماوية، ودعم الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان في روسيا.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.