«التقشف» يحجب الصافرة الأجنبية عن 118 مباراة بالدور الأول

تكلفة استقطاب الطاقم دفعت الأندية لتغيير أولوياتها

الصافرة المحلية باتت موضع جدل لكثير من الأندية السعودية (تصوير: عدنان مهدلي)
الصافرة المحلية باتت موضع جدل لكثير من الأندية السعودية (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

«التقشف» يحجب الصافرة الأجنبية عن 118 مباراة بالدور الأول

الصافرة المحلية باتت موضع جدل لكثير من الأندية السعودية (تصوير: عدنان مهدلي)
الصافرة المحلية باتت موضع جدل لكثير من الأندية السعودية (تصوير: عدنان مهدلي)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود أي طلب رسمي «حتى الجولة 15 من دوري المحترفين السعودي»، لاستقطاب الحكام الأجانب، في الوقت الذي يسمح بطلبهم قبل أي مباراة بـ16 على أقل تقدير، وبذلك سيقود مباريات الجولة الأخيرة طواقم تحكيمية سعودية بما فيها قمة الجولة التي تجمع النصر في الاتحاد على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة.
ويذكر أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن قبل انطلاق الموسم الرياضي الحالي، أنه يحق لكل ناد طلب 7 طواقم تحكيم أجنبية كحد أقصى لكل فريق خلال مباريات الدوري السعودي للمحترفين 2020 - 2021.
وأشار اتحاد الكرة إلى أن الطواقم التحكيمية السبعة متاحة لكل فريق سواء أكانت المباراة على أرضه أو خارجها، مشيرا إلى أن طلب الحكام يستوجب إرسال الطلب قبل 16 يوماً على المباراة، مع التأكيد على أن الأندية ستتحمل تكاليف طاقم التحكيم الأجنبي «بواقع 175 ألف ريال للطاقم الواحد»، إضافة إلى استيفاء جميع الإجراءات الإدارية المبلغة للأندية.
وخلال مباريات الدور الأول البالغة 120 مباراة لم تطلب الأندية حكاما أجانبا سوى في مرتين كانت من قبل فريقي النصر والفتح، مع العلم أنه يحق للأندية طلب ما مجموعه 112 مباراة بتحكيم أجنبي في حال استنفد كل ناد طلباته السبعة.
ويتبقى في الدور الثاني 120 مباراة، مع تبقي 110 طلبات من الأندية لحكام أجانب لم تستخدم حتى الآن، أي بإمكان الأندية أن تجعل 92 في المائة من مباريات الدور الثاني بطواقم تحكيم أجنبية.
وعلى الأرجح يبدو أن امتناع الأندية عن طلب الحكام الأجانب بشكل مكثف على غرار المواسم الماضية، ناجم عن الأزمة المالية التي تعيشها وتدفعها لتكريس الموارد المالية المحدودة لدفع رواتب اللاعبين والمدربين وما إلى ذلك من المستحقات الأساسية.
ويدير منافسات دوري المحترفين السعودي 44 حكماً سعودياً، من بينهم 7 حكام ساحة دوليين، و9 حكام مساعدين دوليين، بمجموع 16 حكماً دولياً؛ علماً بأن عدد الحكام المعتمدين في الفار نحو 7 حكام، مقابل 20 حكماً مساعداً في الفار.
وتتسابق أندية محلية في دوري المحترفين السعودي، على إصدار البيانات الغاضبة ضد الحكام السعوديين، فيما اعتبر خبراء في مجال التحكيم أن أخطاء كرة القدم ستبقى موجودة حتى مع استخدام تقنية (الفيديو) لكون القرارات التقديرية للحالات المثيرة للجدل لا يمكن أن تختفي بشكل نهائي.
وسابقا استطلعت «الشرق الأوسط» آراء عدد من خبراء التحكيم، بشأن الجدل الذي صاحب الجولات الأخيرة من الدوري وتحديدا الجولة «13»، وقال الإماراتي علي حمد عضو لجنة التحكيم في الاتحاد الآسيوي بدوره، إن الأخطاء التحكيمية ستبقى ما بقيت كرة القدم.
وأضاف حمد أن وجود تقنية الفيديو لا يمكن أن تنهي الجدل في الحالات التقديرية التي تخضع لتقييم الحكم والطاقم المساعد معه، وأن هناك تقييما مختلفا في إطار (القانون) يختلف من شخص لآخر ومن الصعب أن يكون هناك توافق على حالة معينة بين نخبة من الحكام.
وزاد حمد بالتأكيد على أن الأندية من المهم أن تسلك الطرق الرسمية لإرسال ملاحظاتها وتقدم كل ما يمكن أن يحفظ مكانه العلاقة وتعزيزها بدلاً من أن تضعفها من خلال البيانات التي قد يكون لها أثر سلبي من خلال تحويل الأمور إلى مسارات لا يمكن أن تنفعها.
وأوضح حمد أن إدارات الأندية من المهم أن تكون أكثر واقعية في التعامل مع بعض الأمور، حيث إن وجود خطأ تحكيمي لا يعني أنه لا توجد أخطاء إدارية أو فنية أو ما يخص إضاعة لاعبين فرصا محققة يمكن أن تجير النقاط للفريق، حيث إن هناك لاعبين مثلا قدمت لهم عقود عالية ولكنهم لا يقدمون الشيء الذي يرضي أنصار ناديهم.
وأشار حمد إلى أن بروتوكول تقنية الفيديو يحدد «4» حالات فقط للرجوع للتقنية من بينها احتساب الأهداف، والطرد المباشر وركلات الجزاء وتصحيح أخطاء توجيه البطاقات والقرارات المتعلقة بذلك ولذا يجب أن تسود الثقافة في هذا الجانب، حيث إن الهدف هو تصحيح الأخطاء الفادحة وليس التقديرية، حيث إن مراجعة كل حال يعني أن كرة القدم تحولت إلى «بلاي ستيشن».
وعاد حمد للتأكيد على أن العلاقة يجب أن تكون على قدر من الاحترام والثقة والسعي للوصول إلى حلول مناسبة.
وختم حمد بالتأكيد على أن التحكيم السعودي يقدم مستويات جيدة جدا بناء على متابعته وبعد أن منحت الفرصة والثقة، معتبرا أن الأخطاء التي حصلت في مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين تظل في نطاق الأخطاء الموجودة عالميا حسب متابعته، معتبرا أن الاختلافات بين الفنيين موجودة ومن الاستحالة أن تنتهي الأخطاء بكون العنصر البشري أساسيا حتى بوجود تقنية الفيديو والاختلافات بين الفنيين يعتبر شيئا صحيا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».