الجيش السوداني يردّ بعنف على استهداف قواته من داخل إثيوبيا

مسؤول عسكري أميركي يبحث في الخرطوم تعزيز قدراتها الدفاعية

قوات الأمن السوداني تزيل حواجز وضعها متظاهرون، أول من أمس، وسط شوارع الخرطوم احتجاجاً على زيادة الأسعار (أ.ف.ب)
قوات الأمن السوداني تزيل حواجز وضعها متظاهرون، أول من أمس، وسط شوارع الخرطوم احتجاجاً على زيادة الأسعار (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يردّ بعنف على استهداف قواته من داخل إثيوبيا

قوات الأمن السوداني تزيل حواجز وضعها متظاهرون، أول من أمس، وسط شوارع الخرطوم احتجاجاً على زيادة الأسعار (أ.ف.ب)
قوات الأمن السوداني تزيل حواجز وضعها متظاهرون، أول من أمس، وسط شوارع الخرطوم احتجاجاً على زيادة الأسعار (أ.ف.ب)

رد الجيش السوداني على قصف مدفعي، استهدف وحداته قرب حدوده المشتركة مع إثيوبيا عند منطقة جبل «أبو طيور» شرقي البلاد، نفذته قوة إثيوبية من داخل الحدود، في آخر تطور للأوضاع المتوترة هناك. وفي غضون ذلك، يجري مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى في «أفريكوم» بالخرطوم، اليوم، سلسلة مباحثات مع مسؤولين مدنيين وعسكريين، تتناول بناء القدرات الأمنية والدفاعية وتطويرها، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في السودان والإقليم.
وقصفت قوات إثيوبية ليلة أول من أمس منطقة جبل «أبو طيور» على الشريط الحدودي، التي تسيطر عليها قوات الجيش السوداني، بقذائف «هاون» دون وقوع خسائر. ونقلت تقارير صحافية محلية أن القوات السودانية ردت بعنف على القوة المهاجمة بقصف مدفعي مضاد.
وغداة تبادل إطلاق النار بين الطرفين، نقلت «سودان تربيون» أن وفداً عسكرياً، برئاسة رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، وعدداً من القادة العسكريين، سارعوا إلى الشريط الحدود للاطلاع على العمليات، التي يقوم بها الجيش لتشييد طرق وإقامة المعابر على ضفتي نهر عطبرة.
وحدثت الاشتباكات رغم تكرار الطرفين عدم رغبتهما الدخول في حرب حدودية، وأن الملف يمكن حله عبر التفاوض. لكن أديس أبابا اشترطت انسحاب الجيش من المناطق التي استعاد السيطرة عليها، فيما رفضت الخرطوم أي تفاوض على الحدود، مؤكدة أن قواتها تسيطر على أراضيه، وأن الحدود مرسمة بين البلدين، وفقاً لاتفاقيات دولية وثنائية، وأن المتبقي فقط هو إعادة وضع العلامات الحدودية، التي تأثرت أو أزيلت بفعل فاعل، وتقريب المسافة بين كل علامة وأخرى، بحيث ترى الأولى الثانية بالعين المجردة.
وقال وزير الدفاع السوداني، الفريق ركن ياسين إبراهيم ياسين، في مقابلة مع قناة «العربية»، أمس، إن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، التي قال فيها بوجود «مناطق متنازعة» تسببت في دفع الجيش السوداني لفرض سيطرته على المناطق الحدودية التابعة له.
واستنكر الفريق أول ياسين الحديث عن وجود نزاع حدودي بين البلدين، وقال إن النقاط الحدودية «واضحة ومنصوص عليها ضمن اتفاقيات معترف بها دولياً»، نافياً وجود رابط بين مفاوضات سد النهضة الإثيوبي والنزاع الجاري في منطقة «الفشقة». وقال بهذا الخصوص: «العامل المشترك في القضيتين هو المماطلة الإثيوبية»، مشيراً إلى أن التفاوض «يكون أمراً وارداً حال وجود نزاعات. أما بالنسبة للوضع مع إثيوبياً فنحن لا نعترف بوجود نزاع لنقبل التفاوض حوله».
وتشهد المنطقة توتراً أمنياً منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك في أعقاب إعادة الجيش السوداني نشر قواته داخل منطقة الفشقة، وطرد الميليشيات الإثيوبية التي كانت تسيطر عليها، في أعقاب هجوم نفذته ميليشيات إثيوبية، مدعومة بقوات فيدرالية على قوات سودانية، وإلحاق خسائر في الأرواح بين الجيش السوداني، بينهم ضابط برتبة رائد، وعدد من المدنيين.
في السياق ذاته، يتوقع أن يصل السودان اليوم نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، المعروفة اصطلاح بـ«أفريكوم»، السفير «أندرو يونغ» المسؤول عن شؤون الارتباط المدني والعسكري في زيارة تستغرق يومين.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» إن المسؤول الأميركي سيتناول خلال لقاءاته مع المسؤولين السودانيين بناء القدرات الأمنية والدفاعية للقوات المسلحة السودانية، وتعزيز الأمن والاستقرار في السودان والإقليم. وينتظر أن يلتقي كل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ووزير الدفاع ياسين إبراهيم، ورئيس هيئة أركان الجيش محمد عثمان الحسين.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.